إلى الرجال الرجال الأبطال الأبطال من ابناء قواتنا المسلحة والأمن في محافظة صعدة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولكم منا التحية الممزوجة بشذى وعبق الوحدة اليمنية في الذكرى ال«17» لها.
ها انتم والنصر مثل كل بعيد رائع لا ينال إلا بعد قطع مسافة إليه وقد قطعنا هذه المسافة معكم بقلوبنا ودموعنا المشفوعة بدعائنا. نعم بدعائنا لكم طيلة فترة المواجهة التي خضتموها مع التمرد المسلح وذلك تلبية لنداء الواجب نحو الدين والوطن فلقد ظلت قولبنا مشدودة اليكم وألسنتنا تلهج بذكركم انتم يا من صنعتم الوحدة ومضيتهم تحملون عبء حمايتها من اي خطر يتهددها فيا كل جندي وضابط وقائد في رازح وبني معاذ والصفراء والملاحيظ وغمر وباقم وغيرها من المناطق في محافظة صعدة الغالية على قلوبنا فيا كل هؤلاء نقول لكم: نشهد انكم قد ضحيتم وبذلتم وما بخلتم وتقدمتهم وما تراجعتم ونشهد ان دماءكم قد سكبت هناك لكي لا يعود إلينا ماضي مظلم أو يحل فينا فكر معتم واعلموا يا حماة الوحدة وحراس العقيدة ان الثورة اليمنية التي انطلقت من جبال عيبان وردفان كانت هذه الثورة هي المقدمة لبزوغ فجر الوحدة اليمنية وقد اتت لهذا البلد بصبح جديد مشرق بعد ليل طويل دامس يحاول هؤلاء المتمردون الآن ان يعيدوه إلينا رغم انا قد حاولنا جاهدين ان نجد لهم شمعة مضيئة في فترة ممارستهم للحكم طيلة اكثر من الف عام فلم نجد من سجلهم الحالك السواد غير ماض بائس وظلم وظلام وتخلف فلن يخدعونا مرة اخرى وقد قال تعالى «وحرام على قرية اهلكناها أنهم لا يرجعون» فها هي تباشير النصر تلوح في الافق بالتزامن مع افراحنا باعياد الوحدة المباركة هذه الوحدة التي يسعى هؤلاء إلى وأدها واسدال ستار النسيان على ذكراها من خلال جر البلاد إلى حروب داخلية وفتن عظيمة عمياء لا تبقى ولا تذر.
نعم. هذا هو هدفهم ولكننا نقول لهم هيهات هيهات ذلك رجع بعيد فوحدتنا ازلية راسخة الجذور في صدور الرجال. نعم. الرجال الذين بنوا سد مأرب ونحتوا صهاريج عدن ذات زمن بعيد وهي كذلك في صدور الرجال من اجدادكم الذين نشروا راية الفتح من مطلع الحكمة في اليمن إلى مغرب الشمس عند وقوف عقبة بن نافع على بحر الظلمات، ثم هي ايضاً في صدور الاحفاد الذين اعادوا بناء السد واعلوا بناء الوحدة فيا أيها الرجال الرجال! ان ايمانكم العميق وماضيكم العريق يجعلنا نثق بكم ونراهن عليكم في الملمات وفي احلك الظلمات فكلما احتاج الوطن إلى تضحيات اشرأبت اليكم الأعناق وكلما داهمنا الخطر كررنا اليكم النظر، فمن يجيد فن التضحية غيركم فانتم والنصر توأمان وها انتم الآن تلقنون اعداء الحياة درساً لن ينسوه ابداً والذين اغراهم شياطين الانس قبل شياطين الجن، لم تلتفتوا إلى المشككين وإلى المرجفين والذين قالوا لكم: لن تغلبوهم فانهم يلبسون الحرز فكان ردكم على هؤلاء بقولكم آمنا بالله وكفرنا بالحرز. ثم قلتم لقد بطل الحرز اليوم وقد حاولوا ان يرهبوكم بقولهم ان معهم الحوزة ولا حوزة لكم فقلتم لهم الله مولانا ولا مولى لهم.
فيا من ترابطون في جبال صعدة وشعابها ومزارعها ووديانها هنيئاً لكم. نعم. هنيئاً لكم فلقد كان لكم هذا الشرف في هذه المعركة دون غيركم في الدفاع عن وحدة هذا البلد وعقيدة هذا البلد وامن هذا البلد وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فانتم في معركة مقدسة وكيف لا وعلماء اليمن معكم وشعب اليمن معكم فاستلهموا في قتالكم ماضي اجدادكم العريق والذين حملوا العقيدة الصحيحة إلى اصقاع الدنيا فلا تسمحوا لهذا الفكر الخبيث الوافد الينا حديثا لا تسمحوا له ان يلوث كل نظيف ويشوه كل جميل في بلادنا فهذا الفكر مصحوب على مرالتاريخ بلون الدم القاني الرديء قائم على هدم قواعد الاسلام من خلال القدح في زوجات رسولكم واصحاب رسولكم والذين نقلوا رسالته إليكم ومعظمهم من اجدادكم، فابناء قحطان وعدنان في هذا البلد مجتمعين على مائدة محمد صلى الله عليه وسلم والآل والاصحاب ولن يجتمعوا ابداً على مائدة اهل الرفض والسرداب فيا عزوتنا ويا عنوان مجدنا ها هي القبائل اليمنية في منطقة صعدة كما وصفها احد خلفاء بني العباس بقوله ان قبائل اليمن لها وثبات كوثبات الاسود فها هي الآن تثبت كالاسود من عرينها وتطارد هؤلاء المتمردين فجزى الله هذه القبائل عنا خير الجزاء فهذا هو عهدنا بها وهو ما ننتظره منها فانها لن تغامر بسمعتها وتاريخها الناصع فهذه القبائل هي من العرب الاقحاح اللذين لا يقبلون ان يكونوا خداماً لغيرهم أو خنجراً في خاصرة بلادهم أو يقودهم الجهلة من ابنائهم فلهم منا كل التحية والتقدير.
وفي الاخير فاننا نترحم على الشهداء الذين سقطوا هناك حتى وان كانت لا تربطنا بهم معرفة سابقة غير اننا نعرف انهم استشهدوا وهم يؤدون واجبهم من اجل عقيدتنا ووحدة ارضنا وكرامتنا وعزة وطننا وامننا، باختصار قدم هؤلاء حياتهم من أجلنا فمن حقهم علينا ان يكون الحزن عليهم بحجم الوطن وان نواسي اهلهم وذويهم غير انا ندرك ان مهنة هؤلاء الابطال تتطلب الموت وتقديم التضحية والفداء والبطولة من اجل عقيدتهم ووطنهم وليس هناك غيرهم من يحسن ذلك فرحمهم الله رحمة الابرار من النار.
ثم نلتفت اليكم انتم يا من أديتم وكفيتم ونقول لكم اعلموا ان غبار اقدامكم هو عندنا اغلى من الف وريقة صفراء يحاول اصحابها في محاولة غبية بائسة النيل منكم أو خذلانكم وما استطاعوا ذلك في كل تاريخكم ولن يستطيعوا باذن الله فها نحن نحتفل هذه الايام باعياد الوحدة والتي لولاكم بعد الله تعالى ما كان هناك عيد فمن دمائكم قد صنعتم العيد وها انتم تسكبون دماءكم لكي يبقى لنا هذا العيد فانتم العيد.