عبدالفتاح البتول
التطورات التي حدثت في تركيا في الفترة الماضية ومنها منع عبدالله جول من الوصول إلى رئاسة الجمهورية وما صاحب ذلك من مظاهرات وفعاليات قام بها العلمانيون ضد حجاب زوجة «جول» حيث لم يجدوا سبباً ولا مانعاً لأنهم يعرفون ان عبدالله جول اهل لهذا المنصب وجدير به وحاز على شروطه، فلم يكن امامهم سوى غطاء زوجته فكيف ستكون تركيا وماذا سيحل بها اذا تولى رئاسة الجمهورية شخص ترتدي زوجته حجاباً؟ انها جريمة لا تغتفر!! وهكذا تصبح العلمانية ألعوبة بيد الممسوخين والكارهين للدين والمحاربين للمبادئ والقيم.. هكذا يفضح العلمانيون انفسهم بأنفسهم ويطلقون على علمانيتهم رصاصات الرحمة، لقد وضع العلمانيون في تركيا الحجاب على عقولهم وقلوبهم، حجبوا عقولهم عن التفكير والفهم والمعرفة والمصلحة العامة لبلادهم، انهم يعبدون العلمانية التي لم يعودوا قادرين على تعريفها ومعرفتها ما هي؟ وما لونها؟ وما طعمها؟ ان البقر تشابه عليهم، أليست العلمانية فصل الدين عن الدولة واعطاء الناس حريتهم في ممارستهم الدينية واللادينية؟! لقد تعايش الاسلاميون الاتراك مع علمانية أتاتورك ومارسوا انشطتهم على اساس الدستور العلماني، ووفق ذلك استطاع حزب العدالة والتنمية وشكل الحكومة التركية وصار في صياغ العلمانية تحت راقبة صارمة من سدنتها وحرسها، لقد تم وعندما حاول حزب العدالة «الحاكم» ان يطرح امام البرلمان مشروع قانون يجرم ويحرم الزناء قامت قيامة العلمانيين ولم تقعد، معتبرين هذا القانون يمس الحريات العامة والحرية الشخصية والحرية الجنسية على وجه الخصوص، ان تحريم ومنع الزنا في نظر العلمانيين يهدد مشروعهم ويفكك خطابهم ويهز دولتهم، اذا كانت العلمانية تحمي الفاحشة والزناء، وتجعل ذلك حرية شخصية لا يجوز المساس بها فكيف يحاربون في الوقت ذاته الحجاب الاسلامي «غطاء الرأس وكشف الوجه» أليس ذلك حقاً شخصياً وحرية شخصية؟! ان هذا اثبت ان العلمانية التركية اكثر العلمانيات تطرفاً وجموداً وتخلفاً، انها علمانية عمياء جاهلة حاقدة لا تفصل الدين عن الدولة فقط وانما تستهدف الدين ذاته وتحارب التدين، انهم يعملون على نشر الاباحية والفوضى الاخلاقية وتهديم كيان المجتمع الاسلامي وهدم كيان الاسرة والطعن في الاسلام والقرآن والزعم بأن الاسلام مجرد طقوس بالية وشعائر بالية:
أسفل البهتان فيه
وانطلى الزور عليه
يا له من ببغاء
عقله في أذنيه