بقلم : زياد أبو شاويش
Zead51@hotmail.com
دمشق في 29 / 9 / 2007م
لا شك أن هموم الوطن وقضاياه أكبر من قصة هنا وقضية هناك ، وهمومنا نحن الفلسطينيين منذ فترة طويلة لا تحتملها الجبال بسبب من حماقة بعضنا وسفه بعضنا الآخر .
الناس في رمضان تتصالح وتتفاهم وتخاطب بعضها بالروح الإسلامية السمحة وبالدعاء للوفاق والاتحاد ونبذ الحقد والتحامل ، ويبادر الإخوة عادة تجاه إخوتهم للصفح والمغفرة والتراحم إلا نحن . تئن أجداث شهدائنا تحت التراب وتستصرخ الجميع ولا من مجيب ، فسحقاً لهذا الزمن الرديء .
لا أعرف ما هي الحكمة من مهاجمة مقر صحيفة تكتب الحقيقة أو حتى لا تكتبها !!
لا أعرف سبباً وجيهاً يدفع بعض الشباب الذين يدّعون الإسلام والحق ليفعلوا هذا !!!!
هل انتهت معاركنا مع العدو الصهيوني حتى نبدأ في حروب الردة مثلاً ؟ أم أن هكذا أفعال يمكن أن ترضي الله ورسوله ؟.
لقد فهمت من بعض الإخوة والأخبار المتداولة أن مجموعة من الملثمين (آه من اللثام وسوء اللثام ) داهموا مكتب صحيفة الاستقلال ، وأخرى داهمت صحيفة دنيا الوطن ..... وهي مفارقة غريبة وعجيبة ، لكنها تصبح مقروءة ومفهومة عندما نعلم أن قاسماً مشتركاً يجمع بينهما على اختلاف المهاجمين ، وطبيعة كل من الصحيفتين ومرجعيتهما الفكرية والسياسية .
تلك تنطق باسم حركة الجهاد الإسلامي ، وهي حركة لم يعرف عنها تعصباً دينياً أو ميلاً للتهويل والتخويف والتخوين ، ولذلك لا يعرف المرء سبباً لمهاجمتها وتحطيم ممتلكاتها سوى أنها قالت بعض الحق الذي لا يريح هؤلاء ، اللهم إلا إذا كان الأمر مرتبطاً برسائل من نوع ما أراد هؤلاء إيصالها لحركة الجهاد الإسلامي .
وفي القسم الثاني وصحيفة دنيا الوطن فالأمر مختلف ، لأنه إذا كانت الاستقلال تحرص على إيضاح القضايا من وجهة نظر الفصيل الذي تنطق باسمه ولا تخرج عن ذلك خصوصاً في الشأن السياسي والعسكري العام ، فان دنيا الوطن مفتوحة لكل شيء وتعطي الفرصة للخروج عن كل الخطوط التي يتبناها طاقمها المشرف والممولين وتتبنى خط الفرصة المفتوحة للجميع وتجاه كل القضايا والعناوين . إذن ما هو القاسم المشترك بينهما ؟....................
ربما من المفيد ترك الأمر للقارىء الكريم وللموجودين في غزة فهم أقدر على قراءة الواقع وتقديم الاستنتاج الأدق ، وأتمنى أن أسمع جواباً على ذلك .
إذن فقد وجدت تلك السيوف ذريعة لها اسمها الشمس الساطعة وهي تحب الظلام واللثام .......
وكما أذيع وسمعنا فان هؤلاء ينتمون إلى ما يسمى سيوف الحق ، وللحق لم اسمع عن أي عملية بطولية ضد العدو نفذها فصيل يدعى سيوف الحق .... نعرف عن الأخ أبو «سياف» في الفلبين ومجموعته المتمردة على حكومة يعتقد أنها رجعية ومتأمركة ، ولكنني لم اسمع عن أي حق لهذه السيوف في فلسطين ... وانتم أيها الإخوة القراء تلاحظون أني أكتب بصراحة ووضوح حول الموضوع لسببين ، الأول أنني مثلكم جميعاً مستاء وغاضب من هكذا سلوكيات وأتمنى أن تنتهي ونلتفت جميعاً لما هو أهم . والثاني أن هؤلاء لا يعرفون الحق ولا الأصول ولا الوطنية ، وأنهم من الشباب المغرر بهم ويجب أن يعاد تثقيفهم وطنياً ، وربما قومياً ليكونوا سنداً لشعبهم في محنته التي طالت وليس عليه كما يفعلون.
إن واجب هؤلاء أن يضعوا فلسطين وشعبهم نصب أعينهم ، هكذا يقول الإسلام وهكذا يدعونا ديننا الحنيف ... إنهم يخرجون عن الإجماع بهذه المسلكيات وهو أمر لا يرضي الله ورسوله.
وحتى نكمل ما بدأناه من صراحة ووضوح .. من هؤلاء ومن يدعمهم ؟ أليس لهم عم أو خال ؟
أليس هؤلاء امتداد لمن هاجموا إذاعة الشعب وغيرها من المؤسسات الإعلامية ، أقله من الزاوية الفكرية والمنهج . إن ترك الحبل للبعض للاعتداء على الصحفيين والصحافة ومنعهم من التصوير كما شاهدنا عبر الفضائيات يقدم نموذجاً لكل سيوف الباطل ويدفعها لتكرار ما فعلت ، أما الضرب على أيديهم وترك شعبنا ليقول ما شاء لأنه انضج من هؤلاء الذين يقمعونه وأكثر فهماً وعطاءً ، فهو ما سيمنع ويردع هؤلاء عن تكرار ما فعلوا .
إن كان هدف الذين اقتحموا مكتب دنيا الوطن وصحيفة الاستقلال لجمهما عن قول الحقيقة ، أو منعهما من إتاحة الفرصة للكتاب للتعبير عن رأيهم ورفع أصواتهم بما يروا أنه حق ، فقد خاب فألهم وأتوا بنتيجة معاكسة ، ومن كان ينوي مغادرة الموقع والاستقلال سيتشبث أكثر بذلك ويمنح ثقته ودعمه لهما .
إن ما جرى يمثل خروجاً عن كل الضوابط والأصول ، ويكفينا ما تفعله بنا قيادات الصدفة واللاهثين وراء السراب ... ألا يكفينا جرح القلب العميق الذي يؤلمنا كل يوم ألف مرة بسبب الصراع بين فتح وحماس ؟؟ ألا يكفي شعبنا الألف حاجز في الضفة والألف مأساة في غزة ؟
هل سوينا كل شيء وبقي علينا أن نسوي أمر دنيا الوطن وصحيفة الاستقلال ؟
ألا يكفيكم أيها المتشاطرون الملثمون تلوث المياه ونقصها رغم ذلك وانقطاع الكهرباء والمعابر المغلقة والفقر والعوز والنكد والضيق الذي يعانيه من انقطعت رواتبهم وغير ذلك من مظاهر الكارثة المقبلين عليها في القطاع حتى انبريتم للجم وتحطيم بعض طاقات النور الباقية لشعبكم؟
هل هذه رجولة أم فحولة أم وطنية ..... أم ماذا ؟ ،إنني وباسم كل الباحثين عن الحقيقة كما الحرية والاستقلال نناشد المعنيين بالأمر والداعمين لهؤلاء والحامين لهم والمحرضين أن تتوقف هذه التصرفات ويثوب العاصون لرشدهم عل وعسى يغفر لهم الناس ورب الناس . وأعلن تضامني الكامل مع دنيا الوطن وصحيفة الاستقلال.
وأخيراً وفي هذا الشهر المبارك نرفع أيدينا إلى السماء ليرتفع الظلم والجور عن كاهل شعبنا ، وأن يعود الغائبون لأهلهم ، وأن يتوقف نزيف أرواحنا الذي طال .
المجد للشهداء ...... والنصر للثورة .