عبد الفتاح البتول
الخطابات الأخيرة والمتتابعة لأمين حزب الله حسن نصر الله والتي يوجهها إلى انصاره واتباعه عبر الشاشات العملاقة هذه الخطابات التي بدأها في منطقة بنت جبيل الأسبوع الماضي، تحمل العديد من الدلائل والكثير من الرسائل التي يريد حزب الله ارسالها مباشرة أو غير مباشرة فهناك رسائل مشفرة واخرى غير مشفرة، رسائل واضحة وجلية واخرى غامضة وخفية من اهم وابرز ما يريد حسن نصر الله ايصاله للجميع ان الشيعة يمثلون اغلبية جماهيرية وشعبية، هذه الأغلبية تزيد على ثلث سكان لبنان، تمتد هذه الأغلبية الشيعية من منطقة بنت جبيل في اقصى الجنوب إلى منطقة بعلبك-الهرمل في اقصى الشمال نصر الله من قيادة حزب الله في بيروت والضاحية الجنوبية وعبر قناة «المنار» والقنوات الناقلة يدشن الدعاية الانتخابية مبكراً، الانتخابات البرلمانية والرئاسية، منصب الرئاسة للعماد ميشال عون والاغلبية النيابية لحزب الله، لا اخفي اعجابي الكبير بشخص حسن نصر الله الذي يمتلك قدرة خطابية فائقة ورائعة ومؤثرة يعجبني هذا الرجل حتى وهو يثير الفتنة الطائفية بصورة خفية وذكية انه يمتلك قدرة كبيرة على الخداع والتضليل والجمع بين النقائض فمن ناحية يظهر بمظهر الزعيم الإسلامي وسيد المقاومة وفي نفس الوقت ونفس الخطاب يظهر بزي مذهبي يستدعي الحسين وكربلاء ويدعو وينتظر للمهدي -عجل الله فرجه- الوهم المنتظر وما بين السياسي والمذهبي ومن بنت جبيل إلى بعلبك -الهرمل يحاول نصر الله انتشال شيعة من لبنان من دوائر الإهمال وزوايا النسيان واخراجهم من الهوامش والاطراف إلى الصدارة والزعامة، نصر الله وهو يهاجم حكومة فؤاد السنيورة يريد ان يؤكد انتصاره في صيف العام الماضي على محورين وجبهتين انتصر على-القوات الإسرائيلية كما يزعم وانتصر اعلامياً وخطابياً على الطائفة السنية التي للأسف يمثلها فؤاد السنيورة وسعد الحريري، حسن نصر الله وبخبث كبير يتحدث باسم المحرومين في المناطق المحرومة والمهملة وفي مواجهة طرف آخر تحدث باسم المسيحييين وشرح معاناتهم!!.
ان خطابات نصر الله الأخيرة تعمل على ربط الشيعة في الجنوب بإخوانهم من البقاع هكذا يريد ان يقول حزب الله ان وجودهم وحضورهم يمتد من اقصى بعلبك الهرمل على الحدود السورية إلى اقصى جبل عامل في بنت جبيل في الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، انها مساحة واسعة وشاسعة جغرافياً وفكرياً ومذهبياً بدأ حزب الله من المقاومة وتحت شعارها وعطائها سار نحو الممانعة والتحدي والتمدد باستخدام محور -دمشق طهران- لبنان والعودة، نصر الله وحزب الله لا يستطيع انكار الرعاية الايرانية والسورية والوصاية على حزب الله وحركة امل والخط الشيعي بشكل عام، المشكلة ان حزب الله يخلط بين المقاومة والسياسة يدخل الساحة السياسية منافساً ومزاحماً خطيراً لكل القوى والتيارات كشيعي ينافس ويزاحم السنة والدروز والمارون وكمعارضة ينافس الحكومة والسلطة وفي كل الأحوال والحالات يبرز حزب الله ورجال المقاومة اطهاراً مطهرين يحتكرون لأنفسهم وذواتهم المقاومة والوطنية والاخلاص والتضحية انه الايمان في مواجهة الكفر وتاريخ حزب الله يشهد بأنه دخل في صراعات مسلحة واعمال عنف شرسة مع كل التيارات والأحزاب والاطراف اللبنانية بما فيها حركة امل الشيعية الرحم التي ولد منها حزب الله كانت المعارك الدعوية والمواجهات المسلحة بين حزب الله وحركة امل كان ميدانها الجنوب.. حزب الله-الطاهر المطهر- مارس الاغتيالات السياسية والتصفيات الدموية طالت شخصيات فكرية وسياسية وثقافية هذا قبل سنوات واليوم حزب الله يدرب الميليشيات المسلحة وفرق الموت الإرهابية في العراق وتحديداً جيش المهدي-عجل الله فرجه الشريف- ومنظمة بدر- عجل الله زوالها القريب، لقد قطع حزب الله اشواطاً كبيرة وعلى اصدقائه واعدائه اعادة قراءة هذا الحزب وتأسيسه ومراحل تطوره وتبدل خطاباته وادواته وشعارات واهدافه حزب الله من المقاومة إلى الممانعة ومن المعارضة إلى المواجهة ومن النصر إلى القصر ومن بنت جبيل إلى البرلمان ومن البقاع إلى السرايا الكبرى ومن الضاحية الجنوبية إلى قصر بعبدا!!.
