;

خطبة الجمعة بين التبشير والتنفير 1632

2007-07-05 06:40:23

عبد الفتاح البتول

تشكل خطبة الجمعة ركيزة أساسية من ركائز المنظومة الإسلامية التعبدية والفكرية والجمعة الصلاة والخطبة لها اهميتها وحيويتها في إطار التوعية والنصيحة والدعوة والارشاد ولما كانت خطبة الجمعة المطلوبة والمثالية والشرعية نادرة وغائبة في الكثير من الأحيان لزم علينا جميعاً العمل على بث الروح في خطبة الجمعة واعادة الدور المناط بها والهدف الذي من اجله فرضت وخاصة في إطار الدعوة والفتوى والوعظ والإرشاد وكم هي الحاجة ماسة وضرورية لاعتماد قاعدة التيسير والتبشير ونبذ معالم التعسير والتنفير باعتبار ان الدين يسر وقد وسع الله على هذه الامة شريعتها ويسر لها تكاليف فرائضها والشريعة الإسلامية مبنية في اساسها على التسهيل والرفق بالمخاطبين والتخفيف على الناس اجمعين واستعمال اللين معهم وقد اراد الله بالمسلمين اليسر ولم يرد بهم العسر [«يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»] فالتيسير على الناس ارادة الله والذين يعسرون يردون ارادته ويرفضون تخفيفه ورحمته وللأسف الشديد فإن بعض الخطباء والوعاظ والمرشدين يجنحون نحو الغلو والتشدد والتعسير والتغير حيث يظهر ويبرز العديد من خطباء منابر الجمعة بذهنية الحرج والعنت والتحريم ويتحدثون ويخطبون حول بعض الجزئيات والخلافيات وتضييق دائرة المباح والمستحب ولا عجب ان بعضهم يخطب وكأنه الإسلام ويعظ المصلين وكأنه وصي عليهم يتحدث بقسوة وشدة يأخذ بأشد الآراء والأقوال وبعض الخطباء انحصرت عندهم الألوان في لونين الأبيض والأسود بل ان البعض لا يعرف إلا اللون الأسود والسواد والنظرة السوداوية وهؤلاء منفرون ومعسرون ينسون انهم مبلغون وليسوا مسيطرين وان عليهم البلاغ المبين وقد يتصور بعض اهل الغلو والتشدد انهم بتشددهم وغلوهم يقفلون ابواب الشرع لذلك تجدهم في خوف دائم من ان يؤدي التيسير والتبشير إلى الخروج عن حدود الله وتكاليف الشرع ولسان حال المتشددين يقول ان التيسير والتسهيل قد يكون سبباً للتفلت والتقصير وهم بهذا يستدركون على الله ورسوله الله عز وجل [«ذلك تخفيفاً من ربكم ورحمة»] والمتشددون والغلاة يربطون بين الدين والتعسير والتغير والآمر والاغلال والكآبة والسآمة وسوء الظن واصدار الأحكام الجاهزة، لماذا يغفل العديد من الخطباء والوعاظ عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم «انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين» وقوله «يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا» والحق ان من الخطباء هذه الأيام اعداد من المنفرين والمعسرين حتى اصبحوا مصدر فتنة للناس، ان الناس بحاجة لرفق بجذبهم ولين يسعهم وسماحة تفتح البشائر والآمال امامهم وصدق الله القائل (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم).

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد