لميس الحبشي
يؤسفني كثيرا ويحزنني ان اجد مجموعة لا بأس بها من المسلمين يكرسون جهودهم للتقليل من شأن الدعاة وتصيد أخطائهم وتضخيمها بدلا من التماس العذر لهم فهم بشر مثلنا يصيبون ويخطئون، والأجدر بالمسلم ان يكثف جهوده للبحث عن عنوان الداعيه الذي اختلف معه ومن ثم نصحه مباشرة اذا كان يهتم لأمر المسلمين، اما تشويه سمعته في الجرائد والمجلات ووسائل الاعلام فلا احسبها الا غيبة يرفضها الله ورسوله، وهي معول هدم يفت في عضد الأمة الاسلامية وتقوى اعداء الاسلام ولا تخدم احدا سوى المشروع الصهيو - أميركي الذي تحدث الاخ مطولا عنه مدعيا ان الاستاذ عمرو خالد هو الذي يروج له وليس المقالات التي تقذع في علماء الأمة مثل مقالته!!!
سيدي الفاضل نحن لاننكر عليك حق الاختلاف في الراي مع هذا الطرف او ذاك ولكن للاختلاف اصول واخلاقيات ولايجدر بنا ان نكون مدفعا رشاشا مصوبا نحو صدور دعاتنا الأفاضل، ومن اخلاقيات الاختلاف ان لاتدعي بأن هذا الداعيه «ولاشك ينتمي للمشروع الأميركي الثقافي السياسي» فهل شققت عن قلبه ليأتيك هذا اليقين؟ نحن أمة تحتاج إلى من يبني لا من يهدم، وهؤلاء الدعاة الجدد لهم الفضل بعد الله في تقريب قلوب ملايين الشباب المسلم الى الله ناهيك عن دخول اعداد غفيرة اخرى في الاسلام حتى اصبح الاسلام - ولله الحمد - الدين الاكثر انتشار في العالم في زمننا هذا فهل اذا ما أخطأوا حملنا عليهم بخيلنا ورجلنا ما لم نحمل على المطربين والراقصين، والمشعوذين. لقد سامح الامام احمد بن حنبل الخليفة المعتصم الذي اساء اليه وعذبه وكان السبب ان المعتصم ارسل جيشه لنصرة تلك المرأة المسلمة التي صاحت وامعتصماه. فوجد الإمام في قلبه صدرا سليما محبا ليسامح من اساء عليه رغم قسوة الاساءة بسبب عمل خير قام به من آذاه، وعلى علمي ليس بين الأستاذ عمرو خالد وبينك عداوة فالرجل ذو كلام رصين ومهذب وربما هذا احد اسباب سطوعه فلم تجد في نفسك كل هذا العداء له، الا يتسع صدرك لرأي يخالف رأيك؟ الا يشفع له عدد من اهتدى بسببه؟ ثم هل امنت من غضب الله ان كان الله يحبه؟