;

ثقافة التيئيس 1112

2007-05-14 00:15:46

محمد طاهر أنعم

نلمس في السنوات الاخيرة محاولات مستميتة من قوى المعارضة السياسية في بلادنا لنشر ثقافة التيئىس في اوساط المجتمع اليمني تجاه الكثير من الامور العامة، وفي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

وهذه الثقافة الخطيرة القائمة على اليأس في عقول ووجدان الناس هي من اخطر وسائل الفتك بالمجتمعات والتي يسعى الاعداء في كل الحروب والمعارك الفكرية والثقافية ان يزرعوها في البلاد المستهدفة، لأن الشعب اليائس من كل شيء شعب لا يعمل شيئا ولا يستطيع القيام بأي امر مفيد لنفسه ولمجتمعه ولأمته.

الشعوب اليائسة شعوب محطمة ترى الشمس هلالا، وترى النهار ليلا، وترى الخير شرا، وترى نور الصباح ظلمة حالكة.

والشعوب اليائسة ان سمعت عن عمل صالح شككت في اهدافه ودوافعه، وان رأت تقدما في مجال معين بحثت عن مجالات الخطأ فيه، وان لمست خيرا هنا أو هناك اغمضت عينها عنه وتجاهلته في مقابل الشر الذي تراه، لأن ثقافتها بنيت اساسا على التركيز على الشرور والمفاسد وعلى تجاهل الخيرات والمصالح.

ولن يجد اعداء الامة والحاقدون عليها اعظم من شعب كهذا من اجل تدمير البلد وتخلفه وتبعيته، واجتذاب بعض الفاسدين والمحطمين ليكونوا عملاء للغرب ولأهدافه ومشاريعه وافكاره التي يريد تسويقها في البلاد بحجة التقدم والتطور والحضارة التي جاء بها لينقذ الناس من التخلف والحالة المزرية.

واذا عرفنا هذاالامر الحيوي المهم، وهذه الخطورة البالغة من نشر هذه الثقافة التيئيسية الخطيرة، فاننا يحق لنا كمواطنين ان نستفسر عن السبب الذي يدفع احزاب المعارضة اليمنية المنضوية في المشترك، نستفسرها عن السبب الذي يجعلها تحمل لواء التيئيس في اوساط مجتمعنا اليمني منذ سنوات، والذي جعل النخب المنتمية لتلك الاحزاب وبعض الفئات التابعة لها تعيش حالة مزرية من اليأس والهزيمة النفسية، والتي تصل في بعض الاحيان إلى كره البلد والوطن والحقد عليه.

اننا نفهم ان تلك الاحزاب معارضة للنظام السياسي في البلد، وان لها ملاحظات على كثير من الامور التي تسير بشكل غير صحيح في كثير من المجالات، ونتفهم ان لتلك الاحزاب برامجها المختلفة في كثير من المجالات، وهذه امور طبيعية ومقبولة، ولكن غير الطبيعي وغير المقبول هو ان تلجأ تلك الاحزاب لأسلوب غير مشروع في اعتماد ثقافة التيئيس اسلوبا لاجتذاب الجماهير والانصار والاصوات الانتخابية، وجعلها مرتكزاً رئىساً في الاجهزة الاعلامية والحلقات التنظيمية والخطب والمحاضرات والندوات وغيرها، ظانين انها اسلوب صحيح في تغيير الجوانب السلبية في البلد.

سنوات متعددة وصحافة تلك الاحزاب تعتمد هذا الاسلوب في التعامل والتعاطي مع الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلادنا، وقد نجحت للأسف الشديد في اجتذاب البعض من شرائح الطبقة الوسطى في مجتمعنا، والكثير من شرائح الطبقات الدنيا لهذا الوضع السلبي، ونشأ افراد كثيرون يحملون اليأس في اذهانهم وتفكيرهم وطريقة حياتهم، ولا ينتظرون اي تقدم أو فائدة أو خير، ويشككون في كل مصلحة ومنفعة، وينظرون بسوداوية لافتة للحياة.

ولكن هل يعلم اولئك المعارضون ان هذه الشرائح ستكون اول المنتقدين لهم ولاعمالهم ان وصلوا لحكم، أو ائتلاف أو وزارة، أو ادارة أو غيرها من الاعمال؟ وهل يفقه اولئك المعارضون ان هذه الثقافة التي يزرعونها سلاح ذو حدين، وسينقلب ضدهم في اي عمل يقومون به في المستقبل، حيث سيكون اول من ينتقده ويبحث عن اخطائه ومثالبه هم اولئك اليائسون انفسهم الذين ربتهم المعارضة على هذا الاسلوب في التعامل مع الاحداث والامور؟.

ان الواجب المطلوب من كل القوى السياسية والاجتماعية في بلادنا نشر المفهوم الصحيح للمعارضة البناءة، والتي تقوم على العدل والقسط من مفهوم اسلامي شرعي، وليس من المفهوم الديمقراطي الغربي، والمعارضة التي نقصدها هي المعارضة للامور السلبية في البلد والنظام، وطرح البدائل الجيدة والسعي لفرضها واقامتها باسلوب الناصح الامين المحب، وليس بأسلوب المعارض الحاقد الساعي إلى قلب كل النظام والامور لمصلحته الخاصة، والمعارضة التي نقصدها هي المعارضة التي تبرز الجوانب الايجابية التي يقوم بها النظام وتشد على يديه فيها، وتشكره وتؤيده، في نفس الوقت الذي تنتقد فيه الجوانب السلبية بشجاعة، وليست المعارضة التي لا هم لها سوى ابراز السلبيات، وتخشى اشد الخشية من الحديث عن اي ايجابية للنظام بسبب الخشية من فقد بعض الاتباع والاصوات، وهذا الامر هو الذي افسد ويفسد البلاد وينشر هذه الثقافات المدمرة، وهو مرتكز رئيس- للأسف الشديد- للنظام الديمقراطي الغربي، المخالف تماما للنظام الشوروي الاسلامي، والله المستعان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد