عبد الفتاح البتول
Albatool@yemen.net ye
بصورة قوية وجماهيرية اقام حزب التحرير عدة احتفالات ومهرجانات كبيرة وحاشدة في بعض الدول تحت شعار الخلافة قادمة ويريد حزب التحرير من هذه الاحتفالات والفعاليات الاشارة لوجوده وانتشاره المحدود والغير مؤثر ولا ملموس دوره ووجوده في الساحة الدعوية والفكرية والسياسية.
وحزب التحرير جماعة اسلامية دعوية يتبنى الدعوة لاقامة الخلافة الإسلامية معتمداً الفكر والثقافة اداة ووسيلة للتغيير واصلاح الأوضاع وعودة الحياة الإسلامية عن طريق اقامة دولة الخلافة ومفهوم وطريقة اقامة الخلافة لدى حزب التحرير غاية في العجب والغرابة، حيث تقوم الفكرة لديهم على جانبين الجانب الأول التوعية والتثقيف بالفكر والثقافة الإسلامية وخاصة فيما يتعلق بالخلافة واهميتها، الجانب الثاني الكسب ولشخصيات نوعية ومؤثرة ومجاميع وانصار يحصل لديهم انقلاب فكري ثم يتم طلب النصرة والمعاونة من مسؤولين كبار وقادة عسكريين للانقلاب السياسي وتغيير نظام الحكم واقامة الخلافة فاذا تم هذا في اي بلد من البلاد الاسلامية أو العربية اصبح الأمر سهلاً بالزحف على الدول الأخرى وتغيير انظمة الحكم فيها في إطار الخلافة الإسلامية وهكذا يترك حزب التحرير كل شيء ويتجه فقط نحو -الخلافة- واقامتها بهذه الطريقة الغير معقولة ولا مفهومة وفوق ذلك فإن هذا الحزب يسقط فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصحيح العقيدة ونشر العلوم الشرعية باعتقاد ان مثل هذه الاعمال تعيق العمل لإقامة الخلافة التي من مهامها القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالإضافة إلى هذا فإن حزب التحرير يرى عدم وجود حياة اسلامية هذه الأيام على مستوى الدول والمجتمعات فالدول العربية والإسلامية غير إسلامية وهي دول طاغوتية تقوم على اساس ديمقراطي والديمقراطية في فكر حزب التحرير كفر والوطنية ومفهوم غير اسلامي، كما لا يوجد اي مجتمع اسلامي بالشكل المطلوب، ومع التشدد والغلو في تكفير الانظمة والحكام ورفض الديمقراطية والمجالس النيابية فإن للحزب آراء وفتاوى تميل نحو التفلت والتساهل الكبير ومن ذلك جواز تقبيل المرأة الاجنبية بشهوة أو بغير شهوة واباحة النظر إلى الصور العارية وقولهم بسقوط الصلاة والصيام عن الساكنين في القطب الشمالي أو الجنوبي وغير ذلك من الفتاوى المضحكة والمتناقضة ومع وجود تنظيم سري لحزب التحرير إلا انه يعمد إلى علانية افكاره وفعالياته وخاصة في النقاش الفكري والجدال الثقافي ولذلك فإن معظم افراد واعضاء حزب التحرير ينشغلون بالجدل والمجادلة وخلال ستين عاماً لم يتوقف هذا الجدال حول كيفية اقامة الخلافة ومتى وكيف يتم طلب النصرة وممن؟ وكم تستغرق فترة الاعداد والتجهيز لقيام الخلافة، في البداية ومع تأسيس الحزب ذكرت مؤسسة الشيخ تقي الدين النبهاني ان المدة 13 سنة وبعد تجاوز هذه المدة تم تمديدها إلى 13 سنة اخرى ولما لم تتحقق تم تمديدها مرة ثالثة -30 سنة- ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
حزب التحرير له انتشار كبير في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومع ذلك لا نعرف ولا نسمع ان لهم دور أو ذكر في المقاومة والجهاد وهذا أمر في غاية الغرابة فلا ادري ما وضع الكيان الصهيوني في حال اقام هؤلاء الخلافة؟!.
لا اريد ان اكون متحاملاً على حزب التحرير ولكن هذه الحقيقة المؤلمة انهم يحرثون في البحر ويصارعون طواحين الهواء لقد ناشد الكثير من الدعاة والعلماء والمفكرون في خمسينيات القرن العشرين ناشدوا مؤسس حزب التحرير الشيخ النبهاني بالعدول عن هذه الفكرة وترك هذه الدعوة ومن هؤلاء الشهيد سيد قطب الذي قام بزيارة النبهاني سنة 1953م في القدس وناقشه وحاوره مطولاً مؤكداً ان هذه الدعوة غير مجدية والفكرة غير واقعية ونه اذا اراد العمل للإسلام فهناك العديد من الجماعات والكثير من المجالات ولكن الشيخ النبهاني اصر على رأيه واستمر في حزبه وكان للنبهاني في بداية امره ميول للافكار القومية وقد ألَّف سنة 1950م كتاباً بعنوان «رسالة العرب» ثم كان النبهاني على صلة وعلاقة غير تنظيمية مع جماعة الإخوان المسلمين وفي سنة 1952م أسس حزب التحرير وتولى رئاسته وقيادته حتى وفاته سنة 1977م وكانت وفاته في بيروت التي استقر فيها بعد تنقله بين الأردن وسوريا ولبنان.
