عبد الفتاح البتول
Albatool@yemen.net ye
انه لمن حسن الطالع ان يأتي الإعلان عن تأسيس المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل متزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك، شهر العلم والمعرفة وشهر القرآن والبينات، وهذا المركز مركز «منارات» للعلم والبحث والاستراتيجيات والتاريخ والحضارة، تاريخ العربية السعيدة وحضارة قحطان وسبأ وحمير، وطن الآثار والتراث والموروث، ان الإعلان على هذه المنارة الجديدة والخطوة العظيمة يأتي استجابة لمتطلبات الحاضر ودراسة التاريخ واستشراف المستقبل واستراتجياته، ان الدراسات التارخيية في اليمن ما زالت بكراً وخصبة وتحتاج لتنقيح وتمحيص وتحقيق واخراج، لقد تعرض التراث الفكري في اليمن لمحاولات طمس وتهميش وتجاهل وتشويش، وإلى يومنا هذا مازال معظم التراث والمؤلفات والمصنفات في غياهب المجهول وخاصة الاجزاء المفقودة والمغيبة من كتاب «الاكليل» لمؤلفه لسان اليمن واستاذها الحسن بن احمد الهمداني، والقائمون والمؤسسون لمركز «منارات» وعلى رأسهم وفي مقدمتهم الأستاذ علي محسن صالح يدركون تماماً حجم المسؤولية واهمية السعي من هذا الاتجاه وان الإعلان والشروع بمركز بهذه الأهمية والابعاد الثلاثية التاريخ والحاضر والمستقبل، انه تحدٍ كبير وعمل عظيم، يأتي في الوقت الذي يقوم البعض بإثارة الفتن والقلاقل ويقوم البعض الآخر بالتمترس وراء كيانات قبيلية متعصبة، وتيارات سلالية عنصرية، وشتان بين البناء والهدم، «افمن يمشي مكباً على وجهه اهدى امن يمشي سوياً على صراط مستقيم»، لقد آن الاوان للدرسات الاستراتيجية والأبحاث التاريخية ان تغادر مواطن الفردية والسلبية وتتجه نحو العمل الجمعي والفعل المؤسسي مع الاستمرارية والفعالية والحيوية، ولا شك ان وجود مناظل كبير ووطني قدير ومثقف وقائد بمكانة ودور الاستاذ علي محسن صالح لا شك ان لذلك اثر كبير في جدية هذا المركز واعماله وعطاءاته فعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم، والمشاريع الكبيرة لا يقوم بها إلا الرجال الكبار، والوطنيين الأخيار والأحرار، ومن المؤشرات الطيبة والموافقات الهامة ان يأتي اشهار مركز «منارات» من شهر سبتمبر وعلى مقربة احتفالات شعبنا اليمني العظيم بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر، وهكذا تتزامن المناسبات العظيمة وتتعانق الأعمال الكبيرة، وتأتي المنارات في شهر الهدى والبينات وشهر التضحية والثورات في سلسلة من الأعمال الصالحة والقربات النافعة والمحافظة على الثوابت الدينية والوطنية، وتمتزج الأجواء الإيمانية مع الدراسات التاريخية والمناخات القرآنية مع الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، لقد كان لليمنيين دور كبير وجهد عظيم في نشر راية الإسلام وترسيخ وتوطيد الدعائم الحضارية والفكرية والثقافية للشريعة الإسلامية، ومما سيقوم مركز «منارات» بتقديمه في هذا السياق والاطار، انه ومن خلال توجهاته واتجاهاته سوف يردم الهوة المفتعلة بين ما هو إسلامي وديني وما هو وطني وقومي، واظهار وابراز الابعاد والمعالم الشرعية والحضارية للمشاريع الوطنية والجمهورية والوحدوية ومحاربة ومكافحة المشاريع الصغيرة والاصغر مشاريع الطائفية البغيضة والطبقية الممقوتة والانفصالية المرفوضة وكل دعوات ومشاريع الهدم والتخريب والاثارة والفتنة التي تستهدف اليمن دولة وحضارة وتاريخ وثقافة وعقيدة وشريعة وسلطة ومعارضة وعلى الجميع ان يأخذوا حذرهم قبل ان يأخذوا اسلحتهم، ويقفون صفاً واحداً ضد كل الدعوات الشيطانية والافكار الابليسية والمخططات الاميركية، والخطط الطائفية والتوجهات الانفصالية، والثقافة المناطقية وعلينا جميعاً الاعتصام بحبل الله والتمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واستلهام المعاني العظيمة والكبيرة من شهر رمضان المبارك، وان نجعل من ايامه منارات ومن لياليه هدى وبينات، وكل عام والجميع بخير وعافية وبلادنا وسائر بلاد المسلمين بأمن واستقرار وتطور ورخاء.
