د. كمال بن محمد البعداني
ان القلب ليفزع وان العين لتدمع وإنا لسفر قادة التمرد لمحزونون.
هل يعقل ان القيادة السياسية التي ادارت حرب الانفصال هي نفسها التي ادارت الحرب في صعدة؟!.
هل يعقل ان الطابور الخامس يستطيع الوصول والتأثير على مركز القرار بهذه الصورة المفزعة والمخيفة؟!، هل يعقل ان هذا الفكر الذي يحمله المتمردون قد تسلل إلى دار الرئاسة في غفلة منا جميعاً؟! اسئلة مخيفة ومرعبة وتصرفات من الدولة تجعل الحليم حيران؟.
هكذا بكل سهولة قادة التمرد يغادرون شعاب صعدة وجبالها الحدباء إلى دوحة الخير والعطاء في قطر لينعموا بخيراتها ويسكنون قصورها وايديهم ملطخة بالدماء مخلفين وراءهم عويل الثكالى وبكاء اليتامى وأنين الجرحى في كل مناطق اليمن، هل هذا هو جزاؤهم العادل الذي كانت الدولة تهددهم به؟! اذاً ما دام عقاب المتمردين في بلادنا بهذه الصورة فانا شخصياً اعلن تمردي على الدولة، ولن اقوم بتسليم سلاحي الاقل من المتوسط إلا اذا تم ابعادي إلى ابو ظبي في الامارات العربية المتحدة، فأنا لا اريد الدوحة إلى جانب المتمردين السابقين فقد أتعرض للمضايقات هناك من ابناء الحوثي بسبب مواقفي اثناء الحرب، ومع ذلك فاني اخشى ان يقوم الطابور الخامس باقناع الدولة بابعادي إلى الصومال أو تشاد بدلاً عن ابو ظبي، وبما اني اعرف تأثير الطابور الخامس على القرار في بلادنا فاني هنا اعلن انهاء تمردي دون قيد أو شرط ولا داعي لإحضار العلماء من جميع انحاء اليمن لينظروا في امري كما صنعوا مع تمرد الحوثي فانا حريص على ماء وجوههم لاني اعرف دولتنا جيداً.
اني اسأل حكومتنا :هل أنصفتم الجيش والأمن وانصفتم هذا الشعب؟! نعم. الجيش الذي قدم خيرة ابنائه وسكب دماءه في شعاب صعدة ووديانها وجبالها وبينما هو يقترب من نقطة النهاية ليقتص من القتلة ويقضي على الفتنة فاذا بكم تقولون له :خلاص كفاية إلى هنا «المخرج عاوز كده» عد من حيث اتيت ونحن سنعاقب قادة التمرد بطريقتنا الخاصة وذلك بارسالهم إلى قطر لينالوا جزاءهم العادل هناك في قصورها وفنادقها، واني اتساءل هنا لو كانت قطر موجودة في عهد الامام المهدي عباس والذي قام بنفي يحيى بن محمد الحوثي الجد الثالث لبدر الدين الحوثي إلى جزيرة «زيلع» بعد ان تم جلده واصحابه وتعزيرهم في شوارع صنعاء وضربت الطبول فوق ظهورهم في عصر الامام الشوكاني بسبب اعلانهم العقيدة الرافضية وسب الصحابة في الجامع الكبير واثارة الفوضى في شوارع صنعاء في 14 رمضان 1216ه. نعم. لو كانت قطر موجودة بقصورها وفنادقها هل كان الامام المنصور بن المهدي عباس سيرسل الحوثي إلى هناك؟! اشك في ذلك. . يا الله! رحماك يا رب إلى من تكلنا؟! إلى عدو يتجهمنا أم إلى قريب ملكته امرنا؟! هل يعقل ان الحرب كانت عبثية كما كان يردد الطابور الخامس والذي اجدني مضطراً إلى الاعتراف بأن هذا الطابور كان اذكى منا وافهم منا يواطن الامور ويبدو ان اسمه الحقيقي هو الطابور المتخصص فهو متخصص بفتح النوافذ والأبواب المغلقة، هل كان لا بد من تقديم هذه التضحيات الجسيمة لكي يعترف الحوثي بالنظام الجمهوري ثم يغادر إلى قطر؟! وهل كانت شرعية الجمهورية ناقصة ومهددة اذا لم يعترف بها الحوثي؟! هل ستتهم الدولة في المستقبل اللقاء المشترك بأنهم يساندون التمرد ولا يهمهم مصلحة البلاد؟! هل نقول كما قال محمد الدوري «مندوب العراق السابق في الامم التحدة، عندما سقطت بغداد في 9 أبريل عام 2003م عندما قال :«الآن انتهت اللعبة» هل نقول انتهت اللعبة؟! هل كانت حرب صعدة فعلاً لعبة كما كانت تردد بعض الصحف إذ في كل مرة يوشك الجيش على القضاء على التمرد تأتي الاوامر بالتوقف ثم نعاود اللعبة مرة اخرى من جديد في وقت آخر؟! وهل لا بد في كل مرة ان نترك خميرة لتمرد قادم؟! ان القبائل في صعدة لم تصح إلا بعد جهد جهيد بسبب خذلان الدولة لها في المرات السابقة وبينما هي الآن في عز نشوتها وانتصاراتها فاذا بها تفاجأ بهذه الدراما الحزينة؛ لذلك لا نستغرب ان تدخل هذه القبائل في بيات شتوي ونوم اهل الكهف ولن نستطيع ان نوقظها في التمرد القادم والآتي لا محالة. لقد تحمل ابناء الشعب غلاء المعيشة وتحملوا اعباء الحرب وتبعاتها الاقتصادية التي مست كل بيت مؤملين الحصول على مولود جميل في صعدة اسمه «نصر» إلا ان هذا الشعب المسكين قد فوجئ بجنين مشوه خرج أو اخرج قبل موعده، ان الله سبحانه وتعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر وقادة التمرد في بلادنا وصلوا حد الغرغرة ومع ذلك لم يتوبوا بل اعلنت الدولة التوبة نيابة عنهم وعلى لسانهم كما يحصل في كل مرة، وعلى العموم لعل عند الله شؤوناً وكما قلنا في مقال سابق :لعل القدر قد نزل فاذا نزل القدر عمي البصر، فيا كل ام فقدت ابنها لك الله، ويا كل اب فقد ولده لك الله، ويا كل زوجة فقدت زوجها لك الله، فليت مسؤولي الدولة فقدوا من ابنائهم في هذه الحرب إذ لو حدث ذلك فلن تكون النهاية بهذه الصورة، اما انتم يا ابناء قواتنا المسلحة والامن حسبكم انكم اديتم واجبكم نحو الدين ونحو هذا الوطن مستلهمين قول خالد بن الوليد عندما قال: قاتلنا من اجل رب عمر وليس من أجل عمر.
ربنا احكم بيننا وبين دولتنا بالحق وانت خير الحاكمين، وإلى اللقاء في تمرد قادم من بلاد فارس أو من بلاد الهند فالخميرة موجودة في قطر والدقيق في اليمن ولا حول ولا قوة إلا بالله.