حسين أحمد عثمان العرولي
انتم سبب ما نحن فيه لقد اقدمتم على اتخاذ قرارات مصيرية دون أدنى استشارة وانتم لستم ذلك الند لقد دخلتم في مشروع الوحدة العظيمة مستنجدين مما انتم خائفين من الوصول إليه كجزء من منظومة تتهاوى.
اردتم دخول التاريخ من أوسع ابوابه وحصل ما أردتم ودخلتم برضاكم من أوسع وأجمل ابواب التاريخ العربي الحديث... لكنكم سرعان ما خرجتم برغبة غيركم «كما تقولون الآن» لتظهروا انكم مظلومين... غامرتم بالدخول بانتخابات لاحت نتيجتها بالخسارة الحتمية التي لا يختلف عليها اثنان..!!.
تعلمون انكم أسوأ اشخاص متفردين ومناطقيين أو حزب مجتمعين لم تعملوا خيراً لأحد منا نحن رعيتكم طوال توليكم لزمام الأمور كبجهة ومن ثم كحزب.
ربما دخلتم التاريخ وانتم في سبات عميق وعندما صحيتم حاولتم العودة إلى الخلف لم تستوعبوا انكم بالوضع الصحيح... وصولكم لذلك ليس ذكاء خارق منكم انما «رحمة من الله» ان صحوتكم المفاجئة أوجدت اسباب الخلافات وكنتم انتم وتصرفاتكم سبباً في خلق الأسباب الأخرى التي لولاكم ما كانت لتوجد.
> ماضي مؤسف
لقد اتخذتم قرار الوحدة منفردين كقيادة والآن تطالبون بعمل استفتاء عليها!!!.
لقد صادرتم واممتم ممتلكات ابناء الجنوب بكل انواعها واشكالها والآن تطالبون بوقف نهب الممتلكات!!!.
لقد حرمتم ابناء الجنوب من التمتع بالثروات والخيرات والآن تطالبون بتقاسمها!!!.
لقد سفكتم الدماء وانتهكتم الأعراض داخل السجون باشكال فردية وجماعية والآن تطالبون بحق المواطنة العادلة!!!.
لقد كان شعاركم لا صوت يعلو فوق صوت الحزب والآن تطالبون بحرية التعبير والكلمة!!!.
> لم يعتذروا
وبالرغم من ذلك كله لم تتنازلوا بتقديم ابسط اعتذار أو تعويض لأحد من ابناء الجنوب بكافة شرائحهم وفئاتهم.. اخذتكم العزة بالإثم.. فكانت النتيجة هي الهزيمة السياسية والعسكرية لأن اول من وقف في وجهكم هم المظلومين وابناؤهم من ابناء الجنوب وهذه حقيقة لا ينكرها احد منا جميعاً.
> العودة
اتركوا الاشتراكية وشعاراتها فقد تخلي عنها من ابتكر افكارها!.
تخلو عن اسم الحزب عسى ان ينساه ضحاياه من ابناء ما تسمونه بالجنوب!.
انكم تطالبون بإلغاء تاريخ 7 يوليو من المناسبات الوطنية لتنسوا ما تسمونه بيوم انتصار صنعاء عليكم!!.
الاسم لن يضركم لأنكم اذا كنتم كقاعدة حزبية ما زلتم موجودين فما المانع إلا اذا كنتم تشكون في قاعدتكم وتعلمون ان الإسم هو ما تبقى لكم من تاريخكم السياسي إلى جانب من تطالبون بعودتهم من القيادات الجنوبية الموجودة في بلدان الشتات منذ حرب 94م ..الخ.
ان من تطالبون بعودتهم من وجهة نظري لم يعودوا يمثلوا اي رقم أو ثقل سياسي يمكن ان يعيد التوازن السياسي الذي كنا جميعاً نأمل ان يتجلى بهم وبغيرهم وليبقى كأحد واهم ضمانات استمرارية الوحدة وعدم خروجها عن المسار الصحيح.
كما ان البلاد بشرقها وغربها مليئة بمن هم اكفاء وقادرين على تولي المهام والمسؤوليات بجدارة لقد تغير الوضع إلى الأفضل عما كان عليه عقب 94م.
وبالتالي لا فائدة من عودتهم إلا اذا تخلو عن تأليف وتصدير الشعارات الانفصالية الجوفاء إلى الداخل كتلك التي رددها البعض في مسيرة 2007/7/7م بعدن وحملت بعضها اسم الرئيس السابق علي ناصر محمد هذا المناضل صاحب الفكر الوحدوي وذلك لغرض خلق ازمة جديدة ليست على مستوى شطرين فقط ولكن على مستوى المحافظات ايضاً.
لن يعودوا بايديولوجية وطنية وحدوية حديثة!.
انما سيعودون ليطالبوا بتقاسم الثروات والمناصب كما يرددون الآن.. لمن الثروات والمناصب لأبناء الجنوب أم لهم؟.
عائدون لتأخذوا ما نسيتم ان تأخذوه معكم عندما غادرتم البلاد عقب الحرب!!!.
> مستقبلنا
هذا كله لا يعني ان ابناء وقيادة اليمن الواحد لا يريدون التصحيح ومكافحة الفساد واستمرارية الوحدة بالعكس ستثبت الأيام اننا في المسار الصحيح وان الأمور تسير إلى الأفضل مهما استغل البعض الأوضاع الآنية القائمة وتم تحريف حروف المنجزات التي وصلنا إليها بالرغم انها ليست ثورة في التطور ولكنها ليست تلك التي يستهان بها فمهما حصل من قبل بعض المستغلين من «فهم أو تفسير خاطئ للتوجهات» أو «سوء تصرف بالمكتسبات والثروات» أو «انتقاص في الحق الفردي» فلا بد ان نواصل المسيرة إلى الأمام لنصل إلى نتيجة عظيمة تتمثل في «احقاق الحق ونبذ الاستغلال»!!.
