عبد الفتاح البتول
Albatool@yemen. net ye
بينما يحتفل الشيعة الإثنى عشرية بليلة النصف من شعبان حسبما يزعمون بمناسبة مولد الامام الغائب والمهدي المنتظر يحتفل بعض المسلمين من أهل السنة بهذه الليلة- الشعبانية- باعتبارها الليلة المباركة الوارد ذكرها في سورة «الدخان» في قوله تعالى «إنا انزلناه في ليلة مباركة» واذا كانت بدعة الشيعة شنيعة لأنهم يحتفلون بميلاد شخص لم يولد اصلاً ويحجون إلى مدينة كربلاء الغير مقدسة بمسيرة مليونية وحشود جماهيرية وشعائر وافعال ما انزل الله بها من سلطان، وهذه البدعة الشيعية ليست غريبة على القوم الذين يحتفلون ويعزون في كل شهر مرة أو مرتين ولا يتوبون ولا شك ان الناس قد اصابهم الملل والضجر والاستياء من الاحتفال بميلاد هذا الامام والعزاء والبكاء لوفاة ذلك الامام وطوال الف ومائتين سنة، انه مسلسل مضحك ومحزن في نفس الوقت وشر البلية ما يضحك.
والمؤسف حقاً ان يفهم بعض اهل السنة- الليلة المباركة بأنها ليلة النصف من شهر شعبان هذا الفهم الذي يخالف صريح القرآن وصحيح السنة، وهذا الفعل للأسف الشديد يقوم عليه ويشجعه الكثير من العوام وغالب الصوفية والتعامل مع ليلة النصف من شعبان بأنها الليلة المباركة بدعة في الدين وخطأ في التدين وغش في التصور ولنا ان نعود إلى نص الآية ومنطوقها ومفهومها فالله عز وجل يقول «انا انزلناه في ليلة مباركة» فما الذي انزله الله في هذه الليلة انه القرآن الكريم!! والقرآن وفق النص القرآني نزل في شهر رمضان «شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن» اليست هذه الآية مفسرة ومبينة للآية السابقة، والقرآن يفسر بعضه بعضا، أن هذه الليلة المباركة ليست ليلة النصف من شهر شعبان ولا الشعبانية وانما هي ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر!! انها الليلة التي انزل الله فيها القرآن «إنا انزلناه في ليلة القدر» يقول الأمام الشوكاني: ان هذه الليلة المباركة هي ليلة القدر لا ليلة النصف من شعبان لأن الله سبحانه اجملها في سورة الدخان وبينها في سورة البقرة وسورة القدر ويضيف الشوكاني قائلاً فلم يبق بعد هذا البيان الواضح ما يوجب الخلاف وما يقتضى الاشتباه انظر فتح القدير ج4 ص570 واما كون هذه الليلة مباركة فبسبب نزول القرآن فيها ويكفي هذه الليلة شرفاً وقدراً نزول هذا القرآن يقول ابن عباس رضي الله عنهما: انزل الله القرآن في ليلة القدر في رمضان وفي ليلة مباركة، واما قوله تعالى «فيها يفرق كل امر حكيم أمراً من عندنا انا كنا مرسلين» ومعنى هذا كما ذكر المفسرون ان الله سبحانه وتعالى يكتب في هذه الليلة التي هي ليلة القدر ما يكون في السنة من حياة وموت وبسط وقبض وخير وشر وغير ذلك، وبيان هذا الذي هو مكتوب سابقاً في اللوح المحفوظ وفي هذه الليلة يتم نسخ ما قدر الله ان يكون ويحدث في السنة القادمة من اللوح المحفوظ وانزله في هذه الليلة المباركة التي فيها يفرق كل امر حكيم.