عبدالفتاح البتول
عرفنا في الحلقة الماضية أن المقصود من - اهل البيت - كما ورد في آية التطهير من سورة - الأحزاب، انما يتصرف اولاً ويقيناً بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهن سبب النزول وهن المقصودات بالمفهوم، ودخول بني هاشم في مدلول - اهل البيت - انما ياتي تبعاً وتكريماً وبادلة اخرى ونصوص من السنة تحتاج وتتطلب نظراً في سندها والمتن، وبالجملة فان اهل البيت - يشمل يدخل فيه - نساء النبي صلى الله عليه وسلم ومن حرمت الصدقة عليهم من بني هاشم من باب التوسعة والمرونة، واما القول بان - اهل البيت - هم فاطمة وعلي والحسن والحسين - فهذا تحجير لواسع وفهم باطل وحكم ظالم، وخاصة ان اصحاب هذ ا الرأي يخرجون نساء النبي صلى الله عليه وسلم من مفهوم وعموم - اهل البيت - وهذا لعمري من اعجب العجب، وما روي بان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب - فاطمة - اذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول: الصلاة يا أهل البيت فهو حديث ضعيف وكل ماورد في هذا المعنى لم يصح من طرق الحديث المعتبرة واما القضية الثانية فانها تتعلق بالصلاة على اهل البيت، وهل هي الصلاة على آل محمد، والصحيح ان اهل البيت - غير آل محمد، ولا يوجد في القرآن ولا السنة مصطلح - ال البيت، انما اهل البيت - كما مرمعنا، او آل محمد كما سيأتي، والآل ليسوا هم الاهل اصطلاحاً ، وشرعاً، اما اصطلاحاً فإن كلمة - الآل - في القرآن وردت بمعنى الاتباع - آل فرعون، ال عمران ، ال ابراهيم ال موسى ، آل هرون آل يعقوب، آل لوط آل داود، ولم يرد في القرآن مصطلح آل محمد، وكل السياقات التي ورد فيها لفظ آل فانها تعنى الاتباع ، ففي سورة البقرة الأية 59 قال الله عز وجل «واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا آل فرعون وانتم تنظرون» فهل اغرق الله اهل فرعون اي قرابته، ام آله اتباعه وجنوده ومن معه؟ وهكذا يكون آل محمد هم اتباعة واهل البيت زوجاته واما من حرم عليهم الصدقة او الزكاة فانهم جميع بني هاشم، وكان هذا حكم يرتبط بقربة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يعد له تطبيق اليوم، مثله مثل - المؤلفه قلوبهم - وهم صنف ممن تجب عليهم الزكاة بنص القرآن، بينما في الواقع لم يعد مطبق، ومثال ذلك الرق والعبودية ولها احكام وردت في القرآن والسنة وطبقت قروناً عديدة ، ولكنها علمياً انتهت بأنتهاء الرق اصلاً، واماما يقال بخصوص الصلاة والسلام على محمد وآل محمد، فإن اله هم اتباعة ويدخل الها شميون والعلويون والفاطميون في الاتباع، وينص حكم القرآن «ما كان محمد ابا احداً من رجالكم» الاية -40- ن سورة الاحزاب - وفي الأية 41 و 42 و43 من نفس السورة يقول عز وجل « يا ايها الذين امنوا اذكرو الله ذكراً كثيراً و سبحوه بكرة وأصيلاً، هو الذي يصلي عليكم وملائكته» وهذا شاهد يؤكد ما ذهبنا اليه فالله عز وجل وملائكته يصلون على الذين أمنوا، كما يصلون علي النبي، والذين امنوا هم اتباعة وهم آله، فالصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وفي مقدمتهم أصحابه ، واتباعة وكل من آمن به، وعمل بسنته والتزم أمره ونهيه اما التشهد الأخير في الصلاة فان أصح ماورد فيه تشهد ابن مسعود وهذا لقيه: التحيات والصلوات والطيبات، والسلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ذكر ابن مسعود انكم اذا قلتم ذلك اصاب كل عبد صالح في السماء والارض، وبقية التشهد، اشهد ان لا اله الا الله، واشهد ان محمداً عبده وسوله ثم ليختر احدكم من الدعاء اعجبه له ، فيدعو به ، الحديث رواه الجماعة، وهو من اصح ما ورد في التشهد ، بل هو أكثرها صحة باتفاق المحدثين، حديث ابن مسعود، ويليه حديث ابن عباس وهو لايختلف عنه كثيراً وهذا نص التشهد الذي رواه ابن عباس « التحيات المباركات ، الصلوات الطيبات لله، السلام عليك ايها النبي ورحمة اله وبركاته، السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين، اشهد ان لا اله الا الله، واشهد ان محمداً عبده ورسوله.
