كتب/ إبراهيم مجاهد
المؤتمر التأسيسي الأول-لمجلس التضامن الوطني-هكذا اراد الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر ونخبة من المشائخ والمثقفين ان يكون اسم حركتهم أو مجلسهم بدلاً عن الحزب السياسي الذي كان ينشده حسين الأحمر بعد انعقاد المؤتمر العام السابع للحزب الحاكم ويوم أمس واليوم يواصل مجلس التضامن الوطني انعقاد مؤتمره التأسيسي لاشهار المجلس، وهنا عند كلمة اشهار يجب التوقف عليها وعلى المؤتمر والمجلس فما حدث يوم أمس من احداث صاحبت المؤتمر التأسيسي لمجلس التضامن الوطني ابتداءً من التظاهرة المسلحة التي طغت على أي مظهر حضاري للمؤتمر مع ان انعقاده في احدث واضخم فنادق ليس العاصمة صنعاء فحسب بل اليمن بأكملها.
وهنا لن اتطرق لاسمه كي لا تحسب انها دعاية للفندق، بالإضافة إلى ان هذا الفندق ينزله كثير من الأجانب كسياح أو مستثمرين أو غير ذلك عوضاً عن المباني المجاورة لهذا الفندق الذي احتضنت احدى قاعاته الف شيخ من اليمن هي «مبنى سفارة المملكة المتحدة البريطاني، ومبنى سفارة دولة قطر الشقيقة، وسلطنة عمان» وهذا الأمر في حد ذاته يجعلني اتساءل لماذا لم يعمل الشيخ حسين الأحمر ومن عملوا على تأسيس هذا المجلس للحد من هذه المظاهر المسلحة التي تجعل الكثير يؤكدوا بجزم بأن القائمون على هذا المجلس لا ينشدون الحياة المدنية ولا الدولة اليمنية الحديثة التي تنشدها جميع النخب اليمنية بما فيه القبلية.
ويؤخذ على الشيخ حسين ومؤسسي المجلس وما شهدته القاعة التي احتضنت المؤتمر التأسيسي الفوضى التي عمت القاعة التي تعكس صورة غير لائقة على المشائخ وطبيعة القبيلة والقبيلة التي هي في اصل احد مرتكزات تأسيس النظام الجمهوري ولها الفضل في انطلاق الشرارة الأولى للثورة والطلقة الأولى في الحفاظ على الوحدة ولكن ما رافق مؤتمر أمس كان غير لائقاً خاصة وانه ضم نخبة من المشائخ والمثقفين ومشائخ لن اقول لجميعهم كوني لا اعرف إلا القليل ولكن هؤلاء المشائخ الذين اعرفهم مشائخ متعلمون ومثقفون ايضاً وليسو بحاجة إلى من يعلمهم النظام وإدارة المؤتمرات أو الاجتماعات.
لن اخوض كثيراً في المآخذ التي رافقت وصاحبت انعقاد المؤتمر التأسيسي لمجلس التضامن الوطني ولكن ما اريد هنا ان اذهب إليه لماذا لم يذهب من عكفوا على تأسيس هذ المجلس إلا اظهار حركة أو فعالية سياسية حداثية مع الاحتفاظ بالثوابت لعادات مجتمعنا اليمني المحافظ؟ لماذا جعلوا مظاهر التسلح والقبيلة هي المسيطرة على المؤتمر؟ وانا هنا لا اشكك في نوايا مؤسسي المجلس وفي مقدمتهم الشيخ حسين كون من اعرفهم وحضروا إلى هذا المجلس عرفوا بوطنيتهم ومواقفهم البطولية والوحدوية ومعروف ايضاً دور اسرهم في قيام الثورة والوحدة والحفاظ عليهما.
وهنا اقول للشيخ حسين ومؤسسي مجلس التضامن الوطني وجميعهم يقبلون بالتأكيد النقد وقد أخطئ أو اصيب ولكن في الاخير يأتي لي الاجر في كلا الحالتين اقولهم قد يذهب البعض إلى التأكيد من مجلسكم سيعيق وسيؤثر على مسار بقية الفعاليات الحزبية السياسية ومنظمات المجتمع المدني، آخرين قد يذهبون إلى القول بانكم تسعون إلى تكريس مفهوم الدولة اليمنية القبلية لا الدولة اليمنية الحديثة التي تنشدها كثير من النخب السياسية خاصة وان المظهر القبلي والمسلح كان سائداً على فعاليتكم يوم أمس وهذا بالطبع سيخدم تلك الأصوات التي تتعالى من الداخل والخارج التي تقول بأن النظام اليمني ليس نظام سياسياً ديمقراطياً حديثاً وانما نظام قبلي قائم على التحالفات القبلية ويدير امور البلاد بالعقلية ذاتها وهذا غير صحيح.
ومن هذا المنطلق أؤكد لمؤسسي هذا المجلس وما صاحبه من مظاهر قد يقلق الفعاليات والتكوينات السياسية رغم النوايا والاهداف النبيلة التي قام من اجلها المجلس والتي لدى نفوس مؤسسيه سيما من اعرفهم من المشاركين عوضاً عن المنظمات والحركات والفعاليات النسوية التي ستلاحظ غير المرأة في المؤتمر التأسيسي رغم وجود لجنة خاصة بالمرأة في المجلس كما قال لي الشيخ حسين.
ومن هذه النقاط والمنطلقات استطيع ان اقول للشيخ حسين الأحمر على وجه الخصوص ومؤسسي المجلس بشكل عام لم يكن الحظ حليفكم في اختيار التوقيت والزمن والمكان والاسم وتكوينه المجلس.. وللحديث بقية.