;

طويل العمر الرئيس والسنوات البيضاء 1235

2007-07-24 08:04:48

حسن الأشموري قطر

يجب أن نسلم بداهة أن الرئيس علي عبد الله صالح الذي تتأرجح مكانته بين أذهان من يشعرون بالاحترام والحب نحوه أو من لم يحمل نحوه أي انفعالات أتى إلى الحكم وأتى إليه الحكم في نهار 17 يوليو 1978 باختيارات قدرية لا فضل لنا عليه ولا دخل فيها للبشر كثيرا إلا لشهادة الحدث ولا دخل للتاريخ فيه البتة سوى الصيرورة وتسجيل وقائع الحدث لأن مما خص الله به نفسه الحق في منح قيادة الدول لمن اختارهم للحكم وما علينا بعدها وعلى طويل العمر إلا أن يحسن استخدام السلطات ونحسن نحن مساعدته في تمكينه من النجاح في مهمته وأن نحسن استثماره في كل سنواتنا البيضاء لنطرد به نصيبنا في اليمن من الأيام السوداء التي تتنقل بين أزمنة الشعوب والأمم والدول فلكل شعب ولكل دولة ولكل إنسان أياما بيضاء وأياما سوداء ، وطرح استثمار الرئيس طويل العمر بهذا الشكل والكيفية لا يعد متأخر عن أوانه على أساس أن الغالبية في اليمن اليوم مع مرور ثمانية وعشرون عاما على حكم طويل العمر الرئيس يتلمسون السنوات البيضاء له بتسجيل اعتراف أنه أنجز الكثير وإن لم تتناسب المنجزات مع قدراته وشدة حكمته ودهائه وسعيه الحثيث للخلود التاريخي، فالحكام عندما يستوون على كراسي الحكم يقعون جميعا في هواجس حلقة البحث عن أمكنتهم المتوقعة في التاريخ ولما سيقوله التاريخ عنهم وما ستلهج به الشعوب عند تقييمها لهم ، لذلك فهم يعملون بعزم من أجل المآثر التي تحفظهم في هذا التاريخ والتي لن يبقي لهم من الرئاسة والفخامة والحكم سواها.

وتفاعل الغالبية مع طويل العمر الذي يتفنن المناوئين لنا وله ولا أقول معارضيه اليوم في تشويه انجازاته والحط منها لا يأتي إلا في سياق أن لا معارضة حكيمة في اليمن تعارض ببصيرة وببصر وإنما معارضة شيدت لها مستوطنات حزبية في خانة المناوئون للكل اليماني، يستهدفون الرئيس لضرب استقرار اليمن ويستهدفون الوحدة لرفض الرئيس واليمن الموحد ويستهدفون الرئيس لرفض الوحدة ويمانيي الوحدة وينصرون الإرهاب لاستهداف الرئيس وشعبه وينبتون ثمار الإرهاب لإخراج اليمن من المستقبل ، وإلا ماذا نسمي التجليات الحمراء للإرهابيين الحوثيين ولإرهابيي تنظيم الظواهري وتلك الشعارات السخيفة التي قيلت في عدن بميدان هواري بومدين في 7 من هذا الشهر ، كل ذلك ومن خلف ذلك كل هذه المستوطنات الحزبية بما فيها أشخاص في حزب الرئيس المؤتمر لتكون المحصلة النهائية ليس الإطاحة بالفرد الرئيس وإنما بالكل اليماني وباليمن ليكن كل شيء كأن لم يكن.

ويبقى التفاعل الصحي مع الرئيس في هذا الواقع غير الصحي ونحن نتذكر أول يوم في الثمانية والعشرين عاما للرئيس في الحكم أنه لا يأتي من بعض أولئك الذين منحهم طويل العمر ميزة مشاركته السلطة في خدمة الناس ليحققوا لأنفسهم وأسرهم مكتسبات ولكنه يأتي من غالبية لم تصافح الرئيس ولم تلتقي به وربما لا تعرف دار الرئاسة حيث يسكن طويل العمر ويمارس الحكم على من يحترمه أو وعلى من ينتقص من جهوده وهو تفاعل يظهر في تناسق بين عاطفة حقيقية من هؤلاء ووفاء لما قدمه الرئيس في سنواته البيضاء الثمان والعشرون لتنقلنا هذه الغالبية المنصفة إلى حالة تفكير تقديري للمنجزات التي تحققت وهي منجزات لا يمكن إلا التسليم بوجودها رغم سنوات الارتجاف التي يتنقل فيها اليمن من حين إلى آخر، وكل منجز نراه اليوم لم يظهر إلا بمعاناة للكل فالمنجزات كلها لم تأتي إلا في غفلة عن سنوات الاضطرابات وفي غياب شيطان المؤامرات من قبل قبليون من كل مكان وحزبيون من كل الفضاء السياسي ليبراليون وعلمانيون ويساريون وأخيرا شيعة زيود متطرفون لا نعرف من أين ظهروا فجأة وإسلاميون يقولون أنهم سلفيون وإرهابيون حوثيون وقاعديون ، كلهم يسعون بشياطينهم وبمؤامراتهم للبحث عن مصالح ذاتية على حساب الاستقرار وهز أركان الدولة حيث لا تكون التنمية ولا تكون الحياة في الأصل، ولهذا ليس غريبا أن تظهر المشاريع في اليمن اختلاسا من كل هؤلاء الذين يترصدون البناءون أو من أولئك الذين يريدون أن يسرقون البناء، دعونا نتساءل كم هو صعب قدرنا وقدر طويل العمر ليس لأن القضية هنا حصر المنجزات لننصف طويل العمر وإنما القضية أن نبعد أنفسنا وشخصيتنا اليمانية عن الجحود وإنصاف بعضنا من بعض ومن بيننا طويل العمر، حتى لو لم يكن من المشاريع التي أنجزها سوى تلك المشاريع العملاقة التي تشهدها مدينة عدن ومشروع السائلة العملاق والأنيق في صنعاء و ألاف من شبكات الطرق وألاف من منشآت الدولة الإدارية من مباني حكومية مدنية وعسكرية وأمنية وفروعها في كل أنحاء اليمن والأهم من كل ذلك حالة الاستقرار في أزمنة هزت العالم حوادث صعب معها العودة للاستقرار والسكينة. طويل العمر اليوم بعد ثمانية وعشرين عاماً في الحكم لم يهتم شخصيا في أن يمن علينا بتذكيرنا بما أنجز ولم يهتم الكثيرون ممن عمل معه عن قرب وعن بعد في أن يحافظوا علي أمنيات الرئيس للبلاد وكيف تكون عليها فغالبيتهم فشلوا وفشلنا مع الرئيس لأننا لم نحسن استثمار زعامته في كيفية العمل لقد أراد أن يعمل معنا لليمن ولكننا أردناه فقط أن يعمل هو لنا بمفرده أليس هو الرئيس وكل شيء ربطناه به ، إنها تلك الفرضية القاتلة التي سمعتها من العظيم عبد الرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري طيب الله ثراه في منزلة بدمشق عندما كنت طالبا قال قلنا للناس أننا سنعمل كذا وكذا إلى آخر القائمة فما كان من الناس سوى "الركون" علينا وأعفوا أنفسهم من المسؤوليات وانشغلوا بمطالبتنا بحقوقهم فقط ورفضوا أن يتحملوا واجباتهم على محمل الجد ولا حتى الهزل بل تسببت طائفة منهم وكان يقصد الشيوخ والحزبيون وسارقو المال العام وقادة في الجيش حينها في عرقلة المسار وخلق الأزمات، الصورة لم تتغير اليوم مع طويل العمر الذي حافظ دوما رغم الصعاب على أن يظهر بوجهه الواثق وكلماته القوية ليقول لنا دائما أن المستقبل واعد ليبقى طويل العمر بعدها في الذاكرة اليمانية ليس حالة لسنوات مرت بل لإنجازات تحققت وإخفاقات تنموية وقعت نتيجة ثقته في أشخاص لم يكونوا على قدر طموحة وطموحنا وبقوله أن مستقبلنا واعد فعليه تحمل مسؤولية هذا المستقبل وحده تلك هي عاداتنا التي شكى منها الرئيس عبد الرحمن بن يحيى الإرياني.

في حلقة نقاش جامعة عدن حول «دور الرئيس القائد في النهوض الوطني والحضاري»

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد