شهاب الدين المحمّدي
- أيها الصائم هناك صيام البطن من لم يصمه فكأنه ما صام، فهل من صائم عن الحرام درع في الشراب والطعام ليدخل دار السلام.
- صح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه تغذى يوماً من الأيام ثم سأل خادمه من أين هذا الطعام؟ قال: من كهانة كنت اتكهن بها في الجاهلية فأدخل ابو بكر يده وانتفر فأخرج ما في بطنه من الطعام فرضي الله عنه ما اصدقه وأطيبه وأطهره.
- اللقمة تبقى في بطن صاحبها ويبقى أثرها مع اللحم والدم وأي جسد نبت من الحرام فالنار أولى به.
- كان السلف الصالح يعرفون من أين يأكلون فصفت أذواقهم وصحت أبدانهم واشرقت قلوبهم فلما فسد طعام المتأخرين وشربهم انطمست معالم الهدى في قلوبهم.
يقص ابن الجوزي في صيد الخاطر انه أكل اكلة من شبهة فتغير قلبه واظلم على فترة من الزمن ولذلك لصفاء قلوبهم احسوا بالتغير اما الكثير اليوم فيأكل ما اراد من الحرام فلا يرى تغير قلبه.
> للصائم فرحتان
-للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، اما فرحته عند فطره فيفرح بما انعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة وكم اناس حرموه فلم يصوموا ويفرح الصائم بما أباح الله له من الطعام والشراب والنكاح الذي كان محرماً عليه حال الصوم.
- واما فرحته عند لقاء ربه فيفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله تعالى مؤخراً كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه حين يقال اين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريانالذي لا يدخله احد غيرهم.
- للصائم اذا سابه احد أو قاتله ان لا يقابله بالمثل لئلاَّ يزداد السباب والقتال وان لا يضعف امامه بالسكوت بل يخبره بأنه صائم اشارة إلى انه لن يقابله بالمثل احتراماً للصوم لا عجزاً عن الأخذ بالثأر.