;

بين أميركا وباعة الأوطان المتجولين!! 966

2007-10-11 11:09:40

بقلم/ عبد الجبار سعد

التقى المستشار السياسي بسفارة الولايات المتحدة الأميركية «جون براين» ومعه عبد القادر السقاف المتخصص في الشؤون السياسية بالسفارة مساءالاربعاء 25سبتمبرالماضي بقيادات اللقاء المشترك في محافظة حضرموت، وفي اللقاء ناقش المسؤول الأميركي كما نشرت بعض المصادر العديد من القضايا التي تشهدها المحافظات الجنوبية خاصة محافظة حضرموت والضالع، حيث أسهب في طرح العديد من التساؤلات التي تكشف عن رغبة أميركية في التأثير المباشر على المسار السياسي الذي تشهده تلك المحافظات.

****

بهذا الخبر وحده نعلم كم نحن مستهدفون من قبل الولايات المتحدة الأميركية عدوة الإنسانية العظمى .. ونعلم كم هناك من المتاجرين بأوطانهم ممَّن يطمحون إلى الحكم حتى على حساب كرامات أوطانهم فضلا عن كراماتهم التي غالبا ماعادوا يأبهون بها ..

****

وهذا يجعلنا نذكِّر دوما بحقيقتين يجب ألاَّ يغفل عنهما أي مؤمن في هذه البلاد وفي غيرها من بلاد العرب والمسلمين وهما أن هناك كتلتين بشريتين هائلتين في شمال الجزيرة وجنوبها أولهما العراق وثانيهما اليمن تمتلكان أصالة وتراثا وحضارة وعمقا إيمانيا كان لهما الدور الحاسم في كل الأحداث التاريخية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وفقا لتسميات الغربيين .. فمنهما تم تدمير دولة اليهود الأولى .. ومنهما جاءت نصرة الدعوة الإسلامية وتعاقبت الفتوحات إلى أجزاء كثيرة من المعمورة حتى بلغت أقاصي أوربا ومنهما تحررت بيت المقدس من الصليبيين ومنهما هزمت دولة فارس مرارا في التاريخ ودُمِّرت إمبراطوريتها .. ومنهما يتم كما يدَّعي الغربيون تهديد نفط العالم الذي تمثل الجزيرة والخليج ثلثيه وتهديد دولة اسرائبل التي تتحكم في عالم اليوم .. ومنهماستدمر دولة اليهود المعاصرة و ستحرر فلسطين وكل بلاد العرب والمسلمين المغتصبة بقوة الله .

****

فاستهدافهما كان وسيظل بشكل مشترك هدفاً أساسياً لأعداء العرب والمسلمين وأعداء الإنسانية وفي مقدمتهم إمبراطورية الشر العظمى الولايات المتحدة الأميركية .. و يظل الهدف المقصود هو إبعاد الثروة والقوة والنفوذ عنهما وحتى العلم .. وبالتالي تدمير وحدتهما وتمزيق كياناتهما وتفتيت دولتيهما وخلق حروب أهلية فيهما لا تنتهي أبداً.

****

لم تُفلح أميركا في العراق في فعل ذلك وحسم المعركة لصالحها بعد أن فعلت الأفاعيل حتى وصلت بكل صفاقة إلى تقديم مشروع تقسيم العراق للكونجرس الأميركي بعد أن تقدمت قبلها بمشروع تحرير العراق .. هكذا بكل صلافة وامتهان لإرادة شعب العراق وإرادة العرب والمسلمين وأصحاب الكرامة الإنسانية في كل مكان.

****

كانت أميركا قد أخرت اليمن حتى حين .. ولكنها الآن وقد استيأست من النصر النهائي والناجز الذي كانت تتمناه وتنتظره هناك في العراق ابتدعت مشروعها التدميري للمنطقة والفوضى الخلاقة لكي لا تبقي على شيء فيها فهي لم تعد تأمل في النصر ولم تعد تتوقى الهزيمة أو تتلافاها فهي قدرها المحتوم ولكنها قررت أن تدمر كل شيء وتخلف الحرائق في كل مكان ..كي يبقى النفط آمنا وتبقى إسرائيل بغير تهديد يذكر ولذا فهي تفعل في فلسطين ولبنان والصومال وسوريا وأخيرا اليمن ماتفعله كي تفجر كل شريانات الحياة والسلم والاجتماعي فيها

****

من حسن حظ الأميركان أنهم وجدوا بيئة خصبة ومناسبة في بلادنا من خلال بعض الشخوص والأحزاب الأشبه بالباعة المتجولين فالكثير من القيادات الملهوفة على الملك تسارع إلى تحقيق مآرب أميركا وتطيعها وتعمل تحت إمرتها كماهو الحال في مثل هذه اللقاءات الموبوءة .. ووجدوا تراخيا من السلطة في التعامل مع هذه المفردات التي تحركها القوى الغازية والمعادية بشكل واضح وتحت سمع وبصر الاستخبارات وكأن من حق أميركا أن تفعل ماتفعل بغير إنكار ..ولا مقاومة من أحد والعجيب أن تغيب المعارضة عن دعوة رئيس الجمهورية لمناقشة التعديلات المقترحة وتحضر مع المسؤولين الأميركيين الذين يقودون اعتصاما تهم وتحركاتهم من حضرموت وغيرها .. ويحمونها ويستحضرون الفضائيات التابعة لهم وفيهم الجزيرة الموظفة بإخلاص مع المشروع الكبير لتغطية هذه الفعاليات.

****

أميركا تتدارك مشروعا فشلت في تحقيقه في عام 94م، فشلت حينها لوجود شخصيات كبيرة في الجنوب أبت أن تحيل الصراع إلى صراع طائفي أو مناطقي وفضلت القبول بالهزيمة والانسحاب على الحرب الأهلية بين الشعب الواحد تحت أي ذريعة.. وقدكان السفير الأميركي «آنذاك آرثر هيوز» هو مهندس الحرب الطائفية في لبنان والصومال وأراد اليمن ثالثا فلم يوفق حينها رغم حرصه الشديد وهاهو يتمنى أن يوفق، الآن ينزل الدبلوماسيون الأميركان إلى كل أنحاء البلاد ويمارسون قيادتهم المباشرة ودعمهم المباشر لكل أعمال الإثارة والفوضى الخلاقة المخترع الأميركي الخارق .. ويتحمل العبء شخصيات فاقدة الإيمان والولاء للوطن وأهله، معتقدة أن ربتها أميركا ستحقق لها ماحققته لإخوانها في العراق بالذرائع والترتيبات نفسها ويأبى الله والمؤمنون ذلك..

****

أميركا في تاريخها لم تقدم إلا العون القاتل لكل أمم الأرض وهي بما تفعله الآن لا تتنصل من التزاماتها كما يحسب البعض فليس هناك التزامات يمكن أن يعتدبها .. بل وسائل تكبيل وإنفاق على العمالات .. أميركا وجدت لها طريقا للتأثير على سيادة الوطن وتفجيره من خلال هذه الوجوه الكالحة من وجوه المعارضة التي لا ولاء لها لغير بوش ومن تسميهم بمنظمات المجتمع المدني المدعومة أميركيا وغربيا .وهم سينجحون في خلق بلبلة لبعض الوقت ولكنهم أعجز عن أن يحسموا أي أمر بغير تدخل أميركي عسكري شامل، كما كان حالهم في العراق فلأكثر من ثلاثة عشر عاما وبكل وسائل التفجير والحصار والإثارة والانتفاضات لم تحرك ساكنا من النظام الوطني المؤمن وهو مازاده صلابة وثباتا في وجه مخططاتهم حتى لم يعد أمام الأميركان والصفويين إلا الغزو بكل مارافقه من جرائم وسفالات لن تمر دون عقاب بقوة الله وبسواعد المؤمنين المجاهدين الصابرين وهذا هو حال اليمن وأهله فرب ضارة نافعة ولن يتحقق لهم مرادهم إلا بالتدخل العسكري المباشر كما فعلوا في العراق .

****

ومع التدخل الأميركي فنحن المؤمنين سنكون في غاية السعادة .. فأهلا وسهلا بالقادمين مع ارتال الدبابات الأميركية .. أما بغير ذلك فلن يحقق هؤلاء الحمقى إلا اللعنة عليهم وعلى تاريخهم الموبوء بالعمالة .. على الدولة أن تسارع في حل القضايا المعلقة التي يستخدمها هؤلاء فالتوجيهات تذهب هباء وهذا أمر مخل وعلى الرئيس نفسه أن يعرف من أين يأتي التلكؤ في التنفيذ، فهذا التلكؤ وعدم الحسم والحزم في الأمور هو أحد أعمدة المؤامرة إن لم يكن العمود الأوحد، وعلى الدولة أن تتأسى بالديمقراطي بوش في تعاملها مع الدمى التي يحركها الغزو وتتأسى أكثر بصنائع بوش في العراق مثل المالكي والجعفري والصدر والحكيم .. ولتتخل عن طريقتها غير المرضية التي لم ترق لأحد من جنود الغزو .. تلك الطريقة التي تعتمد الصبر واللامبالاة وطول النفس .. فهل تفهم .. قبل فوات الأوان؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد