عبد الوارث النجري
منذ قرابة عام أو يزيد والمؤامرات تحاك ضد الوطن وابنائه بشكل متواصل وبطريقة منظمة ودقيقة للغاية الهدف من تلك المؤامرات المتنوعة واحد يسعى إلى تحقيقه عدو خارجي رصد له ملايين الدولارات ذلك الهدف هو اليمن الأرض والإنسان، الأرض اليمنية بخيراتها وموقعها الجغرافي وتاريخها العريق والإنسان اليمني بعاداته وقيمه ومبادئه، المؤامرات التي تستهدف الوطن تطبخ خارج وداخل البلاد وللأسف بأياد يمنية باعت نفسها للشيطان مقابل الثراء مهما كلف الثمن الحقيقي، منذ ما يزيد عن عام نلاحظ ونلمس المد والجزر بين الحكومة وحزبها الحاكم من جهة واحزاب المعارضة ومنظماتها المدنية من جهة أخرى، تارة لقاءات وحوارات وتارة اتهامات ومناكفات والطباخين مندسون في اوساط الطرفين في الوقت الذي صار فيه المواطن العادي لاهم له ولا تفكير سوى السعي للكسب الحلال وستر الحال وتوفير المتطلبات الضرورية نجد الطرفين «حكومة ومعارضة» يسعى كل منهما لإثارة الفتنة داخل الوطن مستغلين هذا المواطن المغلوب على امره، فحكومة فاسدة تستغني عنه وتحرمه من خيرات الوطن وتفرض عليه الغلاء والظلم وتحرمه من العدالة في معظم مؤسسات الدولة ومعارضة تستغل جوعه وضجره وحيرته لتدفعه إلى تنظيم المظاهرات واعمال الشغب والمسيرات، واعداء الوطن في الداخل والخارج يتسللون إليه ليلاً لدفع المواطن المسكين إلى اعمال اجرامية مثل التفجيرات والاختطافات واثارة الفوضى واستهداف المؤسسات الخدمية مثل «المياه، الكهرباء، المدرسة، والمستوصف» مقابل حفنه من الريالات التي يتم اغرائه بها وبواسطة تلك الافكار الهدامة التي يتم غرسها في عقله، ومع ان الحكمة يمانية إلا ان من لا خير فيهم يسعون دائماً لأعمال الشر بجد ومثابرة كما يسعى المؤمن الصادق لفعل الخير، فالحزبية وحرية الرأي والتعبير والانتماء التي اختارها شعبنا كنهج في الثاني والعشرين من مايو 90م، نجد المواطن اليمني اليوم يمارسها بعقلانية واسلوب حضاري تجسد في يوم 20 من سبتمبر الماضي وعلى الرغم من اننا نجد الأخوة داخل البيت الواحد يمثلون أحزاباً مختلفة، إلا ان الاخوة لا تأثر عليهم افكار وانظمة وسياسات تلك الأحزاب التي يمثلونها على حساب عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم ومبادئ دينهم الإسلامي الحنيف والعضو الفاسد في اي حزب من الأحزاب وقاعدته الشعبية وكذلك هو العضو العميل والخائن مهما ظل متستراً داخل الحزب أو التنظيم، فالوطن وخيراته وامنه واستقراره فوق أي عمل حزبي، وكذلك هو الحال بالنسبة للقبيلة التي بدأت ابواق الشر تتحدث عنها وتسعى لإثارتها بعد تشكيل ما يسمى بمجلس التضامن الوطني.
فاذناب العمالة والارتهان اعينهم صاحية ما دامت السيولة القادمة من الخارج اليهم مستمرة تحت عدة مسميات، وما داموا مندسين في كافة المرافق الحكومية والمدنية، بل ان بعضهم وصل إلى مواقع قيادية عليا في تلك المرافق، فما ان نشبت حرب صعدة حتى سعت تلك الحثالة لتوسيع الهوة وتأويل اسباب الحرب وربطها بالزيدية وغيرها بهدف اتساع الحرب وامتدادها إلى كافة محافظات الجمهورية واستمرارها لأكبر وقت ممكن، وكذلك عندما تم اثارة موضوع المتقاعدين ومستحقاتهم سعت تلك العقول الخبيثة لتسييس القضية وربطها بالوحدة الوطنية، والأمن والمناطقية وغيرها واليوم ها هي تلك الانفس المريضة ذاتها تسعى لبث سمومها بين اوساط القبائل اليمنية التي كانت ولا تزال اهم عناصر تحقيق الثورة المباركة سبتمبر واكتوبر بل وكانت أيضاً العمود الفقري للوحدة الوطنية فالقبيلة التي تسعى عناصر الظلام من خلال اشعال الحروب القبلية لن تستطيع تلك الأنفس الظلامية اختراقها والنيل من صفاتها الحميدة، وعلى كل فاننا نجد ان المواطن اليمني العادي مثلما قدم مصلحة الوطن على المصلحة الحزبية فانه ايضاً سيقدم مصلحة الوطن على القبيلة ايضاً، باعتبار ان الوطن فوق الجميع، والمواطن العادي وهو يمثل السواد الأعظم لأبناء الوطن لا يمكن ان ينجر وراء اشخاص يستغلون الحزب أو القبيلة أو اي مسمى آخر لتحقيق مصالح شخصية بحتة على حساب الوطن وخيراته وأبنائه.