;

مــا بــين 1986 – 2006م .. الأمـــــــــــة تتقــدم 904

2007-07-26 08:15:25

صادق يحيى الروحاني

ما بين الأمس واليوم بون شاسع ولون فاقع وبحرُُ واسع شعوب تزداد تقدماً باضطراد ونخبة تزداد خيانة وعمالة وانحلالاً «إلا من رحم الله وهم قليل نادر»، ما يحدث في الباكستان من مجازر رهيبة في حق طلبة العلم الذين هم في ذمة الله ورعايته من الشباب والنساء داخل المسجد الأحمر إلا نموذجاً على ما نقول.

لم يكن مع هؤلاء إلا العصي. . بينما يقصفهم الجيش بالقنابل والمدافع والرشاشات الثقيلة والغازات. لحساب من هذا العمل؟ وماذا فعل هؤلاء حتى يستحقوا كل هذا؟ وما نقموا منهم إلا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد؟ ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها «أولئك ما كان لهم ان يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم» سورة البقرة آية 114 انه نفس الدور الموكل به إلى هؤلاء لقتل روح الأمة المتمثل في دعاتها وعلمائها ومثقفيها لتقدم بعد ذلك جسداً منخوراً لا يقوى حتى على مقاومة الرياح. . شكلاً بلا معنى ومبنى بلا أساس.

حدثين كبيرين رهيبين الأول اطاح بنا لعقود والآخر بدأ رفعنا وأوقف انهيارنا ليبدأ انهيار دويلة العدو الاسرائيلي بشرط اذا احسن القادة استثمار ذلك النصر المبين وما اظنهم فاعلين.

عن الثورة العربية الكبرى وحرب 67 يقول الأستاذ محمد جلال كشك: منذ 75 سنة نفذت المخابرات البريطانية ما اسمتها الثورة العربية الكبرى ومنذ اربعين سنة نفذت المخابرات الأميركية ما اسموه ثورة يوليو الأولى اعطت نصف فلسطين لليهود والثانية مكنت اليهود من السيطرة على العالم العربي.

لكنني هنا استعرض هذين الحدثين المحوريين في حياة الأمة الاول النصر المؤزر الذي صنعته بقوة الله المقاومة اللبنانية في حرب 2006م والهزيمة التي الحقتها بالأمة النخبة العلمانية داخلياً ثم جيش الاحتلال الاسرائيلي خارجياً ميدانياً حزيران يوليو 1967م في الأخيرة تحدث الفريق عبدالمحسن كامل مرتجى -قائد القوات البرية عن التحضيرات لما قبل المعركة فذكر ان الفريق اول محمد صادق رئىس المخابرات زود القيادة بمعلومات خاطئة عن الحشود الاسرائيلية على الحدود السورية.

كما ذكر ان الهاجس المسيطر على القيادة آنذاك هو الدعاية الإعلامية وعدم احراج السوقيت وطلب الرئىس تلقي الضربة الجوية الأولى استجابة للضغوط والمطالب السوفيتية والأميركية وحينما حذر الفريق اول صدقي محمود قائد القوات الجوية بأنه لو نفذت اسرائيل الضربة الجوية الأولى فستكون مذبحة للقوات الجوية المصرية لعدم وجود دفاع جوي رادع أو تحصينات أو ملاجئ للطائرات واقترح ان نبادر نحن بالضربة الجوية الأولى لكن الرئىس رفض ذلك. . لقد كانت اسرائيل تعرف عنا كل شيء حتى ان الطائرات الاسرائيلية عندما قامت بالهجوم فكانت تعرف اماكن وجود تلك الطائرات ومخابئها وموعد وجود القادة اما امين هويدي وزير الحربية في زمن عبدالناصر يقول في كتابه/ 50 عاماً من العواصف ما رأيته قلته.

قبل ستة اشهر من يوم 5 يونيو 1967م اقترح الفريق عبدالمنعم رياض -رئىس اركان حرب القيادة العشرة المشتركة ان يرسل الاردن من محطة رادار عجلون المكلفة برصد تحركات الطائرات الاسرائيلية التي تطير بارتفاعات منخفضة انذاراً إلى مركز العمليات العام الذي كان يشرف عليه الفريق فوزي رئىس اركان حرب القوات المسلحة المصرية، ولأهمية عامل الوقت اتفق ان ترمز كلمة عنب، عنب، عنب إلى بدء الهجوم المعادي صباح 5 يونيو ارسلت محطة عجلون الاشارة بوجود موجات متتابعة من مقاتلات العدو تتجه نحو الجنوب الغربي مضيفة اللفظ الكودي عنب عنب عنب وصلت الإشارة لكنها لم تجد منفذاً تدخل منه فقد كانت غرفة العمليات مقفلة والسبب الآخر ان الشفرة كانت قد تغيرت في اليوم السابق بدون تبليغ من يهمهم الأمر.

هذه فرصة وضاعت ولكن هل كان هناك فرصة أخرى ضاعت وبضياعها اودت بجيوشنا وبكرامتنا واعدم المئات ميدانياً وبطريقة بشعة سربتها المخابرات الاسرائيلية وهم يقومون بإعدامات للأسرى من الجيش المصري هزمنا في ساعتين وسحق الجيش في يومين ثم الاستسلام التام.

في ستة أيام تم الحزن مائة عام كما يقول د. محمد عباس عودة حفظه الله الفرصة الأخرى هي عندما بدأ العدو الحرب صباح ذلك اليوم الرهيب في الساعة السابعة والربع اي قبل الضربة الجوية بتسعين دقيقة حيث تحركت عربات مجنزرة شاهدها وسمع اصواتها الجنود ارسلت اشارة بالموقف ولكن الاشارة لم تصل إلا عند التاسعة واربعين دقيقة ثم قامت طلائع العدو على المحور الأوسط باحتلال موقع متقدم في أم لبسيس والقيادة لم تعرف وهنا تنفجر اسئلة عن من عطل؟ ومن أخر؟ ومن تجاهل؟ أسئلة كبيرة وكثيرة اجاب عليها الواقع!.

يستعرض د. محمد عباس عودة شهادة امين هويدي فيقول في الساعة الثامنة وخمس واربعين دقيقة من ذات اليوم قام العدو بضربته الجوية على مطاراتنا في وقت واحد ولكن الأوامر كانت قد صدرت لقوات الدفاع الجوي بعدم الرد وعدم التعرض لأي تحركات جوية في اجوائنا لأن القائد العام «عامر» وقائد القوات الجوية والدفاع الجوي ورئىس هيئة العمليات وآخرين كانوا في طريقهم إلى سيناء في عملية تفتيشية مستخدمين الطائرات.

الملاحظة هنا هو اختيار قائد الجيش هذا اليوم 5 يونيو للذهاب إلى سيناء وهو نفس اليوم الذي توقعه الرئىس ناصر لبدء الهجوم.

بقية القادة كانوا قد انتهوا من توديع المشير في مطار الماظة وعادوا إلى منازلهم لتناول طعام الفطور كما يحدث في الأيام العادية وكان مركز القيادة مغلقاً ثم ان كل قيادات الجبهة مجتمعة كانت في مطار المليز لاستقبال المشير وتحدث عن ذلك مدير الاستخبارات على قناة «العربية» في الذكرى الأربعين للهزيمة قال «دحنا كنا مصفوفين على ارض المطار لاستقبال المشير كنا مصفوفين على شكل مربع ناقص ضلع وقد كان الطيران الاسرائيلي يشاهدنا واقفين وبعد ان دمر الطائرات الجاثمة على أرض المطار اطلق علينا الرصاص الخفيف كده وابتاع فتمددنا على الأرض وراح راجع ثم يعلق «دي ما كانتش حرب دي كانت مهزلة» يا إلهي توديع واستقبال وصفوف متراصة لكل قيادات الجيش هل هذا منظر حرب ومحاربين ام وضع تهريج ومهرجين.

يقفز هنا سؤال لماذا لم يتم اغتيال هذه القيادات كما تفعل اسرائيل بقيادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية حيث تقصف حارات باكملها من اجل اغتيال شخص مثل صلاح شحاتة أو حسن نصر الله في الحرب الأخيرة على لبنان.

اذاً الأمر بالانتظار حتى تقوم اسرائيل وبالضربة القاضية الأولى تم الأمر إلى الدفاعات الجوية بالصمت والتي هي في حكم الغير مؤهلة اصلاً ويعدم فتح النار على الطائرات المغيرة بسبب طائرة المشير وآله.

اغلاق غرف العمليات القطن الذي حشيت به آذان اجهزة الاشارة حتى لا تسمع اشارات التخدير وحتى لو سمعت فلن تكون مفهومة بسبب تغيير الالفاظ الكودية المشفرة.

> خيبة كتيبة مرجعيون

يستعرض د. محمد عباس وجه الشبه بين الأمس واليوم كما ذكرنا ان الجيش في 1967م تصرف بخيبة كبيرة تساويها وتشبهها ما تصرفت به كتيبة مرجعيون تحت قيادة اللواء عدنان داوود.

حين امتزجت الخيبة بالخيانة وانكشف نوع الجيوش التي تريدها اسرائيل على حدودها تناقلت وسائل الإعلام تقديم هذا الخائن الشاي للجنود الاسرائيليين بنفسه بل وترحيبه بهم وقد شكلت لجان تحقيق فيما ارتكب هذا الدعي الحكاية بإيجاز انه ولا عتبارات وحساسيات عديدة لم تتواجد المقاومة داخل مرجعيون ذات الأغلبية المسيحية وبقيت على المشارف حيث استهدفت طابوراً اسرائيلياً مدرعاً.

فشطرته نصفين لاذ النصف الخلفي بالفرار إلى اسرائيل أما النصف الأمامي فقد فر إلى الأمام نحو ثكنة عسكرية للجيش اللبناني ملتمساً منهم الحماية ولو كأسرى، لكن الوضع انقلب فجأة ليستولي بضعة عشرات على الثكنة كلها وليتخذوا من «350» من الجيش اللبناني دروعاً بشرية ويتم الاستيلاء على سلاح الجيش ويفتشوا بالبطاقات ويقدم لهم القائد المذكور القهوة ويرفع الجيش اللبناني الراية البيضاء وليحمي آسريه من المقاومة الإسلامية التي كانت تحاصرهم وكان مصيرهم القتل أو الأسر.

انفجرت الفضيحة مدوية ليكشف بعد ذلك عن اتصالات كبيرة وصلت إلى بوش شخصياً نتج عنها سيناريوا خسيس وحقير حيث قام المخرج الأميركي وعملاؤه داخل الحكومة والجيش اللبناني بتحويل العصابة الصهيونية المنهزمة والمستسلمة للجيش اللبناني من عصابة مأسورة إلى آسرة.

واكمالاً للتمثيلة كان لزاماً تدخل قوات الأمم المتحدة لتخليص اللبنانيين النشامى واصطحابهم إلى بيروت وفي الطريق قام الطيران الاسرائيلي بقصفهم وقتل منهم ثلاثة وجرح العشرات تلك هي الأمم المتحدة التي تستخدمها القوى الباغية قفازات حريرية لارتكاب الجرائم ضدنا دائماً.

وليدرك القراء حجم الخيانة التي مورست على المقاومة وطغت بها في الظهر اثناء الحرب وبعدها وإلى اليوم وما يحدث الآن في لبنان يندرج في اطار الخيانة لدماء الشهداء إذ ان الهدف هو اضاعة وتمييع النصر الذي تحقق حتى لا يستفيد منه اللبنانيون والإمة العربية والإسلامية في فرض الشروط التي تعيد الكرامة وتعيد الحق لأهله كما انها حملة تأديبية لشعب مستضعف هزم جيشاً من اقدر الجيوش في العالم النصر الذي حققته المقاومة 2006م نصر معجز والصمود الذي ابدته قرى جنوب لبنان الجمل عن وصفه قاصرة وعن اعطائه حقه حاسرة يقول د. عباس وهو احد كبار الكتاب في مصر بل احد رموز التيار السلفي هناك في بحثه مفاجآت لبنان يقول كيف اعبر عن حجم هزيمة اسرائيل وحجم انتصار المسلمين كيف اعبر بالكلمات القزمة عن كل هذا كيف اتحدث بالعقل والمنطق والقلب والذاكرة والتاريخ والوجدان والضمير عن مارون الرأس وبنت جبيل كقريتين؟ اهما قريتان ام قارتان اهما من قرى العالمين ام خيالات تحلق في عالم الأساطير اتحدث عن مرجعيون كمدينة صغيرة وهي التي صرح القائد اليهودي انها اكبر من ان تستطيع اسرائيل احتلالها. . اسرائيل التي احتلت فلسطين كلها والضفة الغربية كلها والجولان كلها وسيناء كلها في سويعات تعجز بعد شهر عن احتلال مرجعيون فكيف تكتب الحروف وكيف تفهم.

انني حينما افتح نافذة 2006م والنصر المؤزر للمقاومة الإسلامية اتخيل التاريخ رجلاً يبصق بوجوه من خانوا ومن غدرو ومن ضيعوا واضاعوا فبضع مئات من المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان قاتلت بلا غطاء جوي نهائىاً طيلة «33» يوماً لقد كان عذر جيوشنا وعزائها ان الطيران ضرب في اول الحرب وبقيت القوات المصرية بلا طيران ولا غطاء جوي نهائياً في العام 67 ، ولكن لماذا لم يقاتلوا كما قاتل مجاهدوا حزب الله بلا غطاء جوي ولا دفاعات أو مضادات ارضية ما هو الفرق؟ واين الخلل؟ اذا علمنا ان الجيش الاسرائيلي ارسل «30» الف جندي للقتال إلى جنوب لبنان وقام باستدعاء الاحتياط.

نفذ «15» ألف غارة جوية.

دمر وقصف أكثر من «7» آلاف هدف حتى انتهى بنك الأهداف حتى انه لم يجد ما يقصف وما يدمر.

قامت البحرية الاسرائيلية ب«1800» ألف ساعة ابحار. امدتها أميركا بكل انواع الأسلحة من صواريخ وقنابل الذكية منها والغبية رغم كل هذا وخرجت بلا شيء.

تعداد مقاتلي حزب الله ما بين «3000- 5000» آلاف جندي فقط سلاحهم صواريخ الكاتيوشا القديمة صواريخ مضادة للدروع لا يوجد لها تشابه مع ضخامة التقنية الاسرائيلية الهائلة والمعقدة والمتطورة مهما قيل عن تطور هذا النوع من الصواريخ.

السلاح الخفيف مع المقاتلين الميدانيين.

الشيء الذي يحملوه عقيدة تنهد لها الجبال وهم لا ينهدون وهو العنصر الغائب في قيادات 67 الملوثة فكرياً واخلاقياً «حكاية المشير مع برلنتي عبدالحميد» والسهرات التي اقيمت ليالي الحرب شحذاً لهمم الجنود للمعركة.

الاستبداد الذي دجل بالأمة ودمرها من الداخل وقتل وشنق علماءها ودعاتها ومثقفيها ان حرب العام 67 لم تأت إلا ومصر شبه جثة ان لم تكن جثة هامدة فأنى للموتى ان يقاتلوا أو يتحركوا لكرامة أو يثأروا لشرف.

ذلك انه يستحيل ان يتكون في ظل الاستبداد جيل محترم أو معدن صلب أو خلق مكافح «ان أهل الرأي والخبرة والعزم والشرف فان فضائلهم تحسب عليهم لا لهم وتنسج لهم الاكفان بدل ان ترفع لهم الرايات» هكذا يقول الشيخ الغزالي رحمه الله ويلخص الشيخ محمد الغزالي اسباب الهزيمة ويسأل السؤال المرّ دخلوا الحرب وهم بنوا اسرائىل! ونحن بنو من؟؟ رحم الله من قاتلوا بصدق نحسبهم شهداء ولا نزكي عدا الله احد ولا رحم الله الخونة والعملاء والجبناء قديماً وحديثاً ولنا لقاء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد