عبدالفتاح البتول
في الوقت الذي تتضح فيه ابعاد الدور الايراني في العراق، وتتكشف خيوط المؤامرة التي تقوم بها الجمهورية الشيعية في المنطقة، ومع ان اللعبة اصبحت مكشوفة للجميع، ايران متورطة في العراق ومسؤولة عن العنف والقتل الطائفي، وايران متورطة في دعم التمرد الحوثي في صعدة، كما انها تثير الفتن في لبنان والبحرين ووصلت إلى- جزر القمر- واغرب واظرف من كل هذا ان ايران تحتل- ثلاثة جزر عربية اماراتية- نعم تحتل، انه احتلال فارسي يعود إلى ايام الشاة، وكان كل الطيبين والمتعاطفين مع ثورة الخميني التي قيل انها اسلامية، كانوا يتوقعون ان تقوم- الثورة الإسلامية- باعادة الجزر الاماراتية بصورة ودية وسلمية وخاصة ان دولة الامارات العربية المتحدة كانت وما زالت تدعو لخروج الاحتلال الايراني بالطرق السلمية ولا ترى استخدام القوة العسكرية والدخول في مواجهات دموية، هذا الموقف العقلاني والانساني لم يؤثر في السياسية الايرانية بل زادها ذلك عتواً ونفورا، حيث احكمت سيطرتها على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، وزادت من عملية توطين الايرانيين في هذه الجزر، التي تقع في الخليج العربي- أو الفارسي حسب مزاعم الايرانيين الذين يسعون لابتلاع الخليج والمنطقة بأكملها!!.
وبهذه المقدمة الطللية والاشارات البكائية نجد ان زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد لدولة الامارات العربية حدث تاريخي غير متوقع ولا مفهوم وفق المعطيات السياسية والابعاد الاستراتيجية، وخاصة ان الحوارات والنقاشات التي يجريها- نجاد- مع قادة الامارات لن تتطرق لقضية الجزر الثلاث، فمن غير المنطقي ان يقوم رئيس ايراني وفي هذا الوقت الذي تشعر ايران بتفوقها العسكري وتمددها الاقليمي- ان يقوم بزيارة الامارات للتفاوض على الجزر، فهذا التفاوض ان بدأ فسيكون ولا بد في طهران، من جانبهم فإن الاماراتيين بقيادة الشيخ خليفة بن زايد-رئىس الدولة- لا يرون من المناسب واللائق طرح القضية في اول زيارة لرئىس ايراني منذ قيام الثورة الايرانية، ان السلوك الحضاري والخلق الاماراتي الرفيع والمدني والمهذب سيبعد عن الرئيس الايراني الخجل والحياء من زيارة دولة يحتل بعض جزرها واجزاء من اراضيها.
انني اتفهم الموقف الاماراتي واجد فيه مراعاة لمصالح الأمة العربية والإسلامية بعدم توتير الاجواء مع الايرانيين، وفي الوقت ادعو الاشقاء في الامارات رفض الضغوط والابتزازات الايرانية، وعدم الانخداع بالعروض والابتسامات الايرانية، التي تعمل على شق الصف الخليجي وزرع الفرقة والاختلاف وخاصة في هذه المرحلة التي تتطلب توحيد الصفوف لمواجهة النفوذ الايراني والخطر الفارسي، اما دعوة الرئيس الايراني القوات الاجنبية للخروج من الخليج - الفارسي- حسب تعبيره، فهذا اسلوب قديم وعمل مريب، فالجميع يعلم ان ايران متحالفة مع القوات الأميركية والاجنبية في العراق والمنطقة العربية، والتحالف الايراني-الاميركي تحالف استراتيجي ربما يفوق أو يعادل التحالف الاميركي- الاسرائيلي!!.
ولا ننسى ان ايران في الوقت الذي تحتل الجزر الاماراتية فانها تحتل العراق وتتقاسمه مع الاميركيين ثلثين بثلث، والدليل على ذلك ان الطرفين المحتلين -الايراني والاميركي اعلنا عن إجزاء حوار بينهما حول العراق، انه حوار المحتلين وتقاسم اللصوص وتوزيع مناطق الامتياز النفطي والنفوذ السياسي، ايران تحتل وتحكم اكثر من ثلثي العراق بصورة مباشرة عبر قوات الحرس الثوري والمخابرات، وبصورة غير مباشرة عن طريق الاحزاب الشيعية وفرق الموت الطائفية والمرجعية الصامتة والعملاء والمرتزقة، وبنفس الطريقة يحتل ويحكم الاميركيون الثلث الآخر وتبقى المقاومة العراقية الشريفة تجاهد الاحتلال الاميركي والغزو الايراني والغباء الكردي!!.