عبد الجبار سعد
الموقف العام الذي وقفه اليمنيون بشتى انتماءاتهم ضد تفجير مأرب العدواني الأثيم ضد يمنيين وسواح أجانب أفزع الدوائر المعادية للعرب والمسلمين خصوصا الإدارة الأميركية ورموزها في الداخل والخارج. . مما جعل الكثير منا يستيقن أن الحدث قدجاء في نطاق المخطط الأميركي. . الذي أسمي بالفوضى الخلاقة. . وهذه الفوضى الخلاقة. . ليس لها أي غاية إلا تفجير الأوضاع العربية والإسلامية بين العرب والمسلمين على كل صعيد ليتم تدمير كل شيئ. . واستثارة كل موجبات عدم الاستقرار في مجتمعاتنا. . ونشر الرعب والفزع بأية وسيلة وتحت أية ذريعة.
ولاشك أن حدثا كهذا يهيؤله ويخطط له ويتم استقطاب المنفذين لمثله من أوساط ذات طابع مميز تكون مهيأة له. . وضمن معادلات الصراع القائم في العالم. . فلا أحد يستطيع أن يتيقن أين هو على وجه التحديد. . !!
>>>
بتعبير آخر يمكن أن تقوم إسرائيل باختراق حلقة من حلقات الاتصالات بين مجموعات مقاومة فلسطينية لتستقطب من وراء ألف حجاب كل عوامل السرية في العمل والخطاب الرمزي الجهادي. . وتخاطب أفرادا باسم قياداتهم وتوفر لهم معلومات وإمكانات معينة للقيام بعملية ما في أي مكان وضد أي هدف. . محتسبين أجرهم عند الله!!. . وطالبين الجنة ورضوان الله !!. . كما وأن أي جهاز استخبارات معادي مماثل. . يمكنه أن يخترق دائرة اتصالات أو حتى ينشئ خلية كاملة باسم تنظيم القاعدة مثلا أو الجهاد الإسلامي أو أي تنظيم جهادي مماثل. . ويتم تلقينها بمبادئ الجهاد والاستشهاد ثم يتم تمثيل أي هدف لهم ويتم توفير المبررات المقنعة لمن يبحث عن طريق لنهاية حياتية متوجة بالشهادة. . ثم تتم التغطية الإعلامية المناسبة قبل وبعد الحدث كماهو الحال في حادثتنا هذه. .
>>>
أما ما الذي يؤدي بنا إلى مثل هذا الاستنتاج فهو أمران. .
الأول. . خيبة الأمل التي عبر عنها الطرف الأميركي من خلال إعلامه الموجه للعالم العربي على وجه التحديد. . ونخص بالذكر قناة الحرة. . التي. . رأت في الموقف من الحدث. . من جانب اليمنيين أمرا مستغربا. . فمن ناحية رأوا اليمنيين يقفون موقفا واحد ا مشتركا لإدانة الحدث. . والقائمين به. . فيماهم أي اليمنيون أنفسهم كما يتحدث الأعلام الأميركي لا يدين الإرهاب المماثل في العراق. .
ويقف في هذا الطرف المستنكر للموقف اليمني العام رسميا وشعبيا الصحفي الأميركي من أصل يمني منير الماوري أحد رموزالموقف الأميركي المحرض والمناصر لغزو العراق والداعي لإسقاط الأنظمة الوطنية المعادية لأميركا والتي تقع سوريا واليمن في مقدمتها.
والماوري هو أحد أقطاب الحملة التي رفعت شعار " معا ضد الحرب"والتي استهدفت فك الحصار عن جماعة التمرد في صعدة بعد أن وقعت الضربة عليها من القوات الحكومية وطوقتهابه. . ولم يكن أحدمنا نحن البعيدين عن أطراف الحدث نعلم سر هذه الدعوة إلا بعد أن تقدم الجانب الحوثي بعروضه ومطالباته للقيادة السياسية. . في التخلي عن التمرد مقابل بعض الضمانات. . تم تضمينها في مطالبته. .
>>>
وهكذا فقد أعلن أن ذلك قد حدث بسبب الضربات الموجعة التي تلقاها جانب التمرد بعد أن حقق في مراحل القتال الأولى شبه تقدم أظهرته على أنه يسيطر على ارض المعركة مما أفرح القوى المعادية لليمن فخصصت له تغطيات إعلامية في الفضائيات وخصصت له مواقع انترنت كاملة ومتعددة وتم تغطية هذا الروع من خلال صحف كثيرة إلى درجة جعلت جانب التمرد يظهر بأنه يملي شروطه على الدولة. . والتف حول التمرد كل من ساء حظهم في الوصول إلى قلب النظام القائم من كل الطرق المشروعة وغير المشروعة.
>>>
أجل أميركا وقيادتها التي غزت العالم بشتى الأكاذيب متوجة أكاذيبها غير المخفية بغزو العراق. . مكررة اعترافات قياداتها على وقوع هذا الكذب وعدم صحة كل المبررات والذرائع الأميركية لغزوه. . أميركا هذه لم تتخل عن أخلاقياتها التي تعتمد الكذب طريقا لقيادة العالم. . تريد أن تقنعنا أن مقاومة الاحتلال المشروعة التي تعترف بها كل شرائع الأرض والسماء في كل أرض محتلة وفي مقدمتها العراق وفلسطين وأفغانستان. . يشبه هذا العمل العبثي. . الأهوج. . الذي يستهدف تفجير وتأزيم الأوضاع في المنطقة العربية خصوصا تلك المناطق التي لم تعترف بشرعية احتلال أميركا للعراق ولم تقبل بإدانة القوى الجهادية المقاومة فيه على مختلف مشاربها الوطنية والقومية والإسلامية. .
>>>
أما الأمر الثاني. . الذي يعزز قناعة لدى الكثير على أن العمل كان ثمرة جهد استخباري معادي للإسلام والمسلمين في ثوب إسلامي. . فهي سلسلة من أحداث مماثلة تفننت في إخراجها القوى المعادية للمسلمين وأبرزت رموزا إسلامية لتنفيذها. . ثم استغلت نتائجها محليا وعربيا ودوليا لصالحها.
أبرز هذه الأحداث حوادث الاغتيالات في لبنان وفي مقدمتها اغتيال الحريري وما خلقه من تداعيات. . أحداث غزة. . بين حماس وفتح. . وأحداث نهر البارد بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام. . وأحداث الجامع الأحمر بين الحكومة الباكستانية وإحدى المدارس الدينية. . ثم حادثة مأرب ومقدماتها. . بالإضافة إلى سلسلة الأحداث المأساوية المتكررة في العراق التي يستخدم لها نفس الرموز ونفس الإثارة وتحقق نفس الأهداف وربما كانت العراق هي الأنموذج الأرقى والأوضح. .
ولأجل ذلك نقول. . ليتنبه اليمنيون أهل الحكمة والإيمان من دسائس الباطنية. . وقوادي الغزو الأميركي الذين لهم نفس الوجوه والأسماء والمواصفات التي حملها قوادو الغزو في العراق وأفغانستان.
وحيث لم يصبح مستحيلا أن يكون من جنود الغزو الأميركي وقواديه كل من. .
آيات الله العظمى والذين يمثلون مراجع شيعة آل البيت الأبيض الأميركي بتفوق كبير على كل من سواهم.
الحزب الشيوعي التابع لأميركا بعد أن فقد نسبته إلى الشرق كله.
الحزب الإسلامي المتأمرك و التابع للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين بعد أن تخلى عن إسلامه لصالح دجال أميركا وركع مع الراكعين.
حزب الدعوة الإسلامي المتأمرك و الذي أسسه آية الله محمد باقر الصدر
والذي تستحمره الإدارة الأميركية منذ عهد صدام حتى الساعة.
إذن. . فلن يصبج مستحيلا أيضا مع كل هذا. . أن تظفر أميركا بتنظيم قاعدة أميركي أو متأمرك. . يعينها على إكمال مشروعها في الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير. . فيظهر لنا تنظيم القاعدة بثوبه الأميركي الوقح ليعلن أنه بدأ يؤدب اليمنيين على مواقفهم الإيمانية التي يعلمها الأميركان ومن تستحمرهم أميركا.