د. محمد معمر عبد الوهاب
ما تفسده السياسة تصلحه الرياضة فالرياضة هي رسالة عالمية للسلام تتنافس فيها الفرق الرياضية للدول في إطار المربع الأخضر تحكمها ضوابط ولوائح يحترمها الجميع ويتحقق النصر للأفضل عطاءً وقدرة على الوصول لهز شباك المرمى، ولا مجال هنا لاستخدام «الفيتو» أو استعراض القوة العسكرية أو فرض الرغبات على الآخرين بالتهديد والوعيد والبند السابع.
قد تضع «القرعة» التي تجري بين الفرق الرياضية لتوزيعها في مجموعات فريق دولة محتلة لتلعب مع خصمها أو دولة نووية مع أخرى نامية ولكن تبقى المباريات خاضعة لقانون اللعبة لا تسمح للسياسة بالتدخل من اجل النصر أو الهزيمة الكروية بعيداً عن الموازنة أو قرارات مجلس الأمن الدولي والجميع هنا متساوون في الحقوق والواجبات.
تصفيات كرة القدم للقارة الآسيوية وكذلك مباريات القارة الأميركية التي تجرى هذه الأيام اجمع المعلقون والمحللون انها تعيش في اجواء طبيعية يسودها الحماس والتنافس والروح الرياضية العالية تتبادل الفرق الأدوار ما بين منتصر يتأهل ومنهزم يغادر المنافسة والكل يتسابق لشرف الحصول على المراكز الأولى وبينما تجري هذه المنافسات الكروية القارية يشهد العالم توتراً متزايداً ومناطق نزاعات بين الدول وعمليات ارهاب حيث تخفف المنافسات الجارية من حدة التوتر والصورة القائمة الآن، وتشد الاحداث الكروية الملايين للبقاء امام الشاشات لمتابعة الاثارة التي تسقط فيها فرق عملاقة امام اخرى برصيدها الكروي المتواضع في الانتصارات ولا عجب ففي عالم كرة القدم والرياضة بشكل عام لا وجود لفرق كبيرة أو فرق صغيرة فمن يقدم الأفضل يحصد النتيجة الأجمل ويتأهل للكأس.
ماذا لو يتحول الحال في مجلس الامن الدولي ويتغير الاتجاه بالاستفادة من ميزة الرياضة ومسارها ويتحقق العدل بين الدول بعيداً عن لغة التهديد والتدخل بالقوة العسكرية والانحياز لبعض الدول المحتلة لأراضي الآخرين ..الن يكون وضع العالم افضل مما هو عليه اليوم.