;

الهوية الثقافية الوطنية في وسائل وأجهزة إعلامنا وصحافتنا المحلية 1-2 1337

2007-09-16 07:15:20

«نظرة تقويمية نقدية للأستاذ/عبد القادر سلام حيدر الدبعي»

أن أنظمتنا العربية والإسلامية حتى الآن لم تتنبه إلى الخطورة المتمثلة في امتلاك الوسائل الإعلامية من الطاقات والإمكانات والإغراءات وقوة التأثير الإعلامية الخطيرة التي قد تهدم وتشوه وتغير حقائق وثقافات وقيم وأخلاق والواقع يجسد الكثير من مثل هذه الأمور ولم تعد مقتصرة فقط على توجيه الرأي العام والتحكم به وتشكيلة حسب الأهداف والمقاصد التي رسمت ووضعت من أجل تحقيقها وإنما تحولت من توجيه الاهتمامات إلى زراعتها وصناعتها ومن ثم قيادتها واليوم تمكنت وسائل الإعلام المختلفة من احتلال العقول والعواطف والهويات والزمن، وأنت قد تقود الإنسان من عقله، وقد تقوده من هواياته وغرائزه ورغباته لأن بعض تلك المحطات الفضائية أصبحت أقرب ما تكون إلى علب الليل التي تعمل، على إشاعة الانحلال الخلقي وتدعو لثقافة الاستهلاك ومسخ القيم والأخلاق ومثل هذه الممارسات تأتي وتدخل على الناس تحت تسميات كاذبة وخادعة وبراقة مثل الحرية الشخصية والحرية الفكرية التي تسوق المنكر والفساد والاعتداء والتعدي على حدود الله، هو الذي سوف يؤدي إلى الذوبان وانعدام روح المقاومة، وافتقاد الذات، وتحضير القابلية والتمكين لامتداد وانتشار وهيمنة الآخر المعادي.

كما أن إلغاء الحدود السياسة والجغرافية بين مختلف الأمم، الذي يمارسه الإعلام اليوم، والقفز من فوقها، واحتلال الفضاء وإرسال الصواعق من فوق الرؤوس، وتحريك الزلازل وتفجير البراكين من تحت الأقدام، قد أدى إلى إنتاج نوع من الاستنساخ الثقافي والإعلامي فأصبحت معظم الأنظمة والأمم إنما تمثل في حقيقتها مرآة عاكسة للدولة الإعلامية والثقافية الأقوى التي لا يقف أمامها شيء، ويُفلسف لذلك بطروحات بدأت تسود وتحاول أن تؤصل باسم العولمة والعالمية والإنسانية، وما لها من المشترك الإنساني شيء، وما لها من حوار الثقافات شيء فهي ليست أكثر من حوار مع الذات بقوالب إعلامية مغرية، وليست أكثر من الجبرية الإعلامية لثقافة الغالب والتمكين لها.

فلا عجب والمشكلة الأساسية تكمن في بعض وسائل الإعلام العربية التي تستورد التقنيات والبرامج والأشخاص، ومن ثم تحسب الشحم فيمن شحمه ورم، فتعيش على الورم والانتفاخ، وتظن أنه نمو وسمنة طبيعية فتسيء لنفسها في استعمال هذه التقنيات، فتتحول إلى وسائل لهذا الثوابت والقيم، وكسر الموازين، واغتيال مواثيق الأمة وأعرافها وعاداتها والاعتداء على حرماتها وتقاليدها باسم حرية الرأي، وتنتهي هذه الحرية المدعاة كما هو مخطط لها، لتصنيع النافذة التي يدخل منها الأخر المعادي، ومن كل ما سبق ومن هذا المنطلق كان ولا بد لوسائل إعلامنا الوطنية والعربية من أن تقوم بدورها في التحصين الثقافي والتوعية الحضارية وتعمل على تقديم النماذج التي تبني الشخصية الوطنية والعربية والإسلامية ببعدها العالمي وتحمل الرسالة وتتحفز على الاقتداء (والأدلة) أكثر من أن تحصى في التعامل مع الإعلام الغازي بأشكال تشعر الأمة بالاستفزاز والتحدي نتيجة ما تتلاقاه من القنوات المعادية وعلى نحو يجعلها مؤهلة أمام هذا التحدي متمثلاً في قدرتها على تجميع وحشد طاقاتها للدفع بالقائمين على أمورها بغية إيجاد إعلام يبصرها بمعالم الطريق المنشود ويتجاوز العثرات والمخاطر المنصوبة لها ويشعر الأمة بالاستفزاز والتحدي ويسهم بصمودها وليست تكسير أسلحة الأمة وإلغاء حدودها الفكرية والثقافية لتُمكن من مرور الأخر، وقد تكون أداة للأخر فتبرز العمالة الإعلامية والثقافية والاقتصادية تطور الدولة التاريخي.

{ دور الإعلام في الحفاظ على الهوية

فإننا إذا ما أردنا الحفاظ على هويتنا الثقافية اليمنية العربية الإسلامية علماً وعملاً وحرصنا كل الحرص على ثقافتنا والعمل على تفعيل دورها في مختلف المجالات وفي أوساط جميع الفئات فإنه لا بد لنا من الاتفاق على منهج علمي واضح الرؤية، محدد الملامح للنشاط الإعلامي، تلتزم به كل أجهزة إعلامنا، ببعدنا عن المناهج والطرق والبرامج وأساليب النظريات الإعلامية الغربية المستوردة ويحقق لنا السيادة على فضائياتنا العربية المختلفة.

وليس بخافي على أحد الصعوبات التي يتعرض لها كل من يعمل في هذا المجال، وذلك للحساسية المفرطة التي تكتنف الجهود والأبحاث في مجال الثقافة والهوية الوطنية العربية الإسلامية دون رفض منا للتعامل أو الأخذ من الأخر، ولكن دون أن ننقل كل الإنتاج نقلاً آلياً مرددينه بصورة ببغاوية

ولا يغيب على أحداً منا الأثر الكبير والخطير لوسائل الإعلام على الرأي العام، مما دفع بالدول الكبرى إلى السعي والتسابق من أجل الهيمنة على تطوير الأدوات والوسائل الإعلامية لتكون رأس حربة لخدمة أهدافها ومصالحها وهذه الهيمنة لم تقتصر على اتجاه أو فرع، بل أتخذ أساليب ووسائل مختلفة لتحقيق الأهداف المرسومة.

لذا فإننا نجد بأن شبكات الاتصال العالمية تتمركز في يد بارونات الاحتكار للإمبراطوريات الإعلامية والاشتراك والانتساب لها يقتضي دفع المبالغ المالية الطائلة، الأمر الذي يعزز ويقوي قبضة الدول المتطورة على احتكار مصادر المعلومات الأمر الذي أتاح وسهل للدول المتقدمة أيضاً فرض رؤيتها على دولنا العربية والإسلامية، وذلك بغرض تحكمهم بالمعلومات وصناعة وسائل وأدوات البث وأجهزة الإعلام ولا نغفل دور وخطورة ازدهار ورواج الوسائل والقنوات الدولية التي تدعو للرذيلة وتعتمد على إفساد أخلاق الشباب وللأسف فإننا نجد بأن الكثير من هذه الفضائيات يمولوها رأي لا صلة لأصحابه بالعروبة والإسلام سوى الإرث والاسم فقط مع غياب وتخلف أجهزة إعلامنا الوطنية العربية المتردية أو في أحسن الأحوال المقلدة وكلاهما شر، وما يخدمنا هو ما نبدعه ونخترعه بما يتناسب ويتكيف مع عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا وهويتنا الوطنية.

ولقد أردت الغوغائية الكثير من شباب اليمن والأمة العربية والإسلامية والإمكانيات ودمرت الكثير من الجهود وبعثرت الكثير من التضحيات ودفعت الكثير من الشباب إلى الجهاد والموت تحت رايات عمياء وحماس كاذب وتحريكات يغلب عليها عمى الألوان.

وأخطر من ذلك كله أنها ألقت بالتبعية والمسئولية بعد ذلك على هؤلاء الشباب المغرر بهم، وشكلت من استعجالهم وحماسهم وعدم وعيهم دون التفتيش عن المسبب الحقيقي ومن كان وراء ثقافة الاستعجال وحالة غياب الوعي وصور الحماس المردي فما أحوجنا اليوم إلى تجربة تقوم بتحديد الأخطاء والتبصير بالطريق وتلغي العصمة وتعود الأفراد على النقد والتقويم والمراجعة واستعادة القدرة البشرية الغائبة لقيادات العمل وعدم الخوف والتأهب من فتح باب الاجتهاد والابتكار والاختراع، ذلك أن التستر على الخطأ مع الأسف الشديد صار ثقافة وأصبح له سادة متخصصون ببحث لم يعد مقتصراً على مجالات العمل الجماعي وإنما أنعكس على ثقافة الفرد وممارساته في شتى المجالات المختلفة.

وقد بدأ الإنسان يدرك لماذا يطلب زعماء وقادة ومشايخ الثقافة الذرائعية النظر دائماً إلى الخارج، وتحريم محاولات النظر إلى الداخل على الرغم من ادعائهم وخطبهم وكتاباتهم أن عمليات الإصلاح والتغيير تبدأ من الداخل، من النفس وبدأ يدرك حقيقة توجه علماء الإصلاح إلى الأمة قبل أن يتوجهوا إلى الدولة، وتمحور اهتمامهم بالنظر في خطورة فساد العلماء وقادة الفكر والمثقفين واعتبارهم هم السبب، أكثر من اهتمامهم بفساد الحكام والأمراء باعتبار أن فساد قادة الرأي هو الفساد والتوجه نحو إصلاح المبادئ والعقائد والأفكار أكثر من توقفهم عند فساد الأشياء والآثار.

وازدواجية المعايير الأمريكية والمتأمركة خير شاهد على هذه الازدواجية فبالأمس ممن كانت تطلق عليهم تسمية المجاهدين، تجدها اليوم قد غيرت تسميتها لهم بالإرهابيين وإذا ما قتل طفل فلسطيني صهيوني فتعده نوع من أنواع الدفاع عن النفس وإذا ما قام فلسطيني بقتل محتلاً غازياً، قالت بأن هذا عمل إرهابي، وما أكثر الشواهد والدلائل على الكثير من ازدواجية المفاهيم والمعايير والكيل بعدة مكاييل لدى الأميركان، كما نجد في الجانب الأخر، أن الإعلام الغربي تجده يسلك نفس المسلك الأميركي وللأسف الشديد يتبع ذلك الإعلام العربي.

كما أن وسائل الإعلام والمواد الإعلامية المقدمة بصفة عامة تجعلنا نفتخر في أحيان كثيرة بإصدار صحف ودوريات ومجلات ثم نعجز عن ملئها وتحريرها والمحافظة على استمراريتها وانتظامها الأمر الذي جعلنا نقوم بتقديم وتخصيص مساحات إضافية لثقافة الآخر ، ونكون بعملنا هذا قريبين جداً من المرأة المستوصلة التي تستعير شعر غيرها وتوصله بشعرها، فتحاول الظهور على غير حقيقتها متوهمة بأنها قد نجحت، بينما هي في قرارة يقينها تعلم بأنها تخادع نفسها.

والوضع نفسه ينطبق على مجال البث الإذاعي والتلفزيوني فنسمع ونرى عدد من المحطات والإعلان عن ساعات طويلة من البث، بينما إمكاناتنا في حقيقة الأمر لا تلبي ولا تغطي ذلك، مما يضطرنا للاستنجاد بالأخر لملئ الفراغ.

وفي اعتقادي فيما يتعلق بالبعد الإعلامي أنه لا يقتصر على وسائل الإعلام المختلفة فقط ولا على ما يطرح من خلالها من برامج وفقرات متنوعة حيث تحاول أن تتعاطى وتمتد لتغطية جميع جوانب الحياة من ثقافة وسياسة واجتماع وتربية واقتصاد وفلسفة وغير ذلك وتستخدم جميع الأساليب، بحيث أصبحت قادرة على اختزال الحياة وطي المسافات واستدعاء الأشخاص وإشراكهم بالعطاء كلاً من موقفه وكان من الجدير بالقائمين على أجهزة الإعلام أن يكون الإعلام بديلاً عن كل شيء ويصبح المصدر الوحيد للتلقي والتثقيف ، وهو يتطلب أضخم وأكبر الإمكانيات وأرقى الخبرات ومختلف التخصصات وخلاصتها. أقول أنه على الرغم من كل ذلك فإن الأبعاد الإعلامية تمتد لتشمل جميع مجالات الأنشطة الذهنية والفكرية والثقافية والفنية كلها كما نشارك في بنائها العقائد والأفكار وتصب في خانتها أدبيات الأمة جمعاء بكل مدارسها وكلياتها ومعاهدها وجامعاتها في مختلف العلوم والفنون والآداب، حتى أن مخزونها التراثي الذي يعتبر ويعد بحق المنجم الحقيقي للعملية الإعلامية يحتل خانة أساساً في الكيان الإعلامي الشامل ومن هنا تبدو الخطورة واضحة عندما تتحول وسائل الإعلام لضخ فكر الأخر المعادي وتصبح مجالاً لامتداد هذا الأخر، وأن كانت وطنية في جغرافيتها، إلا أنها غريبة وغربية في هويتها، لذلك فإن المسئولية عن القضية الإعلامية هي مسئولية تضامنية عامة ومشترك وكل في موقعه ومن خلاله، ولا يُحرم أحد كائناً من كان قدره، وليس بغريب ولا بالمستغرب أن نعرف حجم المساحة المخصصة للمواد الإعلامية التي تخصصها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بما يزيد عن (90%) من البث الإعلامي العام على مستوى العالم كله، والذي بات يشكل القرية الإعلامية المسكونة بإعلام الدولة الأقوى والمتحكمة، وأن عصر الهيمنة على الأثير قد بدأ عقب عصر الهيمنة واحتلال أفغانستان والعراق والصومال والمحاولة على السودان وغير ذلك من البلدان.

ولن أجانب الحقيقة إذا ما قلت بهذا الصدد بأن دولنا العربية والإسلامية أنما تعيد التجربة التاريخية الفاشلة على مستوى الجانب الإعلامي من جديد فكما كانت في الماضي والحاضر تستورد التجارب السياسية والاقتصادية والثقافية، الأمر الذي أدى إلى تكديس وتكريس التخلف والاعتماد على الأخر، وبالرغم من زيادة كمية الاستيراد الأعمى والإيداع الذي حال وعاق مجال طرق باب المحاولة والابتكار وكان نتيجة لكل ذلك أن أضاعت الأمة في ذلك أجرها وعمرها وثروتها، لأنها حاولت أن تعيش على المظاهر الكاذبة والخادعة وتقف على أقدام وأشياء الأخر، والحال نفسه فيما يتعلق بالمسألة الإعلامية اليوم.

وقد أجريت العديد من الأبحاث العلمية في مجال حقول مختلف وسائل الإعلام والاتصال وتوصلت هذه الأبحاث إلى أن لكل وسيلة من هذه الوسائل مقدرة خاصة بها فيها يتعلق بالإقناع وتتزايد أو تتناقص التأثير عن غيرها وذلك بحسب المكان والظرف التي تتحكم في نشاط كل وسيلة على حدة وطبيعة الجمهور التي تخاطبه والبيئة الاجتماعية والثقافية، والجمع بين وسيلتين من وسائل الإعلام يحقق تأثيراً فاعلاً وتزداد عدد المزايا، ولكل وسيلة من وسائل الإعلام قدرات تمتاز بها عن غيرها وهذا يعني إن نجاح الاتصال يترتب عليه حسن اختيار الوسيلة المناسبة والوقت والمكان المناسب للوصول لتحقيق الهدف المنشود.

فلو أخذنا مثلاً :

1- التلفزيون : لوجدناه يجمع بين الصوت والصورة واللون والحركة وبذا تكون مقدرته في التأثير على حاستين من حواس الإنسان وهما : حاسة السمع وحاسة البصر، كما أنه يقدم للناس معلومات جديدة على المستوى الوطني أو العالمي، كما يعمل على توسيع مخيلتهم ونظرتهم للحياة بشكل أبسط وبطريقة مشوقة، كما أنه عندما يقوم بمناقشة أو معالجة القضايا الاجتماعية القائمة في المجتمع فإنه يعمل على إثارة الأحاسيس والوعي بهذه القضايا والتفكير في كيفية إيجاد الحلول لها، والأبحاث التي تدل على أن تأثير التلفزيون تفوق تأثير وسائل الاتصال الجماهيرية الأخرى.

2- الراديو : وسيلة اتصال كبيرة فهو يستطيع تقديم الأخبار سريعاً ويخاطب كل الفئات والطوائف بغض النظر عن اختلافات المستويات الثقافية والعلمية وهو أقدر على مخاطبة الناس في أي زمان ومكان وكذا تفوقه في خدمة جمهور أثناء أداء الأعمال ويتميز الراديو بقدرة على جذب المستمع. والسيطرة على اهتمامه وذلك من خلال استخدام المؤثرات الصوتية والموسيقية وأساليب الحوار بالإضافة إلى مقدرته على تحقيق المشاركة الجماعية في الاستماع لبرنامج معين.

3- الصحافة : تتيح للقارئ قراءتها وقت ما يشاء وفي أي وضع يريد، كما تعطيه حرية أكبر في التخيل والتحليل والتفسير وهي إضافة إلى كل ذلك تمتلك المقدرة على مخاطبة الجماهير النوعية وذلك من خلال الإصدارات المتخصصة والموجهة إلى مختلف الفئات والأعمار.

4- السينما : لديها قوة استهواء مباشرة للجماهير وغني عن البيان أن عادات الممثلين على الشاشة سرعان ما تنتشر بين الشباب من شديدي الحساسية للاستهواء.

5- القنوات الفضائية : لقد أضافت هذه القنوات بعداً جديداً في حقل الإعلام والتواصل الجماهيري وذلك من خلال الشبكات العالمية التي تمتاز بسعة الانتشار والقدرة على الجذب والسرعة في توصيل الرسالة وهي بهذا يكون لها الدور المؤثر في تغيير الآراء والأفكار وبذا فهي وسيلة من وسائل تحقق وانتشار المعرفة العالمية وتتجاوز عنصري الزمان والمكان والأقمار الصناعية تعد الثورة الخامسة في عالم الاتصال الإنساني وذلك بعد الثورة الأولى والتي تتمثل في اكتشاف الكلمة المنطوقة وتمثل الثورة الثانية في اختراع الكتابة أما الثورة الثالثة فقد تمثلت في اختراع آلة الطباعة والثورة الرابعة نتجت عن اكتشاف وتطور الإلكترونيات والتي ولدت معها الهاتف والبرق ثم الراديو والتي أعقبها نقل الصورة بخطوط المواصلات السلكية ثم بعد ذلك تحركت الصورة على شاشة السينما وصاحبها الصوت ثم كان التلفزيون وعرضت صوراً متحركة ناطقة للأحداث عند وقوعها.

وقد أصبحت وسائل الإعلام في المجتمع الراهن تؤدي وظائف على درجة كبيرة من الأهمية تتمثل في تزويد الأفراد بالأخبار والمعلومات وتقديم التحليل والتفسير لهذه القضايا وإضافة إلى ذلك فأنها تؤدي دور التعليم والإعلان والعلاقات العامة والترفيه والتفاعل بين مختلف وسائل الإعلام وبين المجتمع يسهم إسهاماً فاعلاً في تطوير المجتمعات ويبشر بولادة الدولة العصرية، أي أن هذه الوسائل باستطاعتها تقديم أفضل الخدمات أو أسوأها الأمر الذي يتيح للناس أفصل فرص المعرفة والتعليم وتساعد كذلك على نشر المعلومات العلمية والحياتية لمسافات بعيدة ولمجموعات كبيرة من الناس، كما تنقل خبرات وتجارب المجتمعات الأخرى، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه بأي طرق أخرى وما يهمنا هو كيفية الاستفادة واستثمار هذه الوسائل والأدوات وتلافي السلبيات.

التي قد تنجم عنها والتي قد تضعف من إيجابياتها، وهي من أهم روافد تشكيل الفكر والثقافة وبناء الرأي العام وتحديث أنماط الحياة في مجتمعاتنا الراهنة.

ومن كل ما سبق فإننا نجد بأن الإعلام اليوم أصبح المظلة التي تتحمل مسئولية تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي وذلك بعد أن تحول إلى أداة مسئولة يجب أن تعمل بوعي من أجل خدمة التنمية والعدل والتثقيف وحل الصراعات والثأرات والعنصريات الاجتماعية داخل المجتمعات.

ويجب أن نوجهها لتؤدي الدور التربوي للقيم الأخلاقية الإيجابية وتقوية الإيمان بديننا الإسلامي وإعلاء قيم المحبة والتسامح والسلام الإنساني وواجبنا أن ننبه إلى أهمية وخطورة هذا الدور وأهمية وضرورة الأسرة في وضع الخطط المدروسة لإنتاج البرامج المتعلقة بهذا الدور وفي هذا المضمار من أجل جذب الشباب وتوجيههم التوجيه السليم وإلا تخطفتهم ووجهتهم وسائل الخصم إلى تحقيق أهدافه وتدمير بنيتنا الوطنية العربية والإسلامية ومحو ثقافتنا. دور الأفلام والمسلسلات البرامج التقيفيةأما فيما يتعلق بالأفلام والمسلسلات التلفزيونية والتي يتم بثها عبر مختلف الفضائيات العربية والأجنبية وما خلفته من حطام للقيم والأخلاق التي سعت جاهدة من أجل هدمها ولا تزال تعبث في عقول شبابنا وأطفالنا على امتداد ساحتنا العربية والإسلامية، ونحن لا حول لنا ولا قوة في مواجهة أو تفنيد ما يتم بثه لنا، والعجيب أن بعض من الكتاب في الصحف والمجلات لم تعمل على نقد أو كشف خطورة ما يتم طرحه، بل أننا نجدها تهدئ من روعنا وتقلل من مخاوفنا وتبشرنا بأن الفضائيات هذه لا تحمل أية مساوئ كما نتوهم وليس هناك ما يمس العقائد والمبادئ والقيم والثقافة والتاريخ، ولكننا مجتمعات لم تتعود على الرأي والرأي الأخر، هذه هي مبرراتهم التي من خلالها يتم غزونا وتدمير ثقافتنا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد