عبد الفتاح البتول
في إطار متابعة الأعمال الاحتجاجية والمطالبية التي يقوم بها المتقاعدون العسكريون في بعض المحافظات تبرز عدة قضايا وامور مهمة لعل من ابرزها مشروعية وقانونية المطالب ما دامت في إطار العمل السلمي والمطلب الحقوقي، بعيداً عن خلط الاوراق واستغلال القضية في اتجاه لا يخدم المتقاعدين ولا مطالبهم، ولا شك ان استجابة القيادة السياسية وصدور قرار رئىس الجمهورية يعتبر انجازاً كبيراً ونجاحاً للوسائل السلمية لاخذ الحقوق، فاذا كان الهدف هو الوصول إلى الحقوق وتسوية اوضاع الذين احيلوا للتقاعد دون سند قانوني فإن هذا يتطلب الاستمرار بالعمل السلمي والفعل الحقوقي بعيداً عن الابعاد السياسية والنزعات المناطقية والاهواء الحزبية والشخصية، اما ان تتحول حركة المتقاعدين وفعالياتهم إلى واجهة لتصفية صراعات واثارة مشكلات فهذا عمل مرفوض وغير مقبول.
لقد كانت بعض الشعارات التي رفعت يوم امس في اعتصام المتقاعدين سيئة ومسيئة لاصحابها قبل ان تسيء لآخرين ان بروز النزعات المناطقية في هذه التحركات والفعاليات والشعارات امر يدعو للغرابة والريبة والاكثر غرابة وريبة ان يتم منع الشعارات واللافتات التي تدعو للتمسك بالوحدة وتندد بالانفصال، مما يؤكد ان هناك توجهات لماذا يريد البعض تضييق الواسع والعزلة والتقوقع في خطاب مناطق مهزوز تغيب عنه الروح الوطنية والحكمة اليمانية ولصالح من يتوسع وينتشر تيار اصلاح مسار الوحدة ويتحول من شعار مجدد إلى فعل مبرمج ومشاركة احمد الحسني في هذه الفعالية عبر الهاتف من لندن تدل على اتجاه وتوجه، وإذا افترضنا وقلنا بوجود خصوصية ما في بعض المحافظات فهذا لا يبرر النزوع المناطقي وانما يدفع نحو الاتجاه الوطني والوحدوي، واذا كان لحرب صيف 94م آثار واضرار فينبغي الحديث عنها في سياقها الموضوعي واطارها الوطني، الحرب لم تكن ضد المحافظات الجنوبية ولم تكن بين شمال وجنوب ولا مؤتمر واشتراكي، لقد جاءت الحرب كنتيجة لازمة سياسية عاصفة ومدمرة كانت نتيجة لوجود اختلالات كبيرة في عملية دمج النظامين الشطرين، وعلى كل حال اذا كان يوم 7/7 يعكس ذكرى مؤلمة لدى البعض فلماذا تم اختيار هذا اليوم موعداً للاعتصام والفعاليات الاحتجاجية؟ وقبل ذلك لماذا تم اختيار يوم 22 مايو السابق للقيام بالمظاهرات في بعض المحافظات؟ واذا كان هناك اختلاف حول 7/7 فهل ذلك ينطبق على 5/22؟ انه امر يدعو للدهشة اذا لم نحتفل بذكرى الوحدة في 22 مايو ولا نتذكر تثبتها في 7/7 فمتى قامت الوحدة ومتى يحتفل بها الناس؟ اليست الوحدة قاسماً مشتركاً لجميع اليمنيين ان الوحدة والدولة اليمنية الموحدة ليست ماركة مسجلة باسم هذا الفريق أو ذاك وليست ملكاً لاحد اليوم وبعد 17 سنة من عمر الوحدة لا احد يستطيع ان يتحدث باسم الجنوب أو الشمال لا حزباً ولا تياراً، الوحدة منجز بحجم اليمن واعادة اعتبار للوطن، الوحدة اكبر من الأحزاب والافراد والزعامات والانتماءات.
