عبد الله الكامل
بقليل من التأمل، الموضوعية يمكن ان نستقرئ الاسباب التي تعيق عملية البناء الحضاري وتحول دون قيام النهضة التي نقفل نوافذها في الوقت الذي نغني أنا شيدها كل يوم وهذه الاسباب يمكن ذكر بعضها كأمثلة وشواهد على ما يحدث في حياتنا في الحكم او في المعارضة اوفي الممارسة اليومية لأفراد المجتمع بنسب متفاوتة كالتالي:
عندما يحدث الخطأ وتقع المشكلة لا نعترف بها أولاً وإذا اعترفنا بها نسبناها إلى الغير على شكل تهمة او نضعها في خانة المؤامرات والأمثلة على هذا الفعل كثيرة ومتواكبة ومتراكمة فمثلاً:
في المدرسة الاساسية عندما يكتشف بعض مدراء المدارس ان طالباً او مجموعة من الطلبة يتسربون في فترة الراحة ليقوم المدير بارتكاب أخطاء اكبر من أخطائهم فيمنع الراحة على الجميع.
وعندما رأي القادة السياسيون أن بعض التجار يتلاعبون بالأسعار ذهبوا بعيداً فأعادوا التصرف بسلعة القمح إلى جهة حكومية واحدة هروباً من خطأ ارتكبه بعض التجار.
وهذا ينطبق على جميع إداراتنا في الدولة وعلى تفكير بعض فقهائنا فعند ما يحدث استغلال السياحة من قبل البعض الوافد إلى البلد نجد بعض المتحمسين بدون وعي إلى تحريم فكرة السياحة من اساسها وقد يرتكب البعض من هؤلاء حماقة فيقدمون على اعمال تزهق ارواح بعض السواح تحت مبرر الانتصار للقيم في ظنهم أو إغلاق نافذة يدخل منها الانحراف الاخلاقي ونجد الوالد في البيت اذا رأى القنوات الفضائية والانترنت تتضمن مواد مخلة بالأخلاق والسلوك القويم يعتمد إلى تحريم استخدام التكنولوجيا ومنعها عن اطفاله واقفال باب كبير من ابواب المعرفة والتقدم والتفوق العلمي وبعض العائلات تمنع الفتيات من الدراسة الجامعية لسبب نادر قد يحدث من قبل منحرف او اثنين وكم هي الأمثلة في حياتنا خصوصاً السياسة حيث نرى حرمان بعض الوزارات لكافة منتسبيها من بعض الحقوق والسبب يرجع لوجود عناصر موظفه قد لا تتفق سياسياً مع الحزب الحاكم او مع حزب الوزير او المدير وتحرم جميع الموظفين نكاية لبعضهم.
وعندما يرتكب عنصر او عناصر خروقات او افعال تمس الثوابت الوطنية او يتجاوزلوائح النظام عموماً فإن الحكومة تقوم بمتابعة منطقة هؤلاء العناصر أو قبائلهم أو عائلاتهم وتحرمهم من مشاريع خدمية او تتخد ضدهم تعسفاً يخرج عن اطارالعقاب القانوني المشروع وتنطبق هذه الممارسات على الأنظمة العربية عموماً فكم صادرت حريات وكم حرمت كفاءات من العمل تحت ذريعة مخالفتهم للنظام أو اختلاف الميول السياسي وكأننا عموماً نحمل كنانة على ظهورنا مليئة بأسهم التهم والتخوين والتكفير الديني والسياسي نقذف كل من لا يروقنا ونقذف كل من له صلة ربه وهذه صفة همجية لاتقيم مشروعاً حضارياً ولا تبني وطناً.