عبد الفتاح البتول
تأكيداً لما ذكرته يوم أمس في هذا العمود حول الخلاف السني الشيعي في إطار تداعيات التمرد الحوثي اعلن عدد من -الإخوة- الشيعة الاثني عشرية عن تأسيس رابطة لهم في اليمن وضمت مجاميع من الشيعة الذين قرروا الخروج من السرية إلى العلنية ومع ترحيبي بهذا الاعلان والرابطة اكرر التأكيد على اهمية وضرورة الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، عاتباً على- الإخوة- في الرابطة الشيعية انهم وفي بيانهم الأول قد وصفوا الجماعة والحركة السلفية بالتكفيرية!!.
ما هكذا تكون البداية ايها الآيات انني اعلم جيداً بأن حرب صعدة وفتنة الحوثي سوف تنتج ظهور وبروز الطائفة الشيعية الاثني عشرية وهم باعداد لا بأس بها وهذا يثبت بطلان ما كان يقوله حسن محمد زيد بأن الشيعة الاثني عشرية في اليمن ثلاثة فقط، وها هم «ما شاء الله» يعلنون عن انفسهم بالعشرات والمئات مؤسسين رابطة لا ادري ما هي مشروعيتها القانونية والذي اعرفه وادعو اليه هو الالتزام بآداب الحوار وثقافة الخلاف كما ذكرت ذلك يوم امس الاعتراف بالواقع والتعامل معه وللذين كانوا ينكرون وجود شيعة اثنى عشرية في اليمن اقول لهم اسمعوا وعوا واعرفوا ما يجري ووسعوا مدارككم وللإخوة الشيعة اقول لهم اذا اردتم ان نتعايش ونتحاور فحددوا موقفكم من تمرد الحوثي واعلنوا للناس انكم رابطة مدنية وجماعة مذهبية ان الاختلاف بيننا وبينكم كبير وفي الأصول والفروع والمطلوب هو التحاور بديلاً عن التصارع والجدال بدلاً عن الخصام وكم كنت اتمنى ألا يتزامن الإعلان عن تأسيس هذه الرابطة مع اعلان الوساطة القطرية لوقف الحرب لأن هذا التزامن يضر بهذه الرابطة التي ادعو قيادتها وهيئتها العليا لفتح ابواب الحوار بعيداً عن الأحكام المسبقة والخلافات السابقة وبعيداً عن الاستعلاء والتعالي والتكفير والتفسيق والسب والقدح والاتهامات والحق احق ان يتبع لقد كان مقالي يوم أمس وقبل الاعلان عن رابطتكم بعنوان «من المواجهات إلى الحوارات» اكدت خلاله وجود خلافات فكرية ومذهبية مثلما توجد خلافات سياسية ومذهبية وعلينا الاعتراف بهذا الأمر الواقع والتعامل معه والتعايش بوجوده فظهور كل الافكار والآراء إلى السطح وتحت الشمس ظاهرة صحية وفي هذا المقام نطلب من الاخوة في الرابطة الشيعية الاعلان عن افكارهم وعقائدهم وآرائهم بكل وضوح وشفافية وها انا اكرر ترحيبي الشخصي داعياً للحوار والمناظرة والمجادلة بالتي هي احسن عبر الصحف والندوات واللقاءات المباشرة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة في اطار ثقافة التنوع والتعدد وحرية التعبير وكحسن نية اعلن عن تضامني مع المحامي -معمر العبدلي- مساعد الهيئة العليا لرابطة الشيعة الإثني عشرية في اليمن المعتقل على خلفية تشكيل لجنة لمناصرة المعتقلين الحوثيين وحرية الفكر.