;

باكستان والحلاقة على الطريقة الأميركية 880

2007-11-10 05:41:31

عبد الفتاح البتول

ان ما يحدث في باكستان هذه الأيام ليس شأناً داخلياً وليس حالة طارئة، كما انه ليس مجرد احتقان سياسي، واختلاف حاد بين السلطة والمعارضة، الأمر ابعد من هذا وذاك، الأمر يتعلق بالحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية ضد ما تسميه بالإرهاب، وهي الحرب الموجهة ضد العالم الإسلامي، وما الباكستان إلا حلقة في مسلسل الدول المستهدفة أميركياً نتيجة لأحداث 11 سبتمبر المسلسل الذي بدأ يغزو افغانستان واحتلال العراق وتهديد السودان واستهداف السعودية وزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن ولبنان، منذ اللحظات الأولى التي اعقبت احداث سبتمبر 2001م واتهام القاعدة وطالبان بالقيام بمهاجمة اميركا والاعتداء عليها والولايات المتحدة عبر الخبراء والمستشارين والعسكريين والاستراتيجيين يعدون ويجهزون قائمة بأسماء الدول التي تحتل الصدارة في علاقتها بالإرهاب حسب المفهوم الأميركي وكانت باكستان والسعودية واليمن والسودان الدول المرشحة والمتهمة برعاية الإرهاب وتشجيعه وانها تمثل بيئات خصبة وملائمة للإرهابيين حسب المفهوم الأميركي طبعاً، لأجل ذلك تقود الولايات المتحدة ومع بعض الدول حرباً عالمية طويلة المدى وهي حرب عسكرية واقتصادية واعلامية وثقافية بهدف القضاء على الإرهاب والدول الداعمة له، حسب تعبير الرئىس الأميركي جورج بوش الذي اصبحت هذه الحرب قضية مركزية في سياسته واستراتيجية فقد اعطت احداث سبتمبر لجورج بوش والإدارة الأميركية مبرر التدخل في شؤون العالم والوصاية على الدول والسلطات تحت شعار من ليس معنا فهو ضدنا، ونظراً لتسارع الأحداث وخطورة الأوضاع فقد اعلن الرئىس الباكستاني مشرف تحالفه مع أميركا في محاربة الإرهاب وفعلاً استطاع بتعاونه مع الأميركيين وتقديم التنازلات لهم ان استطاع ايقاف ضرب باكستان- مؤقتاً- لقد خسر مشرف حلفاءه واصدقائه في الأحزاب السياسية والجماعات الاسلامية والتكتلات القبلية في سبيل ان يكسب الموقف الأميركي وبما يحفظ امن واستقرار باكستان وحفظ منصبه ووجوده في رئاسة البلاد وقيادة الجيش ولما كان من المستحيل القضاء على الجماعات الإسلامية في باكستان سواءً كانت معتدلة أو متطرفة وخاصة الفصائل التي ترتبط بالقبائل وتعاطف مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان وهذا ما دفع اميركا لوضع الرئىس الباكستاني امام خيارين لا ثالث لهما اما ان يسمح للقوات الأميركية بضرب وقصف منطقة القبائل والمناطق الحدودية مع افغانستان واما ان تتركه اميركا في مواجهة مباشرة مع المعارضة الباكستانية وخاصة الإسلامية التي اصبحت ترى في مشرف عدواً لها وللإسلام، وعندما رفض مشرف التدخل الأميركي المباشر في ضرب وقصف مناطق باكستانية باعتبار ذلك انتهاكاً للسيادة الباكستانية وعلامة على فشل مشرف في مواجهة الإرهاب والقضاء على الارهابيين والداعمين له، وهكذا ادت السياسة التي اتبعها الرئىس الباكستاني إلى الأوضاع الحالية، واعلان حالة الطوارئ والدخول في مواجهة مباشرة مع المعارضة التي اصبحت تجمع كل الأطراف السياسية على اختلاف توجهاتها، حتى حزب الشعب وزعيمته بناظير بوتو فقد نكثت بالعهود التي اتفقت عليها مع مشرف في مواجهة الأحزاب الإسلامية والتقليدية المهم ان الرئىس الباكستاني وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه وقد خسر حلفاءه في الداخل والخارج والأهم ان باكستان الدولة الإسلامية والنووية والصناعية والزراعية وذات الموقع والتأثير الاسترايتجي وعرضة لزلازل وانقسام وحرب اهلية وتدخلات اميركية، وفي إطار الحرب العالمية على الإرهاب وبالأصح على الإسلام.

ووفق مشروع الشرق الأوسط الكبير ومبادرة باول فإن دولة باكستان الاسلامية مثل غيرها من الدول السابقة واللاحقة معرضة للتقسيم والتفتيت إلى كيانات صغيرة وكونتات ضعيفة واذا بقت دولة موحدة فلابد ان تكون مهزوزة يقودها حاكم بمواصفات أميركية على غرار كرازاي والمالكي ومحمود عباس والمخطط الاميركي يقتضي ان تكون باكستان مليئة بالأزمات والكوارث ومحاطة بالمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وهكذا هو وضع ومستقبل بقية الدول التي تستهدفها اميركا وفي المقدمة السعودية ومصر واليمن مسخ الهوية الوطنية وشرذمة الانتماء القومي والولاء العقائدي وشرخ البعد المجتمعي مع تغذية النزعات الداخلية والجهوية والمناطقية، وبعث الصراعات العرقية والاقليات والاثنية مما يساعد على استمرار تردي الأوضاع التي قد تصل إلى درجة الانفجار والتفجير فهل نعي وندرك ما يدور حولنا وما يخطط لنا وان نعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهات التحديات الداخلية والخارجية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد