عبد الفتاح البتول
في حواره مع قناة «الحرة» الأميركية اثبت المهندس حيدر أبو بكر العطاس ما ذهب إليه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في قناة «الجزيرة» عندما وصف العطاس بأنه مهندس الانفصال، لقد خرج العطاس في هذه المقابلة عن الكياسة والسياسة وظهر بنفس انفصالي ولغة تحريضية تدعو للغرابة والتعجب من هذا الانفعال والثوران حتى انه رفض قرار العفو عنه وهو نفس ما قاله الرئيس الأسبق علي ناصر محمد في حديثه لمنتدى الأيام وقبل فترة ورفض خلاله العفو الذي اصدره عنه الحزب الاشتراكي عشية تحقيق الوحدة واشتراط خروجه من اليمن، لقد جاءت حوارات وأحاديث علي ناصر والعطاس متشابهاً ومتطابقاً في الكثير من القضايا والآراء رغم الاختلاف السابق بين الرجلين اجتمعا على رفع سقف المعارضة من الخارج وارسال عدة رسائل للداخل وخاصة في المحافظات الجنوبية واذا رأينا ان هذا الخطاب يأتي متزامناً مع فعاليات المتقاعدين العسكريين وما حدث في ساحة العروض في خور مكسر من شعارات ولافتات مناطقية استنكره الجميع جميع الوطنيين والاحرار والوحدويين باستثناء مجاميع المهزومين والمرجفين الذين يريدون العودة إلى التشطير والانفصال حتى تتم الوحدة على ايديهم، المهندس اكد في حواره المبرمج لقناة «الحرة» الأميركية انه كان ضد قيام الوحدة وان الحزب الاشتراكي استعجل في توقيع قرار الوحدة وان النظام في الشمال استغل ما حدث في يناير 86م وما تبع تلك الأحداث المأساوية في سبيل تحقيق الوحدة وهذا كلام هام وخطير فعلاً، فهو يثبت ويؤكد على ان قرار الوحدة تم بفعل توجه وخطوات النظام في الشمال وموافقة وتوقيع علي سالم البيض الذي يظهر من خلال الأحداث الأخيرة والتصريحات النارية للعطاس وعلي ناصر انه من الوحدويين القلائل في الحزب الاشتراكي في مقابل ان يقوم العطاس الذي كنا نعده من الحكماء والوحدويين يقوم بالتنظير واستشراف المستقبل مؤكداً على ان اليمن في طريقها ليس إلى التشطير السابق وانفصال جنوب عن شما وانما إلى التشرذم والانقسام إلى اكثر من شطرين!!.
ممتاز جداً ان يهندس المهندس مع «السيد» للانقسام والتشرذم وان اليمن اليوم اقرب إلى الإمامة منه إلى الجمهورية!! ان هذه التوجهات والاتجاهات ليس بريئة ولا مصادفة وانما مبرمجة ومهدفة تتزامن مع تحريك قضية المتقاعدين في اتجاه سياسي ومراوحة قضية الحوثيين محلك سر ومتزامنة مع تحركات داخلية وخارجية تستهدف وحدة اليمن وأمنه واستقراره مستغلين حالة الإرباك وعدم التركيز على الحكومة والحزب الحاكم وانتشار الفساد والغلاء وتخبط الإعلام الرسمي ودخول اعلام المؤتمر حالة من الغيبوبة والسباحة ضد التيار والعمل ضد الوطن، إنها مفارقات عجيبة ان يلتقي الإماميون والانفصاليون والعلمانيون والمصلحيون في بوتقة واحدة وبوصلة موحدة لتحقيق اهداف مختلفة يتوحدودن لتقسيم الوطن ويجتمعون لتشطير اليمن.