عبد الفتاح البتول
مما لا شك فيه ولا ريب ان التفجيرات التي حدثت يوم أمس في مدينة مأرب عمل إرهابي واجرامي مستنكر ومدان شرعاً وعقلاً وقانوناً وواقعاً وان الفاعلين -أيَّاً كانوا- ارتكبوا بهذا عدة جرائم في وقت واحد قتل النفس التي حرم الله وزعزعة الأمن والاستقرار والإساءة لليمن واليمنيين والذين ارتكبوا هذا العمل الآثم والإجرامي اذا كانوا قد انطلقوا في فعلهم من خلال رؤية يعتقدون انها اسلامية فانهم قد اساؤوا للإسلام وقدموا خدمة مجانية لأعداء الأمة حيث اعطوهم اثبات ما يذهبون اليه عندما يربطون بين الإرهاب والإسلام، لا يوجد في الإسلام - قرآن وسنة وامة- ما يسمح بقتل الأبرياء مسلمين أو غير مسلمين فهؤلاء السواح آمنين مستأمنين بمجرد دخولهم البلاد، لا يجوز شرعاً ولا قانوناً الإعتداء عليهم مهما كانت جنسياتهم فانهم غير محاربين ولا مقاتلين واعطائهم تأشيرة دخول الجمهورية اليمنية فانهم في عهد الدولة وفي امن المجتمع وامان الناس، ان اي تفجيرات تقوم بها اي جماعة في اي بلد عربي أو اسلامي تعتبر جريمة ضد الاسلام والمسلمين وخدمة لأعداء الأمة والدين قلنا هذا في تفجيرات الرياض والدار البيضاء والأردن والجزائر، ان المنهج الإسلامي السني يحرم الخروج على الحكام ويحرم سفك الدماء والعمل المسلح في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ان الجهاد ينبغي ان يكون ضد الاحتلال ومقاومة المحتلين اننا لا نريد ان نشارك في الزفة ونسير وفق الموضة وانما هي كلمة الحق وحقيقة الشرع الحنيف الذي يدفعنا لإدانة مثل هذه الأعمال واستنكارها وعدم السكوت عليها ومثلما نحارب الإرهاب الحوثي وجرائم الحوثيين فاننا وبنفس النهج والمنهج نحارب كل اعمال العنف والقتل والإجرام، اننا ومن خلال منهج اهل السنة والجماعة ندين هذه الاعمال الإجرامية ونعتبرها فساداً في الأرض وافساداً والله لا يحب الفساد، اننا نقول بكل وضوح وصدق واياً كان الفاعل فالعمل مدان بكل المقاييس واهم هذه المقاييس الخلط بين الإرهاب والجهاد وهدم منجزات الأمن والاستقرار كما ان هذا الفعل في هذا الوقت يصرف الأنظار عن ارهاب الشرذمة الحوثية في محافظة صعدة والذي انتقل إلى بعض مناطق محافظة حجة.
كما ان هذا الفعل يفرح التيار العلماني ويعزز مواقعه ومواقفه كما يخدم اميركا واسرائيل ان هذه العملية بثت الرعب والخوف والإضطراب واي تبريرات لما حدث غير مقبولة ولا مفهومة لا شرعاً ولا عقلاً، العنف طريق مسدود ومن الغريب ان تأتي مثل هذه الأعمال الإجرامية في الوقت الذي اعلنت فيه الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد في مصر انها سارت مدة ثلاثين عاماً في خطأ ووصلت إلى طريق مسدود واعلنت مبادرة وقف العنف فكيف ولماذا انتقل العنف من الهرم إلى الحرم مروراً باليمن؟.