عبد الوارث النجري
اجتماع مطول يضم قيادة الحزب الحاكم وحكومته المبجلة اجتماع طارئ غير اعتيادي يتطلب منه الخروج بحلول جدية وناجعة لأوضاع متمردية يمر بها البلد ويتجرع مرارتها السواد الأعظم من ابناء الوطن، في ظل قيادة حكومة تفتقد إلى خطط وبرامج هادفة حتى البرنامج الانتخابي لفخامة رئىس الجمهورية هو الآخر بحاجة إلى نوايا صادقة كلما نجدها لدى الأشخاص والجهات المعنية بتنفيذه، الاجتماع الذي عقدته حكومة مجور مع قيادات «الحزب الحاكم» وترأسه فخامة رئىس الجمهورية رغم اهميته وحساسية التوقيت إلا انه لم يتمخض عن هذا الاجتماع سوى الخروج بتوجيهات الرئىس بصرف مرتب شهر للعاملين في الوحدات الإدارية والجيش والأمن، وكأن حكومة مجور واعضائها وقيادة الحزب الحاكم وبطانة الرئىس قد أوجدت بهذا الراتب كافة الحلول للمواطن بمواجهة الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها وفي مقدمتها غلاء الأسعار، بل انهم بهذا الإجراء اصبحوا يتوهمون بأن الراتب الذي تم صرفه العام الماضي قبيل شهر رمضان المبارك وقبيل الانتخابات الرئاسية والمحلية التي اجريت في سبتمبر الماضي، ان ذلك الراتب كان له دور رئىسي في فوز الرئيس وغالبية مرشحي المؤتمر في الانتخابات السابقة، هذه القيادات في الحكومة والحزب الحاكم وبعد مرور عام لم تدرك انه لولا اجراء الانتخابات الرئاسية والمحلية في وقت واحد لما حصد الحزب الحاكم تلك المقاعد في المحليات وفي ظل المتغيرات الاقليمية والمحلية التي نشهدها اليوم وكذا المخططات التآمرية التي تحاك ضد الوطن صبحاً ومساء من قبل اعداء الوطن في الخارج واذنابهم من رموز العمالة الإمامية والانفصالية في الداخل، التي تخلق المشاكل والأزمات داخل البلاد مستغلة كافة الظروف والاختلالات لتجنيدها في خدمة مخططاتها التآمرية في ظل ذلك كله لم يدرك الحزب الحاكم وحكومته المبجلة بأن راتب شهر واحد للمواطن لا يعني شيئاً امام غلاء الأسعار والمتطلبات اليومية في كل منزل واذا استطاع الموظف البسيط والجندي ان يواجه متطلبات شهر رمضان المبارك بذلك الراتب فلماذا سيواجه متطلبات الأشهر الاخرى في ظل تلك الظروف الصعبة؟! وماذا عن العامل في القطاع الخاص والعامل في الحراج، والشريحة الفقيرة من ابناء الوطن الذين لا يجدون من يعولهم؟ هل ستوفر فتات صندوق الرعاية الاجتماعية للفقراء والمساكين متطلبات الشهر الكريم؟! اذا كان كبار رموز وقيادات الحزب الحاكم ومسؤولي الحكومة من وزراء ووكلاء ومدراء عموم لديهم مصادر أخرى، جراء المخالفات والفساد المالي والإداري الذي يعشعش داخل كافة المرافق الحكومية، فيجب النظر إلى الموظف البسيط والجندي والعامل والفقير والمسكين الذين لا يوجد لهم اي مصدر سوى مرتب آخر الشهر أو كف الرحمن واذا كان رموز الحزب الحاكم والحكومة هم المستفيد الوحيد من ذلك الفساد والسعي للمراوغة والتضليل باسم الحزبية وغيره فإنه من الواجب الوطني على بطانة فخامة الرئىس ان تكشف له حقيقة الوضع المأساوي الذي صار يعيشه المواطن العادي جراء فساد هؤلاء ومخالفاتهم وغلاء الأسعار وغيرها وان مثل هذه الحلول الآنية غير مجدية لإصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية داخل البلاد، فالحلول الجدية والناجعة لتلك الأوضاع لن تكون بواسطة الخطب الجوفاء والاجتماعات والكلام فقط، بل هي بحاجة إلى تطبيق ذلك على الواقع من خلال اصلاح البيت من الداخل وتطهير الحزب الحاكم والحكومة وكافة المرافق الحكومية من العناصر الفاسدة والمريضة والمندسة ذات المصالح الشخصية البحتة، ومن ثم العمل على استصلاح الأراضي الزراعية وانعاش القطاع الزراعي ببناء السدود وفق الدراسات والاحتياج لا عن طريق المحاباة والاهتمام بالزراعة ليس من خلال استيراد المبيدات والسموم الخطيرة على الجميع دون استثناء وترك العمل الحزبي جانباً ليس هذا قيادي مؤتمري وهذا معارضة، ما دام أي عمل أو اجراء مخالف يمس اقتصاد الوطن خاصة وان هناك احزاب معارضة فاشلة في برامجها وانشطتها لا هم لها سوى المعارضة والسعي لتحقيق كل ما يخدم نشاطها الحزبي وقياداتها دون عمل أي مراعاة لمصلحة البلاد واقتصاده.