عبد الفتاح البتول
لم يعد غريباً ولا مفاجئاً ولا جديداً ان نرى العلامة المجاهد إبراهيم بن محمد الوزير يعزف نفس النغمة التي يعزفها العطاس والحسني ويرددها الحوثي والنوبة وباعوم، انهم يعزفون على وتر الطائفية والمناطقية، انها سيمفونية قديمة ومشروخة ورجعية وظلامية، انها القوى الظلامية التي سلخت الخيوب ومزقت الشمال، وهي نفس القوى التي حاربت وتحارب الجنوب والوحدة طوال «45» عاماً الماضية، إنها نفس الوجوه والأصوات والدعوات التي فجرت الحرب في صيف 94م واعلنت الردة والانفصال وواجهت الشعب اليمني بأكمله وفي مقدمته القوى الوطنية والإسلامية، ان واجب الوقت هذه الأيام يتمثل في الوقوف صفاً واحداً ضد الدعوات الطائفية والنعرات المناطقية والانفصالية، والتفريق بين المطالب الحقوقية والقانونية والمعيشية وبين المطالب الانفصالية والدعوات التآمرية التي تستهدف امن واستقرار ووحدة اليمن، لاشك أننا قد تحررنا من الاستبداد الإمامي والاستعمار البريطاني ولكننا لم نتحرر بعد من مخلفاتهما وآثارهما وبقاياهما فها هي القوى الظلامية من امامية وماركسية تتحالف وتتآمر على الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر وعلى الوحدة الوطنية وعلى المكاسب والمنجزات الجمهورية والوحدوية، لقد كانت وما زالت أسس ومنطلقات الثورة اليمنية إسلامية ووطنية وإسلامية، تجاوزت كل المظاهر والامراض الطائفية والمذهبية والسلالية والمناطقية والانفصالية وصحيح أن هناك أوضاعاً اقتصادية صعبة وظروفاً معيشية قاسية واختلالات مالية وإدارية وهذا ما يشعر به كل اليمنيين ويعانون منه، ويسعون لاصلاحه وتغيره، ولا معنى لأحاديث تشطر المعاناة وتغرس الانفصال وتؤسس للتقسيم فهل تقرير المصير سيحل المشكلة وهل الحديث عن قضية جنوبية واضطهاد للزيدية هل مثل هذه الاحاديث تسعى للإصلاح والتغيير أم انها مداخل للفتنة ومعالم للأزمة، اليست هذه الدعوات الباطلة من مخلفات الاستبداد والاستعمار ومن معالم التشطير والانفصال، اليست القضية اليمنية وعاء يسع الجميع والوحدة الوطنية ميداناً وساحة للمؤتلفين والمختلفين، لاشك أن المشروع الوطني الجامع والمسار الوحدوي المانع يقلق اصحاب المشاريع الصغيرة والمصالح الشخصية والمواقف الانتهازية، ان التمترس وراء شعارات مناطقية وعناوين طائفية يستهدف واحدية القضية والثورة والوحدة والدولة اليمنية ان كل العقلاء قادرون على التمييز بين معارضة السلطة والحكومة وبين مواجهة الدولة اليمنية الحديثة الجمهورية الوحدوية الديمقراطية.
ان معطيات الحاضر ودروس الماضي تؤكد وتثبت ان القوى المعادية للمشروع الوطني الجمهوري والوحدوي ما تزال تعمل وتأمل لإسقاط النظام الجمهوري وإفشال المسار الوحدوي وها هم اصحاب المشاريع الصغيرة يلتقون في القاهرة ولندن وواشنطن، لقد تشابهت قلوبهم واتفقت أقوالهم وتقاربت مواقفهم، وما تخفي صدورهم أعظم !!.
انهم لم ولن يفهموا معنى واحدية الثورة والدولة، وواحدية الأرض والإنسان وواحدية الأفراح والأتراح وواحدية الآمال والآلام، وواحدية الحاضر والمستقبل.