;

تفجيرات مأرب مهمتها استمرار مشاغلة الدولة اليمنية بعد توقف التمرد الحوثي 941

2007-07-07 05:21:20

شاكر الجوهري

هل من علاقة بين استئناف تنظيم القاعدة عملياته الإرهابية في اليمن، وتوصل الدولة اليمنية لاتفاق مع المتمردين الحوثيين بوقف تمردهم في جبال صعدة..؟

وهل كانت هناك علاقة بين قرار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تعليق العمليات العسكرية ضد المتمردين بمناسبة حلول العيد السابع عشر لاستعادة الوحدة اليمنية، وتنفيذ تنظيم القاعدة عملية ارهابية في حضرموت..؟

عملية حضرموت لم يكن بالإمكان الربط بينها وبين قرار تعليق العمليات العسكرية بشكل جازم، لأن تنظيم القاعدة اعتاد التخطيط لتنفيذ مثل هذه العمليات في المناسبات الوطنية اليمنية، محاولا الاستفادة من تركيز الإعلام العالمي على اليمن في مثل هذه المناسبات، ليحظى هو الآخر بحصته من هذا التركيز.

لكن عملية مأرب لم تتزامن مع أي مناسبة وطنية، أو تركيز الإعلام اليمني على الساحة اليمنية وأحداثها، إلا إذا اعتبرنا، وهو كذلك، وقف اطلاق النار في صعدة، وتواصل عمليات نزول المتمردين من الجبال، عيدا وطنيا يفرح له كل اليمنيين والعرب، لأنه يعني حقن دماء لا مصلحة لأحد في تواصل سفكها.. وإلا إذا اعتبرنا أن تنظيم القاعدة لا يريد للأمن والاستقرار أن يعم البلاد اليمنية.

وهنا لا بد من التوقف أمام جملة حقائق في هذا المجال، يمكن، بل لا بد من الربط فيما بينها:

الحقيقة الأولى: وجود علاقة وثيقة بين ايران وتنظيم الشباب المؤمن، الذي تورط في التمرد في جبال صعدة، علاقة دعم وتمويل وتسليح.. إلخ.

الحقيقة الثانية: تكاثر الحديث الاستخباري عن وجود علاقات خفية بين تنظيم القاعدة وايران، من بين ما باحت به سابقا أن أبو مصعب الزرقاوي، وآخرين ممن كانوا يقاتلون في افغانستان، قد انتقلوا للأراضي العراقية من خلال ايران، التي تعرفت اجهزتها الأمنية على شخوصهم، واعتقلتهم لبعض الوقت قبل أن تعقد معهم صفقة سمحت لهم بموجبها بالانتقال للعراق لمقاتلة القوات الأمريكية، باعتبار ذلك يمثل مشاغلة للقوات الأمريكية عن أن تواصل عملها مستهدفة ايران في هذه المرة.

القاعدة من خلال العمليات التي تنفذها في العراق تمثل في واقع الحال خط دفاع أول عن ايران ذاتها، وعن مشروعها النووي ما دامت أمريكا غير قادرة على فتح جبهة ثانية إلى جانب الجبهة العراقية.

كذلك، ويا للمفارقة، فإن عمليات القاعدة في العراق، خاصة التي تستهدف بها المدنيين الأبرياء في العراق، تخدم المخطط الإيراني الساعي إلى بذر وتكريس الانقسام المذهبي والطائفي في العراق، لأنه يكرس ارتباط ابناء المذهب الشيعي بإيران، ويبرر ارتباط التنظيمات التي تشكلت اساسا في ايران، بالدولة التي فاخرت يوما بأنه لولا الدعم الذي قدمته لأمريكا، لما تمكنت من احتلال افغانستان والعراق.

الحقيقة الثالثة: أن هناك من يؤكد أن ايران لم تسارع فقط للموافقة على الوساطة القطرية بين الحوثيين والدولة اليمنية، لكنها ربما تكون هي من اقترح على دولة قطر، وشجعها على القيام بهذه الوساطة النبيلة، وإنما بهدف انقاذ المتمردين في عموم منطقة التمرد، من المصير الذي آل إليه رفاقهم في مديرية رازح، وغيرها من المناطق، بعد أن كانوا اعتقدوا أن القوات الحكومية تحتاج إلى سنوات قبل أن تتمكن من الوصول إليهم، نظرا لصعوبة ووعورة التضاريس الجغرافية.

الحقيقة الرابعة: أن موافقة قادة التمرد، وكذلك ايران بالضرورة، على التوجه إلى دولة قطر للإقامة فيها، يعني أن ما كان يعلنه المتمردون من شعارات من قبيل "الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود..النصر للإسلام" ليس إلا مجرد تكتيك هدفه الأساس مهاجمة الدولة اليمنية، وترجمته العملية هي "الموت للجمهورية.. النصر للإمامة"..ذلك أن العلاقات بين الدولة اليمنية وأمريكا ليست بأقوى من العلاقات بين الدولة القطرية وأمريكا، وليس هناك من يظن أن قادة التمرد سيرفعون ذات الشعارات في منفاهم القطري.

ويخلص المحلل مما تقدم إلى حقيقتين هامتين:

الأولى: أن المشروع الإيراني في المنطقة تنتظمه فقط المصالح الإيرانية، بغض النظر عن التكتيكات غير المتجانسة التي يتم اعتمادها.

الثانية: أن هذا المشروع جاهز للتعامل مع أي طرف من أجل تحقيق أي خطوة تقدمه للإمام على طريق اهدافه الذاتية، بما في ذلك التعامل التكتيكي مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي يسميها بالشيطان الأكبر..!

تكتيكات من هذا الطراز تجعل المحلل المدرك لوجود محرك اقليمي تربطه خيوط متفاوتة المتانة مع كل من تنظيم الشباب الحوثي وتنظيم القاعدة، يتساءل عن دور لهذا المحرك في تفجيرات إب بالتزامن مع التوصل إلى الاتفاق الأخير بين الدولة اليمنية والتمرد الحوثي في صعدة، خاصة وأن الذين نفذوا تفجيرات مأرب مضى على هربهم من سجن عدن فترة طويلة التزموا خلالها الصمت والهدوء، خشية أن يقعوا في قبضة الدولة مجددا. وبالتأكيد، كما ترى مصادر موثوقة، أنه لم يحركهم إلا "الشديد القوي"، وهو هنا حرص الحريصين على استمرار مشاغلة الدولة اليمنية على استمرار هذه المشاغلة.

وتخلص المصادر إلى أن المحرك المركزي بات يناوب بين تحرك الحوثيين والقاعدة في اليمن، بهدف تواصل المشاغلة للدولة اليمنية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد