;

عــراق الأمـس وغبار اليوم..! 865

2007-08-04 09:21:37

عماد زيد

بعد أن احتسى الشعب العراقي نخب الديمقراطية المعتق بالسلاف العنقودي المقدم من قبل جلالة الفرعون جورج بوش، ها هو اليوم بجميع مكوناته يزجى وقوداً لشعلة تمثال الحرية الذي يمثل ملاذاً آمناً يريد التحرر من دينه ووطنه وإنسانيته.

فالأدخنة المتصاعدة من عراق اليوم تحمل في تقاسيمها بعضاً من رسالات الشكر لحكومة البيت الأبيض، من قبل مختلف الطوائف العراقية والتي تشرئب امتناناً لحكومة بوش على ما قدمته لهم من يد العون والمساعدة في عملية تمزيق منظومة الأمن والاستقرار في هذا البلد.

ولعل اللافت في الأمر ان البيت الأبيض عيي الاحساس حيال هذا الشكر لذلك لن يميط اللثام عن نتائج هذا التدخل، إلا وقد تبخرت حضارة العراق وطفحت شوارعها بالجثث كقرابين شكر لتمثال الحرية.

فالعقلية التي تتحلى بها الحكومة الأميركية تمثل نسيجاً منقطع النظير في عملية ارسال السلم إلى دار رحمته، لذلك لن تأل جهداً في سبيل تحقيق ذلك مهما كلف الأمر.

وهكذا فإن نسرها سيظل يحوم في الصومال والسودان وسوريا ولبنان...الخ حتى يتسنى لمخالبه معالجة الأوضاع السيادية لهذه البلدان، والمدرجة ضمن جدول الكنسيت الكونجرسية.

وعلى الرغم من دأب الولايات المتحدة الأميركية على تحقيق عمليتي السلم والأمن الدوليين لا يزال الشارع العربي ناصباً عدائه نحوها، مخالفاً بذلك النهج القويم للقادة الابرار والعملاء الاخيار الذين يسعون إلى ارساء دعائم هذه الدولة في اوطانهم على أساس من التآلف والتعايش بين الحضارات والشعوب الأخرى وهذا دليل سافر على تحضرهم وتورد نواياهم وانفرادهم باستحقاق الألقاب الفرعونية من مرتبة الحاشية «كالزعامة والريادة والجلالة والرئاسة والمبجَّل والمفدَّى و.....الخ».

فهؤلاء يجب ان يكونوا اسوة لشعوبهم في عملية التعايش وينبغي على الأخيرة ان تحذوا حذوهم وان تأمن بعدنا بالدعاء لهم بأن يطيل الله في سنينهم عملا بقوله تعالى كما جاء في سورة الاعراف «ولقد اخذنا آل فرعون بالسنين».

على كل حال فإن بقع الدم الحمراء لا تزال هي المسيطرة على المشهد الحياتي داخل العراق.

والعجيب في الأمر ان الحكومة العميلة التي اتى بها الأميركان تنظر إلى كرسي الحكم على أنه اشبه بالزورق الذي يحتاج إلى المزيد من الدماء كي يطفو عليها لتتواصل سير المرحلة الرئاسية الفعلية لذلك لن تصرح ببنت شفهة حيال ما يجري من مجازر بحق الشعب العراقي.

وفي السياق نفسه فإن تداعيات الفتنة الطائفية في المنطقة وسيطرة النظام الشيعي على دفة الحكم سيجعل الولايات المتحدة الأميركية تدرك فجأة ان في يدها ورقة ذهبية ستجني من خلالها بعض الفوائد التي تغطي جزءاً من خسائر قواتها في هذا البلد.

فمجرد التلويح بعملية الانسحاب سيجعل بعض الدول السنية في حالة هلع، خصوصاً وان النظام الشيعي على رأسه ايوان الحكم، لذلك سيستدعي الأمر التوسل لقادة القوات الأميركية بعدم الانسحاب حتى يتم معالجة الأمر عن طريق حصر النفوذ الايراني داخل العراق، ولا شك ان ذلك الأمر سيتطلب من الدول السنية دفع شيك البقاء لحكومة بوش.

أخيراً تبقى اللقاءات مستمرة في بغداد بين السفير الأميركي والإيراني ولا نعلم ما هي النتائج التي تسفر عنها.

هل هي تقاسم حصص أم ماذا، وان كانت كذلك ما هي الضمانات التي ستخرج بها اميركا حول البرنامج النووي الإيراني؟ وماذا عن موقف ايران في حال اقدمت حكومة الكيان الصهيوني على ضرب سوريا؟ اسئلة كثيرة تبقى المرحلة القادمة هي الكفيلة بحلها.

Emad_K325@yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد