عزيز بن طارش سعدان
إذا كان الكثير يعرفون الأسباب التي تدفع بأعداءنا إلى محاربة الإسلام بكل وسيلة من وسائل الحرب فإن الشباب أو الأجيال الناشئة تحت مظلة النفوذ المعادي لهذه الأمة في حاجة إلى توضيح كامل ووعي شامل يكشف لهم بصراحة آفاق مستقبلهم التي يمكن لهم ان يجابهونها وجهاً لوجه على الرغم مما يفرضونه أولئك الأعداء أو عملاؤهم من الإضرار بالمجتمع الإسلامي والتغليف لأفكار الشباب بتوزيع اللوم وتوجيه الانتقاد إلى صلب الإسلام الحنيف المؤدي إلى تأخره عن ركب الحضارة وزعزعة الثقة بقدرات هذا الدين القويم على تحمل أعباء النهوض الإنساني المعاصر ورسم التصورات المبيدة لخلايا الروح الإسلامي وحتى لا تنطلي على اجيالنا تلك الأساطير المضللة فلن يعرفوا أعداءهم إلا حينما يعرفون اسباب ذلك العداء اذا كان المنطق لا يحتمل معاداة احد دون أية دواعي أو مسببات ولا يصدق احد من الناس وانا واحد منهم بأن واحدة من أمم الدنيا التي تفصل بيننا وبينهم مئات الآلاف من الكيلومترات والمحيطات والقارات لا يمكن ان ترمي عداءها عبر هذه الكيلو مترات مما يجعل شرح الأسباب ضرورة أولية لاسيما امام الطلاب في مدارسهم وبالصيغة التي تتلائم مع ذوق كل منهم والأسباب كثيرة وكثيرة نسوق على هذه امثلة وشواهد فنقول مثلا اذا كانت لك روضة تنتج من بين ثمارها التفاح ومختلف أنواع الحمضيات والفواكه وكنت تعتمد اقتصادياً على مردود تلك الاثمار حينما تصدرها إلى السوق المجاورة التي لا مصدر لأهلها غير تلك الثمار فأنت المصدر الوحيد لتغطية حاجة السوق من تلك الفاكهة وفي استطاعتك التحكم في الأسعار واستغلال الارباح الباهضة التي لا توفر اقتصادك فحسب بل توفر لك بناء قوتك الرادعة لمن حولك ولمعانات المستهلكين جراء تلك النفقات فإنهم يحاولون ان يستقلوا باقامة البساتين التي تكفل لهم سد حاجاتهم وعندها تصاب بضاعتك بالكساد ويفشل اقتصادك وينقطع الدخل عنك ويغلقون السوق في وجه صادراتك فماذا سيكون موقفك من السكان وهي ستقدم لهم المساعدة والعون في ذلك أم انك سوف تسعى بكل وسيلة في سبيل عرقلة المشروع المؤدي إلى إفلاسك وهذا هو حالنا مع أعداء الإسلام فهم الباعة ونحن المشترون وهم المصدرون ونحن المستوردون وهم المنتجون ونحن المستهلكون وهم الرابحون ونحن الخاسرون نحن السوق وهم المسوقون فهذا هو السبب الأول.
أما السبب الثاني فإن البلاد الإسلامية وعلى رأسها المنطقة العربية هي مصدر رئىسي في هذا العصر لجميع الطاقات الحيوية التي ينشأ عنها عصب الحياة كما يقال وفي مقدمتها الطاقة البترولية واذا حصل العالم الإسلامي على التكنولوجيا للانتاج والاكتفاء الذاتي تحكمت الأمة في مصادرها وفقد اعداؤنا المصادر التي يعتمدون عليها صناعياً.
والسبب الثالث ان هذا الدين قوام البشرية بما يحمله من فضائل انسانية نبيلةونزيهة وبدوره سيؤدي إلى رفع مستوى الإنسان عن انحطاط الاباحية الحيوانية ويكرم البشر عكس ما يسلك الاعداء من السلوك اللاإنساني والشذوذ عن مكارم الاخلاق والشخصية العربية الإسلامية تتلقى بركات مدبر الكون بدلاً من بركات ماركس وصهيون و....الخ.
فما رأيكم أيها الاخوة في ظل الرأي والرأي الآخر أن الذي نريده في ظرفنا الذي نعيشه هو ان نطرح الموضوع ونوضح لأجيالنا وشبابنا في وطننا الاسلامي الأصيل الذين سوف يواجهون المسؤولية امام مستقبلهم دينياً ووطنياً «يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب» صدق الله العظيم.