عبد الوارث النجري
سنتناول في موضوعنا اليوم انتخاب رؤساء المجالس المحلية من مدراء مديريات ومحافظين إلى جانب التطرق لأداء المجالس المحلية سواء السابقة منها أو الحالية لتقييم مبسط لهذا الاداء خلال السنوات الماضية من عمر المحليات في بلادنا بعد صدور قانون المجالس المحلية، ولنبدأ بمسألة انتخاب المحافظين ومدراء المديريات، وكما قلنا يوم أمس بأن ممثلي احزاب المعارضة في مجلس النواب كانوا يلحون على تعديل المادة الخاصة بهذا أثناء مناقشة قانون السلطة المحلية في المجلس، ولكن اغلبية الحزب الحاكم حالت دون ذلك، وبرأيي الشخصي وهذا ليس من باب التزلف للحزب الحاكم- أرى ان مسألة تعيين رؤساء المجالس المحلية سواء في المديريات أو المحافظات خلال السنوات الماضية كان صائباً خاصة وان المحليات لا تزال تجربة، فعلى سبيل المثال نجد ان المجالس المحلية سواء السابقة منها أو الحالية بعد انتخابات عشرين سبتمبر 2006م نادراً ما قامت بعض تلك المجالس بمسألة وسحب الثقة من مدراء تنفيذيين جراء مخالفتهم وان كان قد حدث ذلك فعلى مستوى المديريات فقط، اما المجالس المحلية في المحافظات فهذا ما لم يحدث البتة، على الرغم من كثرة المخالفات المالية والادارية التي تمت خلال الفترة الماضية من عمر المحليات، وهذا ليس مني بل ان تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وفروعه بالمحافظات إلى جانب تقارير اللجان البرلمانية أثناء زياراتها للمحافظات خير شاهد على تلك المخالفات، مع العلم أنه في المجالس المحلية السابقة كانت بعض احزاب المعارضة قد حصلت على الأغلبية في بعض المديريات ولكن لم نشهد انها قامت بمسألة أو سحب الثقة من مدير تنفيذ في تلك المديريات حسب الصلاحيات التي منحها القانون للمجالس ومن خلال ما سبق ترى هل كان من المتوقع ان تقوم المجالس المحلية بسحب الثقة من محافظ أو مدير مديرية؟! اعتقد ان العقل والمنطق لا يرى ذلك، واجزم بالقول ان المهتمين بشؤون المحليات يوافقوني الرأي، ومع ان مبادرة رئىس الجمهورية حول المحليات وتطويرها من مجالس محلية إلى نظام حكم محلي واسع الصلاحيات لم تتضح بعد، إلا انني اشدد على ضرورة عمل دراسة شاملة وتقييم متكامل لدور وانشطة المجالس المحلية خلال السنوات الماضية سلباً أو إيجاباً حتى يتم وضع المعالجات والحلول للجوانب السلبية ودعم وتفعيل الجوانب الإيجابي أثناء الدخول في تفاصيل نظام الحكم المحلي خاصة وان المؤتمرات العامة للمجالس المحلية السابقة قد فشلت في ذلك، اما بالنسبة لأداء المجالس المحلية خلال السنوات الماضية فلا يمكننا القول انه ناجح بنسبة «100%» ولا يمكننا أيضاً ان نقول انها قد فشلت فشلاً ذريعاً فبالرغم من وجود العديد من المخالفات والتجاوزات والاشكاليات لعدة أسباب سنتناولها لاحقاً إلا انه على اعتبار ان المجالس المحلية خلال السنوات الماضية في مرحلة التجربة للمحليات بشكل عام نجد اننا لمسنا بعض النجاحات والايجابيات لهذه المجالس، وللتوضيح أكثر تعالوا نسأل انفسنا سؤالاً هاماً وهو لماذا المشاريع التي تمت بتمويل واشراف بعض الصناديق مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية أو غيرها كالمشروع الالماني نجد انها تنفذ في الفترة المحددة بالعقد، بينما المشاريع التي تتم بتمويل واشراف المجالس المحلية في المحافظات أو المديريات معظمها تتحول إلى مشاريع متعثرة؟! حاولنا بقدر الامكان الاجابة على هذا السؤال من خلال التواصل مع العديد من اعضاء وقيادات المجالس المحلية سواء في المحافظات أو المديريات لنكتشف الاتي:
1- بعض من مشاريع المجالس المحلية كانت قد نزلت مناقصاتها مركزياً قبل تشكيل المجالس وكذلك هو التمويل وبعد انتخابات المجالس المحلية الأولى قامت الوزارات بتسليم تلك المشاريع للسلطة المحلية في المحافظات على ان يتم استكمالها من الموارد المحلية، وهو ما عجزت عنه السلطة المحلية في المحافظات وبالرغم من مرور سبعة أعوام على السلطة المحلية إلا ان بعض تلك المشاريع لا تزال متعثرة إلى يومنا هذا.
2- قلة الاعتمادات المخصصة للمجالس المحلية في المديريات إلى جانب سوء الفهم الإداري لقيادات بعض تلك المجالس وكذا عدم المام وفهم الهيئات الإدارية الأخرى في مجالس المديريات لقانون السلطة المحلية ولوائحه التنفيذية والمالية وغيرها، كان لذلك أيضاً دور في تعثر مشاريع السلطة المحلية في كثير من المديريات فمثلاً مديرية ما نجد اعتمادها المخصص للمشاريع مبلغ خمسة مليون ريال، يقوم المجلس المحلي والهيئة الإدارية بانزال مناقصة لمشروع وحدة صحية بمبلغ عشرة مليون ريال، وخلال العام نفسه يقوم مدير المديرية بتكليف مقاول لبناء مدرسة بمبلغ «15» مليون ريال أو مشروع شق طريق أو غيره الأمر الذي يتسبب في تعثر مشاريع السلطة المحلية.
