عبد الفتاح البتول
ععقب احداث سبتمبر 2001م اعلنت الولايات المتحدة الأميركية بلسان رئيسها جورج بوش الحرب على تسمية الإرهاب وبناءً على ذلك وجه الرئيس الاميركي النداء للدول والحكام للمشاركة والتعاون في محاربة- الإرهاب- ومن لم يكن معنا فهو ضدنا ويتجه لشدة وقوة العملية التي استهدفت ابراج منهاتن، تداعت الدول الأوروبية لنصرة اميركا وقبل ذلك الدفاع عن نفسها ضد أي عملية مماثلة واعلن حلف شمال الأطلسي ان الهجمة على اي دولة عضوة في الحلف هو بمثابة الهجوم على الدول الأعضاء، وبدون شعور أو فهم اعلنت معظم دول العالم مشاركتها في حرب الإرهاب دون تعريف وتحديد لهذا الإرهاب، المهم ان جورج بوش استطاع ان يقود توني بلير رئىس الوزراء البريطاني السابق والتوجه معاً في الجولة الأولى لحرب الارهاب والتي كانت ميدانه- افغانستان وامارة -طالبان- حيث قامت القوات الأميركية والبريطانية بغزو افغانستان بالتعاون مع المجاميع الأفغانية المعارضة لطالبان والمعروفة بالتحالف الشمالي ومنذ البداية ارسلت قوات من المانيا وكندا واستراليا ونيوزيلندا وايطاليا واسبانيا وفرنسا وباكتسان وبولندا وكوريا الجنوبية، بالإضافة للقوات الإيرانية، وهكذا تم غزو افغانستان واحتلالها بتأييد غالبية دول العالم التي كانت ترى ان من حق اميركا الانتقام لما حدث لها في 11 سبتمبر.
ومع ان هذه الحرب والمواجهة لم تكن مع الارهاب كما تدعي اميركا وانما مع الدول العربية والإسلامية مع ذلك فقد اصرت أميركا على جر الدول الاسلامية للتحالف الدولي ضد الإرهاب كان التركيز واضحاً وقوياً على باكستان ووجوب ان تعلن الولاء الكامل لأميركا في حربها على الإرهاب وفق المفهوم الأميركي ولما كانت باكستان في صدارة الدول المتهمة بدعم ورعاية الارهاب، كان عليها ان تقدم تنازلات كبيرة، وتقوم بتنفيذ كل التعليمات والتوصيات الأميركية حتى يثبت نظام مشرف حسن سلوكه ومصداقيته في حرب-الإرهاب- حسب الاستراتيجية الأميركية التي تحارب الإسلامي تحت شعار -محاربة الإرهاب- وهذا ما بدا واضحاً للحكومة الباكستانية بزعامة الجنرال مشرف والذي تأكد له في الفترة الاخيرة ان اميركا تزج به وبالجيش الباكستاني في حرب مع الاسلام والمسلمين في بلادهم وان ما يحدث اليوم في باكستان من بنائها من جديد على غرار ما حدث في افغانستان والعراق، حكومة عميلة «100%» وقيادة اميركية خالصة الولاء والانتماء والفكرة والمصلحة لقد ادرك النظام الباكستاني وقيادة الجيش ومن قبل ادركت القبائل والأحزاب والتيارات والجماعات بأن باكستان هي الهدف القادم في إطار مسلسل الحرب ضد الإرهاب هدف حقيقي لا وهمي باكستان -بإسلامها ونظامها وقنبلتها النووية وموقعها- مطلوبة في الأجندة الاميركية والغربية- وحلف الناتو-!! آجلاً أو عاجلاً ذلك ان باكستان من اوائل الدول المستهدفة في إطار حرب اميركا ضد الإرهاب أو الاسلام قد تكون باكستان رقم «3» في القائمة الاميركية أو رقم «4» لا يهم المهم انها مستهدفة مستهدفة مثلها مثل افغانستان والعراق والسعودية واليمن والسودان والصومال يخطئ من يعتقد ان محور الشر يتمثل بايران وسوريا وكوريا الشمالية كلا ان محور الشر وفق الاستراتيجية الأميركية وفي إطار محاربة ما تسميه بالإرهاب -يتمثل هذا المحور في جبهة الشرق الاوسط وحسب الأهمية والاولوية في باكستان والسعودية واليمن بعد افغانستان والعراق واذا نجحت اميركا في باكستان وتحقق لإيران ما تريد في العراق فإن الدور على الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية واليمن ومثلما حدث في افغانستان والعراق فإن اميركا تحتاج إلى مساعدة وتعاون -ايران- في اي عمل يستهدف اليمن والسعودية!!.
ان ما يحدث في باكستان والعراق سيناريو سيتم تطبيقه مع تعديلات بسيطة وزيادات طفيفة في الخليج واليمن اذا لم تنتبه هذه الدول لما يدور ويحاك ومواجهة المشروع المضاد فانها على خطر عظيم ومسجد احمر جديد !!.