عبدالفتاح البتول
لقد وضع الاخ رئيس الجمهورية المشير علي عبدالله صالح -وضع- النقاط على الحروف فيما يتعلق بفتنة الحوثي وتمرد الحوثيين فبعد ان تحدث عن الجهود التي بذلت من اجل حقن الدماء واقناع الإرهابيين للكف عن اعمالهم الإرهابية والتخريبية ومن هذه الجهود اعلان العفو العام مرتين وارسال العديد من الوساطات بعد ذلك جدد رئىس الجمهورية الدعوة للعناصر الارهابية بتسليم انفسهم واسلحتهم الثقيلة والمتوسطة إلى الدولة مع ضمان محاكمة عادلة نتيجة لما ارتكبوه من جرائم حرب ضد المواطنين وافراد القوات المسلحة والامن والحاق الضرر بالتنمية في محافظة صعدة والوطن عموماً.
هذا ما ذكره الاخ الرئىس الجمهورية عشية الاحتفال بالذكرى السابعة عشر لقيام الوحدة وهذا الطرح والعرض مما يتفق مع العقل والشرع والواقع فهذه فئة أو مجموعة بغض النظر عن فكرها وعقيدتها خرجت على الدولة والمجتمع واعلنت التمرد والخروج المسلح ورفعت السلاح في وجه الدولة والسلطة والقوات المسلحة وتجاوزت الدستور والقانون وضربت بكل الثوابت والأسس الشرعية للوطن عرض الحائط فكيف يكون التعامل معها وباي طريقة يتم منعها وقمعها وخاصة بعد ان قدمت وبذلت كل الجهود والأعمال السلمية والترغيبية حتى نفذت كل الطرق وهذه الفئة على ضلالها وتمردها وخروجها المسلح، انني في هذه السطور اطلب من كل المتعاطفين مع المتمردين والذين يدعون الدولة لوقف الحرب، ان يقدموا ويعرضوا مقترحات واقعية وعقلية لوضع حد لهذه الفتنة، ان كل الدولة والشواهد وبمنهج الاستقراء والمنطق فلا يوجد سوى ان يقوم المتمردون بتسليم انفسهم واسلحتهم إلى الدولة كمدخل حقيقي لحل المشكلة ومعالجة الازمة وانهاء الفتنة وبعد ذلك تتم محاكمة المشاركين في هذا التمرد مما يثبت تورطهم وتكون هذه المحاكمة عادلة وعلنية وفق الشريعة الاسلامية والدستور والقوانين اليمنية بحيث تكون محاكمة قضائية وقانونية بعيدة عن الأبعاد السياسية والجوانب المرحلية وتتزامن هذه المحاكم مع البدء بمعالجة الآثار الجانبية التي نتجت من هذا التمرد وهذه الفتنة في إطار المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات والتخفيف وحصر القضية في اطارها الطبيعي بعيداً عن التهويل أو التهوين.
ولا شك ان تعليق العمليات العسكرية ونداء علماء اليمن يعتبر فرصة ذهبية واخيرة للعناصر الضالة التي امامها اليوم خيار حقن الدماء بتسليم انفسهم واسلحتهم خلال هذه المهلة فان رجعوا عن تمردهم فيها ونعمت وذلك هو المطلوب وان لم يستفيدوا من هذه الفرصة فالواجب الشرعي والقانوني والعقلي المتعين والمفروض على الدولة واضح ومعروف ولا يجادل فيه إلا جاهل أو غافل أو معاند نسأل الله عز وجل ان يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ونحمده تعالى على ان هدانا ومن داء الإمامة قد شفانا.