;

الطبقة العاملة العراقية تواجه قانون النفط الاستعماري 869

2007-09-22 06:50:18

بقلم : زياد أبو شاويش

Zead51@hotmail.com

دمشق في 21 / 9 / 2007م

يصادف يومنا هذا السبت 22 / 9 / 2007 التجمع العمالي الحاشد الذي تعد له الطبقة العاملة العراقية وعمال النفط على وجه الخصوص ، والذي يبدأ التاسعة صباحاً بميدان التحرير في بغداد الصامدة ، احتجاجاً على النشاط المشبوه الذي يقوم به عملاء الاحتلال وأذنابه ممن يسمون أعضاء في مجلس النواب العراقي المصطنع .

إن من لا يعرف تاريخ الطبقة العاملة العراقية سيدهش من هذا التوجه الذي ربما لا يتوافق مع سعي العمال لتحسين أحوالهم المعيشية ... وهو ما يدعيه عادة دعاة الخصخصة ومروجوا السياسات الأمريكية في المنطقة والعالم .

وقبل أن نسترسل لابد أن نوجه تحية اعتزاز وتشجيع للمناضل العمالي البارز صبحي البدري الذي يقود هذا التحرك من أجل مصلحة الشعب العراقي بأكمله وليس فقط عمال النفط .

إن خلفية ما يقوم به هؤلاء لا تعود لمنافع شخصية أو أغراض مشبوهة كما يفعل سكان المنطقة الخضراء ، بل لان الأمر يتعلق بالكرامة الوطنية والهوية العربية للعراق الجريح ومن أجل التناغم مع ما يقوم به إخوتهم في المقاومة ، والتي أوشكت على تحقيق النصر ودحر الاحتلال عن أرض العراق الأبي .

من منا لا يعرف قانون النفط الذي تعمل الإدارة الأمريكية ليل نهار على إقراره بأيدي عراقية ؟

من منا لا يفهم الأسباب الحقيقية لهذا النشاط الأمريكي المحموم والعملاء لتكريس هكذا قانون ؟؟؟؟؟..... من منا لا يرى في إقرار أي شيء تحت الاحتلال وخصوصاً هكذا قوانين إهانة لكل العراق ولكل شعب يناضل من أجل الحرية والاستقلال ؟ .

إن هذا القانون يعني حرمان الشعب العراقي من أهم مصادر قوته وعيشه ويرهنه بيد الاستعمار وشركاته الاحتكارية ، الأمر الذي عجزت عنه الإدارة الأمريكية طوال عقود من الضغط والمجابهة مع العراق وحكوماته المتعاقبة .

لقد تم إقرار قانون وطني لاستثمار النفط في عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وهو القانون رقم 80 والذي أعطى للعراق مساحة من الحرية في إدارة ثروتها النفطية ، لكن تآمر الشركات الأمريكية النفطية ذات الاحتكارات الواسعة وبالتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية نجحت في إسقاط هذا القانون ، ليعود الزعيم القائد الشهيد صدام حسين ليقر قانون أكثر عائدية وأكثر إزعاجاً للإمبريالية الأمريكية هو قانون التأميم الذي شكل ضربة موجعة للشركات النفطية خصوصاً الأمريكية والذي أبقى الزعيم العراقي البعثي هدفاً لسهام الغدر والتآمر والتشويه .

إن قانون التأميم المقر في الأول من حزيران عام 1970 قد مثل في حينه النموذج العربي الأصيل للتحرر من التبعية والهيمنة ، كما مثل العزة والكرامة للشعب العراقي الأبي ، ونحن في هذا المقام نوجه لروح الرئيس الشهيد صدام حسين تحية الحب والوفاء وله من شعبه وطبقته العاملة كل التحية وكل الوفاء .

ان هؤلاء الأسود الذين يلتقون غداً من أجل إسقاط القانون المهين إنما هم أحفاد أؤلئك الأبطال من عمال النفط الذين قدموا نموذجاً يحتذي في كيفية التصدي للظلم والافتئات على حقوقهم ، هؤلاء الذين قاموا بإضرابهم الأشهر في كور باغي بكركوك منتصف القرن الماضي ، والذي كان موجهاً بالأساس ضد شركات احتكارية ناهبة وسارقة كشركة ستاندر أويل أوف نيوجرسي

وشركة شل الأمريكية ، كما كان ضد حصة المستثمر كول بنكيان التي يأخذها من نفط العراق بغير وجه حق .

إذن هؤلاء الأشبال من أؤلئك الأسود ، وهم يؤكدون اليوم ولاءهم لشعبهم ولامتهم ويتصدون بأجسادهم وأرواحهم إن اقتضى الأمر لقانون يتعاون كل الأوغاد في هذه اللحظة لفرضه على الشعب العراقي ، تحقيقاً لرغبة سيدهم الأحمق في البيت الأبيض الأمريكي .

إن كل الأمة مطالبة بدعم هؤلاء ، وان الطبقة العاملة في وطننا العربي الكبير مدعوة في هذا اليوم الأغر لوقفة كرامة تمنح من خلالها عمالنا في العراق فسحة عربية لأمل الغد المرتقب بالتخلص من كل القيود المفروضة عليهم سواء بقانون النفط الجائر والمتعدي على حقوق العراق أو بغيره من قوانين الاحتلال التي لا تستهدف سوى مصلحته .

يا عمالنا العرب ويا مناضلينا الأحرار في كل مكان نتطلع لدعمكم ونصرتكم لإخوانكم العمال في عراقنا الشامخ ، وليكون يوم غد السبت الموافق 22 / 9 / 2007 يوماً للكرامة العربية .... يوماً للعزة العربية .... ويوماً للشهداء العظام الذين رووا أرض العراق الطاهر بدمهم الذكي ، وفاءً وتقديراً وعهداً على تحقيق النصر .... المجد لشهداء العراق وفلسطين وكل شهداء الأمة .

النصر للمقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية ، وفي كل بقعة من وطننا العربي ... الخزي والعار للعملاء والخونة من مسوقي قوانين النهب والسرقة . ولشعبنا العراقي وطبقته العاملة أسمى آيات الاحترام والتقدير ... وإنهم لمنتصرون بإذن الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد