;

مبادرات مشتركية وحلول محطورية !! .. بانوراما حــــرب صعـــــــدة.. 1146

2007-06-12 23:22:17



عبدالفتاح البتول
تزامناً مع الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة خلال الايام الماضية وتطهير عدد من مديريات صعدة من المتمردين، وفي الوقت الذي اصبح الحسم العسكري قريباً، تتعالى الاصوات وتنطلق الدعوات لوقف الحرب بأي وسيلة، وجلوس -الطرفين- على مائدة الحوار والتفاوض، لا اعتقد ان هناك من يكره ويرفض وقف القتال وحقن الدماء ولكن هذا لا يعني ان يكون ذلك باي وسيلة وطريقة، فالحرب ليست نزهة ولا نزوة عابرة، انها حرب ومواجهات دموية واي دعوة لوقفها ينبغي ان تكون جادة وواضحة وعملية، فلا تنفع الدعوات العاطفية والنزعات والاهواء الشخصية والحزبية والمذهبية، ولا شك ان ارتفاع الاصوات وتعددها لانهاء هذه الفتنة يعتبر مؤشراً ايجابياً وصحوة متأخرة وخطوة صحية، فمنذ البداية والعقلاء يدعون إلى التعامل مع هذا التمرد والفتنة برؤية جماعية ومنطلقات وطنية، واذا نظرنا لما يطرح وينشر حول هذه القضية بحسن ظن واحترام لكل الآراء والافكار فاننا سنجد ان اكثر الآراء والرؤى والمبادرات ضبابية وعدم وضوح هي رؤية احزاب اللقاء المشترك، فقد وقف المشترك في اجتماعه الموسع الذي انعقد السبت الماضي 2007/6/ 9م وقف حسب البيان الصادر بمسؤولية وطنية عالية امام تداعيات وتطورات الاقتتال المستمر، ووقف الاجتماع امام مبادرة المشترك وبعد اثرائها بالرؤى والملاحظات اقر الاجتماع الاهداف والآليات من خلال الدعوة إلى عقد لقاء وطني موسع في اقرب فرصة ممكنة على ان لا يتجاوز موعد انعقاده ال«28» من يونيو الجاري بغرض تشكيل هيئة وطنية تنهض بمتابعة انهاء الحرب والعمل على معالجة آثارها!!.

هكذا تناول المشترك قضية صعدة، مبادرة- وآليات- مؤتمر وطني- نهاية هذا الشهر، ثم وبعد هذا المؤتمر وجلساته يتم تشكيل هيئة وطنية لانهاء الحرب، يا لها من مبادرة طويلة المدى وخفية الاهداف وغامضة في الوسائل وعجيبة في الآليات والمراحل، ومع كل هذا فما زال الشارع والمراقب والجميع بانتظار تفاصيل هذه المبادرة التي تتمنى ان تحمل جديداً، فالوضع لا يحتمل التكرار ولم يعد من السياسية والكياسة القول بأن الحرب انتجتها سياسة السلطة الخاطئة، كما ذكر الاخ محمد الصبري الناطق الرسمي للمشترك الذي اكد في حديثه لصحيفة «الغد» بأن لدى احزاب المشترك آليات سيتم الاعلان عنها خلال الاسبوع الحالي!! نتمنى ذلك فنحن بانتظار هذه الآليات: مع التأكيد على ان الناطق باسم المشترك ذكر ان هذه المجموعة- يقصد المتمردين- تقاتل منذ 4 سنوات ولا ندري على ماذا تقاتل وماذا تريد؟! انه لمن المؤسف ان يظل المشترك طوال هذه السنوات ومع كل هذه المواجهات والاحداث والمتغيرات غير مدرك ولا يعرف على ماذا يقاتل هؤلاء وماذا يريدون؟ فعلى اي اساس سوف يبني المشترك رؤيته ويعلن آليات مبادرته اذا كان المشترك حتى هذا الاسبوع وفي بيانه الصادر عن الاجتماع الموسع وعلى لسان ناطقه الرسمي لم يقدر على توصيف ما يحدث ويصف هذه الشرذمة المتمردة بالمجموعة - الخالية- والطرف الثاني، اذا لم يقدر ولم يقم المشترك بادانة - التمرد- فلا خير فيه، لقد كان الاخ نبيل الصوفي-رئىس تحرير «نيوز يمن» -دقيقاً وصريحاً وموضوعياً وهو يؤكد على ان آلية وقف الحرب تبدأ بادانة واضحة وقاطعة لخطاب واداء اتباع الحوثي دون مواربة ودون الحديث عن انهم ضحايا أو انهم يدافعون عن انفسهم، الزميل نبيل الصوفي في حديثه لصحيفة «الغد» يرى ان اعتبار «الحوثيين» طرفاً مقابل الدولة- خطأ- وللأسف ان هذا الخطأ الذي يتحدث عنه- الصوفي- وقع فيه ويقع الكثيرون، البعض بحسن نيه والبعض الآخر بسوء نية، والأكثر سوءًا ما قاله حسن زيد بأن الحرب الدائرة عبثية ولا معنى لها لانة لا يوجد مطالب معلنة من الطرفين!! هكذا بهذه النفسية العبثية يساوي حسن زيد بين الطرفين ودليله على ذلك عدم وجود مطالب معلنة للطرفين، ما هذا العبث يا حسن، اذا لم يكن لاصحابكم مطالب، فإن الدولة والقوات المسلحة مطالبها واضحة ومعلنة :ان يسلم المتمردون انفسهم واسلحتهم للدولة وتقديمهم لمحاكمة عادلة، اما طرح المطالب من افواه البنادق- كما يقول النائب علي عشال فهو وضع غير سليم، فلا يحق لأي شخص ان يقوم بتمرد مهما كانت الدولة غاشمة، ان حمل السلاح ضد الدولة والكلام ما زال للنائب عشال امر لا نقره في اي حال من الاحوال، هذه رؤية ناضجة لنائب اصلاحي تتفق مع رؤية نائب مؤتمري هو ياسر العواضي الذي اكد على ضرورة اتفاقنا جميعاً على ان مشروع الدولة يجب ان ندافع عنه وان نواجه اي حالات شاذة تستهدف هذا المشروع، المطلوب حسبما ذكر المحامي عبدالله راجح هو الالتفاف حول الدولة ونسيان الخصومة السياسية مع المؤتمر الشعبي العام وقياداته لدى الحديث عن قضية صعدة حسبما ذكره نبيل الصوفي، اما الاخ محمد يحيى سالم عزان فقد كان موضوعياً وحيادياً وهو يؤكد على ان الحسم العسكري مثل الحل السلمي كليهما حلول ناجحة ووسائل شافية لانهاء الحرب، إلا ان هناك اخطاء ادت إلى فشل الحلين السلمي والعسكري والهدنة، اما اكثر الآراء شذوذاً وشروراً فقد جاءت على لسان المرتضى بن زيد المحطوري الذي خلط -كعادته- الحابل بالنابل والحق بالباطل؛ فقد ذكر ان الاخطر من الحرب هو تجيش التيار السلفي. ولست ادري ماذا يعني تجييش؟ فالمعنى في بطن المحطوري، المهم انه تحدث باسم ابناء الزيدية وانهم كما يزعم المحطوري يختزلون الماً وحقداً ضد السلفيين!! ولم يوضح المحطوري اسباب هذا الألم والحقد الذي يحمله للسلفيين مع انه قد تصالح مع قيادتهم في ندوة مجلة نوافذ، ثم ما علاقة ابناء الزيدية بموقف السلفيين من الحوثيين، وهل يحمل المحطوري تفويضاً من ابناء الزيدية للحديث باسمهم، وهل اصبح ناطقاً رسمياً؟! والاخطر من هذا الحقد والعداء والاغرب ما ذهب إليه المحطوري في حديثه لصحيفة «الغد» من ان اهم السبل المؤدية لايقاف الحرب بصعدة سحب القادة الذين يثيرون النعرات ويحملون الفكر السلفي!! هكذا يتحدث العلامة- المحطوري- سحب- نعم سحب القادة الذين يثيرون الفتنة، من هم وكيف يثيرون الفتنة وما هي خصائص ومعالم الفكر السلفي الذي يحملونه؟ في مقابل سحب القادة الذين يقودون الجيش في صعدة، اكد المحطوري انه ليس بالضرورة تسليم- المتمردين السلاح أو النزول من الجبال طالما ان كل اليمنيين يمتلكون السلاح، انه لمن الصعب تسليم الاسلحة إلا بعد فترة لاحقة!! بهذا الاسلوب يدعو المحطوري- المتمردين- ويحرضهم على الاستمرار في القتال والتمترس بالجبال وعدم تسليم السلاح، ان هذا الكلام لا يقوله إلا احد رؤوس وزعماء التمرد، لقد ختم المحطوري حديثه مؤكداً على ان المتمردين سيعودون عندما يلمسون الجدية من الدولة!! وهذه العبارة تحتمل عدة معانٍ، منها ان الدولة غير جادة ولا جدية وانها هازلة في تعاملها مع هذه القضية، والمعنى الآخر ان المتمردين لم يلمسوا الجدية من الدولة ولم يروا العين الحمراء ولو رأوا ذلك فانهم سيعودون إلى رشدهم، وكلام المحطوري يؤكد ويثبت ما ذهب إليه الشيخ محمد عيظة عندما ذكر ان امر توقيف الحرب في طهران وليس من صنعاء ولا مران، وان امر المتمردين ليس بايديهم وانما بيد مراجع قم بايران، وكلام محمد عيظة يؤكده ويثبته الرسالة التي بعث بها عبدالملك الحوثي إلى المرشد الايراني علي خامنئي ورئيس الجمهورية الايرانية احمدي نجاد ان المقاومة الشيعية تقدم شكرها لهما، وتوضح الحقيقة لاخوانهم في الجمهورية «الاسلامية» وحسب صحيفة «الايام» نقلاً عن صحيفة «المدينة» السعودية فالقضية عند الحوثي تتعلق بالدين والمذهب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد