كتب/ عبد الوارث النجري
الفكرة جميلة لكن من لا خير فيهم استغلوها اسوأ الاستغلال، وجعلوا من موسم قدوم السياح إلى المحافظة- الموسم الزراعي- موسم للهبر والكسب الغير مشروع وتحقيق المزيد من المصالح الشخصية البحتة تحت مسمى «مهرجان سياحي» لكن هذا العام وبسبب المهرجانات الناجحة التي اقيمت مؤخراً في عدد من المحافظات، افتضح اصحاب المصالح الخاصة في إب وكشفت سوءة مخططاتهم التآمرية باسم المحافظة وما حباها الله من خضرة تكسوا الجبل والوادي، مما جعل المتتبع يسأل ماذا حققت إب للسياحة والاستثمار خلال الخمس السنوات الماضية وماذا جنت من تلك المهرجانات السابقة؟!.
المهرجان السياحي الأول لمحافظة إب كان عام 2003م في حصن حب التاريخي مديرية بعدان، وفي المهرجان تم التحدث عن تقدم مجموعة من رجال المال والاعمال للاستثمار في المحافظة ولكن لم يتحقق شيء من ذلك، وفي مهرجان حصن حب وعد وزير الثقافة السابق «الرويشان» بترميم الحصن ولكن لم يتحقق شيء من ذلك، وكذلك هو الحال في مهرجان إب السياحي الثاني «ظفار-السدة» تم التسول باسم المهرجان وصرفت ملايين الريالات ووعد الوزير الرويشان «وما أكثر وعوده» ببناء دور ثاني لمتحف ظفار ولم يتحقق شيء من ذلك بل ان في مهرجان ظفار تكفل مستثمر قطري من اصول يمنية باقامة مشروع استثماري سياحي متكامل في منطقة ظفار ولكن قيادة المحافظة وقفت حجر عثرة امام ذلك المشروع وقد طلبت من ذلك المستثمر تقسيم ذلك المشروع ليقام بعض منه في مديريات اخرى غير مديرية السدة ومنطقة ظفار الامر الذي جعل ذلك المستثمر يعود من حيث اتى وإلى غير رجعة وكذلك هو الحال في المهرجان السياحي الثالث والذي اقيم في مديرية المشنة «المدينة القديمة».
ومن المهرجان الثالث في إب القديمة إلى المهرجان الرابع في مدينة جبلة عاصمة الدولة الصليحية فلم تستفد هذه المدينة التاريخية من مهرجان 2006م سوى اقامة مدرجات في النادي لغرض اقامة حفل المهرجان الذي تم فيه تغيير السلام الوطني إلى جانب ما تم رصفه من بعض شوارع المدينة ومن يزور مدينة جبلة اليوم يجد معظم شوارعها لا تزال بدون رصف والبناء الحديث شوه معالمها التاريخية وطابعها المعماري والمجاري لا تزال اكبر عائق وهم لدى ابناء المدينة ومسجد الملكة اروى بأمس الحاجة إلى الترميم، خاصة وان الجامع الكبير يخضع لمسألة الترميم منذ خمس سنوات مضت ولا تزال مجاري المدينة تمر عبر المجرى جوار اساس الجامع، متحف جبلة هو الآخر صار آيلاً للسقوط ولا يوجد في مدينة جبلة فندق سياحي أو مطعم سياحي مما يضطر الزائر لها العودة إلى مدينة إب أو إلى مدينة تعز، لا توجد في مدينة جبلة حديقة أو منتزه فماذا قدم ذلك المهرجان لتلك المدينة التاريخية وماذا قدمت قيادة إب ومهرجاناتها للسياحة والاستثمار إلى هذه المحافظة الجميلة؟!.
ومن مهرجان جبلة إلى مهرجان إب السياحي الخامس 2007م وهنا يجب علينا الوقوف امام كلمة معالي وزير السياحة يوم أمس الأول ونضع تحتها الف خط لقد قال الاستاذ نبيل الفقيه في كلمته التي القاها أمس الأول في جامعة إب بمناسبة تدشين المهرجان «ان المهرجان اذا اخذ طابعه الرسمي والخطابي تفرغ من محتواه» وليس هذا فحسب بل ضرب الوزير لقيادة إب مثالاً بمهرجان صيف صنعاء بأن ايراداته لهذا العام وصلت إلى «80» مليون ريال فكم وصلت ايرادات مهرجانات قيادة إب وهي السباقة في اقامة المهرجانات وتعالوا بنا نكشف طرق واساليب قيادة إب في تسويق مهرجاناتها.
1- في كل مهرجان تقوم اللجنة التحضيرية باستقدام العشرات من مندوبي القنوات الفضائية ولا يتم التطرق لمهرجانات إب السابقة في اي قناة من تلك القنوات ونتحدى قيادة إب لو قالت عكس ذلك واثبتت لنا غير ما قلناه سوى ما تم التطرق له في قناة «العربية» بالمهرجان الثالث حول الزواج السياحي.
2- تعتمد قيادة إب في اقامة مهرجاناتها على التسول من الوزارات والتجار في المحافظة وخارج المحافظة ولا يعلم اي شخص عن مصير ايرادات هذه المحافظة كل عام؟!.
3- تعتمد اللجنة التحضيرية للمهرجانات على اقامة الاحتفالات الرسمية واستدعاء الوزراء والمسؤولين في حفل التدشين لغرض الاعلام ولكن في بقية أيام اسبوع المهرجان تلغى معظم البرامج أو تقام برامج لا علاقة لها بالترويج السياحي وجذب السائح وعلى سبيل المثال برنامج المهرجان السياحي الخامس المقام حالياً في مدينة إب اليوم الأول افتتاحات وتدشين لدورات بيئية وثقافية لا نعلم بماذا تخدم السائح وتجذبه للبقاء في مدينة إب وفي بقية الأيام اما صباحيات شعرية أو مسابقات ثقافية أو ندوات رسمية كلها برامج ديكورية لا تخدم السائح والسياحة والاستثمار السياحي لا من قريب ولا من بعيد ومن خلال الاطلاع على برنامج المهرجان لا نجد سوى بعض المعارض المقامة في الاستاد الرياضي التي يمكن ان يستفيد السائح منها خاصة وهناك عرض لبعض المأكولات الشعبية والملابس والادوات والاواعي الفخارية ولكن نجد تلك المعارضة مهمشة من قبل لجنة تحضير المهرجان.