علي الخديري
لا اخفي عليكم بأن القنوات الفضائية العربية المتخصصة ببث الأغاني الشبابية لها قوة جاذبية للبالغ الراشد مثله مثل الشاب الطائش الذي تحلى له الفرجه المصحوبة بالحذر من كبير البيت والخوف ان يعاقب عكس الكبير صاحب السلطة المنزلية. وامام تلك القنوات الغنائية الراقصة لا يستطيع المرء مقاومة الفرجه فنجده يستجيب لما يغرية من اجساد شبه عارية تظهر مفاتن وخصال الراقصات والرقص الحامي الوطيس، فيقول المرء ان لم اشاهد ما هو امامي اليوم قد لا اشاهده بكرة وهي فرجه ببلاش والحقيقة يا مخمسين إننا مساطيل اصبحنا على دراية لما يعتمل بناء من غزو ثقافي لعقولنا وبواسطة اياد عربية غزت بيوتنا ففي قمر نايل سات نرى العجب ونكذب على انفسنا ونحن نقول في مجالسنا هذا حرام. هذا عيب كل تلك مظاهر تخفي وراءها الحقائق. فلا يحق للعربي والمسلم بالذات بإن يحلم ان يخلف علماء في وسط بيئي وإجتماعي معقد يعبره الغرب متخلف ولأننا العرب المسلمين ثقافتنا ثقافة مشرعة ومحدودة التصرفات ومازاد عن ذلك تجاوز وحرام وجاء الانفتاح الكفري والثقافي علينا ليحطم قيود الكبت دفعة واحدة دون ان نمر بمراحل إنتقالية تعطينا وتعطي اولادنا الحرية في الانتقاء والتمييز بين الرديء والجيد فأصبح كل ما يبث مرغوباً والمصيبة ان هناك قنوات فضائية عربية تبث اغان شبابية راقصة اغرائية وفاضحة الاجساد استوقفني عدد من الأغاني التي تغنيها نانسي عجرم وميريام فارس ورويدا وهيفاء وهبي وشرين عبدالوهاب وسعد الصغير الذي يجرب البلح والعنب ويحب الفاكهة ويموت في الموز والمانجا. وغيرهم من الفنانين والفنانات العرب الذين وجدتهم في قمة الكسب الرخيص والسخرية لجاهزيتهم للعرض والطلب وطالما وصلنا في الأغنية الشبابية العربية والرقص الشرقي إلى هذا الأسلوب المقزز الغير محتشم فليس بعيداً ان تلجأ هذه القنوات التي تنفذ سياسات غربية مستوردة مدفوعة الثمن مقدماً إلى بث ما هو افضع من اغان فيها ثقافة جنسية كتلك الأغاني التي تبثها قناة «BIB» للأغاني العربية وقناة «TV5 MONDEORI ENT» الفرنسية الموجهة خصيصاً للوطن العربي في القمر نايل سات وهي قناة ثبت ما بين الحين والآخر افلام واغان يقشعر لها بدن المؤمن النظيف. ان اولادنا في مواجهة حقيقية مع الخطر لأن الغرب علينا انتصر لأن العرب والمسلمين حسبوها غلط في غلط خرجوا الاستعمار من الأبواب واكتفوا ولم يفكروا بتحصين النوافذ التي عاد ليدخل منها محتلاً للعقول وآسراً للقلوب وصعب أن نكون مطمئنين دون العودة للتفكير بالمخاطر التي حولنا ولا نعرف لماذا هكذا تشدنا؟.