عبدالفتاح البتول
مرة أخرى تتعرض مراقد سامراء للتفجير، بنفس الاسلوب والوسائل والاهداف، الجميع يتفق على ان هذا العمل يقصد منه توسيع عملية القتل الطائفي، وفي هذه الحالة علينا البحث عن المستفيد من هذا!! والقادر على القيام بهذا العمل وبهذا الزمن، لا يستطيع القيام بهذا الفعل سواء الاحتلال الاميركي أو فرق الموت الشيعية وميليشياتها الاجرامية، ان تضخيم ما حدث في سامراء من قبل الاعلام الشيعي يعيد نفس السيناريو الذي حدث العام الماضي بعد تفجيرات المرقدين، المراجع العظام والقادة السياسيون يدعون الشيعة إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات التكفيريين والصداميين، وفي الوقت ذاته توجيه الاتهام إلى اهل السنة ومطالبة علماء السنة بضبط اتباعهم، ومع استمرار التهييج الاعلامي تتوسع دائرة العنف الطائفي والتطهير المذهبي، وانا على يقين ان -تكرار الدعوة لضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخطط الفتنة الطائفية من قبل الاعلام والمراجع - العظام- هذا التكرار لا يعدو ان يكون شفرة تحمل اوامر وتوجيهات المرجعية بمواصلة الابادة الطائفية لأهل السنة بكل قسوة ووحشية: وهذا ما حدث عقب تفجيرات العام الماضي.
ومن المؤسف ان تقوم بعض وسائل الاعلام العربية بنقل وجهة النظر الشيعية وتكرار خطابها دون الوقوف عند حقيقة ما يجري ويحدث، فمع اننا لا ندعو إلى هدم وتفجير مثل هذه الاماكن والمراقد والقباب إلا ان هذا ليس اعظم ولا اخطر من قتل النفس التي حرم الله، كيف وقد ثبت في الحديث الصحيح ما معناه :«لهدم الكعبة حجراً حجراً اهون عند الله من قتل نفس مؤمنة» فما بالك بقتل اكثر من «100» نفس يومياً، وقرابة «3000» نفس شهرياً، وتشريد قرابة «4» ملايين عراقي معظمهم من اهل السنة، كل هذا يصبح لدى الحكومة العراقية العميلة واللاشرعية وعند المرجعية الشيعة الصامتة، كل هذا لديهم مسألة فيها نظر، اما تعرض الاحجار للتفجير فانها جريمة لا تغتفر، انني اكرر مؤكداً ان هذه التفجيرات اعمال غير صحيحة ولا مناسبة، لا لأن هذه مراقد شريفة واماكن مقدسة.. لا :ولكن لأن هذا العمل يؤدي إلى الفتنة ومزيد من الدماء، واهل السنة في العراق هذه الايام بحالة من الضعف والاضطهاد وقلة الحيلة بحيث يصعب عليهم القيام بمثل هذه الاعمال، وتبقى التهمة موجهة دائماً وابداً لمن يمتلكون السلاح والعتاد والذين يمارسون القتل والهدم والتخريب بصورة مستمرة واعتيادية، ألم تنشر وتذع وسائل الاعلام الاسبوع الماضي ان ميليشيات جيش المهدي الارهابية قد استولت على مسجدين لأهل السنة في منطقة- البياع- وبعد يومين سمعنا انه تم تفجير هذين المسجدين بحيث استطاع الشيعة السيطرة الكاملة على- البياع- واصبحت منطقة شيعية بعد ان كانت ذات اغلبية سنية، وهكذا في عشرات الاحياء والمناطق السنية التي تم مصادرتها واصبح اهل السنة محصورين في منطقة الاعظيمة- العظمية- خلف الجدار العازل، جدار العزل الطائفي، عجيب لأمر الناس هذه الايام يتألمون لتفجير حجر على حجر ولا يهمهم قتل البشر، ما لكم كيف تحكمون!! اقولها بصراحة وشجاعة ان هذه المراقد ليست مقدسة، فهي قبور عادية تم البناء عليها بالقباب والاسوار، وهذا عمل غير مشروع في شريعة الاسلام، ان زيارة قبور الائمة والعلماء والصالحين مهما كان صلاحهم وعلمهم منكر لا يجوز، ان الخطاب الاعلامي المهووس والتحريض السياسي المفلس لا يمنع من قول كلمة الحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وخاصة فيما يتعلق بالبدع الشركية والخرافات العقدية، ان عبدالعزيز الحكيم يعزي- صاحب العصر والزمان -عج- بهذه المناسبة الاليمة، انهم يربطون كل ما يحدث بالامام المعدوم والوهم المنتظر، في اطار سياسة النفخ في الروح المذهبية لدى اتباع الطائفة، يزرعون الحقد والكراهية للآخر ويشرعون لجرائم القتل والتصفية الجسدية، لقد قامت فرق الموت الشيعية في جيش المهدي الارهابي ومنظمة غدر الاجرامية -قاموا- بقتل منظم ودقيق لما يزيد على «400» تاجر من اهل السنة في بغداد كانوا من اكبر واهم التجار، المتحكمين في السوق العراقية، وأكثر من «4000» عالم ومفكر ومبدع عراقي سني تمت تصفيتهم جسدياً منهم قرابة «100» عالم لديهم براءات اختراع عالمية، قتلوا العلماء والفقهاء وائمة المساجد والمؤذنين واعداداً كبيرة من الاعلاميين والصحفيين وحتى الرياضيين والطلاب يومياً تعلن وتذيع وسائل الإعلام العثور على «50» جثة مجهولة الهوية في مدينة بغداد وكلهم من اهل السنة، ان الحكومة العراقية الطائفية العميلة قامت خلال الفترة الماضية بتمويل ودعم ميليشيات ارهابية في المناطق السنية تحت ما يسمى بجبهة انقاذ الانبار، لقد وجدوا عملاء وخونة ومرتزقة من بعض قبائل المثلث السني، واخذت هذه الميليشيات الجديدة بالقتل والتخريب وملاحقة المجاهدين والمقاومين تحت سمع وبصر الاميركان، ودعم وتمويل حكومة الخضران، وبتشجيع واشراف طهران، ان من بين اهدافهم الكبيرة واطماعهم التوسعية انهم يعملون كل ما من شأنه تعبيد اهل السنة وقتلهم والتقليل منهم حتى يصبحوا اقلية قليلة، ان القوات الصفوية تعمل على خلق الفتن الطائفية بهدف تغيير التركيبة السكانية بصورة كلية، وهذا ما حصل عقب تفجيرات سامراء الاولى وسيحصل عقب التفجيرات الجديدة، فأعداد ممن تبقى من اهل السنة يقتلون وآخرون يشردون خارج العراق ومجاميع يتشرودن داخل العراق «ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالأثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد، ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد».