;

اعتصامات الخارج اليمني .. وخطوة المؤشرات 1046

2007-11-28 07:25:45

عزمت قيادات وشخصيات في الشهور الماضية على تثوير الداخل اليمني من خلال تبني قضية الانفصال رسمياً، وإدخالها ضمن أجندة العمل السياسي العالمي، رغم ان السياسة العالمية تعرف مؤمنة إيمانا مطلقاً منطلقات الفكر السياسي اليمني الحديث وقد وقفت معه طويلاً ولذا كانت تلك المحاولات التي تنادي بالانفصال محض ادعاءات واقتراحات لا تستند إلى واقع ما مما جعلها تشعر بالانكسار لعدم شرعية قضيتها ورغم تتابع الأحداث في الشق السياسي الداخلي إلا ان هناك شخصيات مازالت تحمل رؤية الانفصال وتحاول طرحها بين الفينة والأخرى في أي محفل دولي حتى تستطيع العثور على الموافقة في إقلاق الشأن اليمني.

وعبر حضور سياسي الشهر المنصرم في اعتصام الولايات المتحدة، اظهر العديد من سياسي الخارج رؤاهم إلا أنها باءت بفشل ذريع لأن السلطات الأميركية لم تستجب لتلك النداءات.

ويأتي إعلان هذه الشخصيات من إقامة اعتصام لأمريكيين متجنسين هم شخصيات من أبناء الجنوب إمام البيت الأبيض مثارً آخر لنفس الأهداف الماضية التي يقومون بها لكن هذه الاحتجاجات تأتي مع العيد الأربعين 30 نوفمبر 1967م وحتى يكون هذا اليوم من الأسئلة والتصرفات لدى أبناء الجنوب. من حيث إعادة المفاهيم العاطفية في قضايا ثورة الجنوب.

وإعلان ذلك في أميركا إنما يأتي رغبة في الوصول إلى تدخل في الشأن اليمني لأن أميركا هامة تسير سياسات العالم العربي ولأنها حاضنة الديمقراطية في أمريكا يتم :-

1- صناعة القرار.

2- التأثير والضغط على الحكومات العربية.

3- تجير المطالب خارج إطار القضايا.

ونظراً لعلاقة اليمن بالنظام الأميركي فإن هذه الممارسات تسعى إلى ان تضرب المصالح والشراكة بين البلدين لكي تقف أميركا موقفاً معادياً للنظام اليمني ومن ثم بدأت أميركا التعرف فسوف يكون عبر هذه الشخصيات حينما شاهدت مراحل العلاقة تطوراً عالياً بإسهامات الرئيس/ علي عبدالله صالح.

ولأن الديمقراطية اليمنية بحاجة إلى مزيد من الدعم والإشراف فإن الإجراءات السياسية اليمنية تعي تماماً دور النظام في علاقاته الخارجية العالمية وأن السياسة اليمنية تمتاز بدينامية حيوية وعلاقات ثنائية جيدة سواءً الجوار أو العالم الغربي.

واعتصام أمريكا له أهدافه ومطامعه التي ترتبط بقضايا شخصية محصنة فمازال بعض رجال الإعمال في الخارج يؤلبون الخارج على النظام الداخلي اليمني وينقلون صورة مشوهة لممارسات الحكومة اليمنية برغم ان الحكومة اليمنية اتخذت الإجراءات السياسية اللازمة منذ قضايا المتقاعدين إلى قضية المواطنة وتحسين الأوضاع وان كانت هذه التطبيقات رهينة التنفيذ.

ويعرف هؤلاء الأشخاص ان الاعتصامات تبحث عن المطالب والحقوق في وجه الحكومة اليمنية أما الانحراف بهذه المطالب إلى مناح أخرى يؤثر سلباً إذا ان التفرقة والانفصال من أخطر الرؤى والمطالب غير المشروعة . وما بين اعتصامات الخارج واعتصامات الداخل رؤى وتباينات فهناك اعتصامات في الداخل لها مطالب عديدة وهناك في بعض المحافظات لها مطالب البحث عن حق المواطنة والحصول على الخدمات إذا أصبحت الاعتصامات قضية التوفير من الطراز الأول إما قضية الجنوب والبحث عن استقلاله فينبغي ذلك ان شخصيات الخارج اعتصاماتها تؤكد اعتصامات الداخل التي تسعي في مسارات أخرى.

رغم ان اعتصامات أميركا توازيها اعتصامات في المحافظات اليمنية الأخرى وكذلك تردي أوضاع الناس بشكل عام وان أبناء الجنوب هم جزء من أبناء اليمن فما يشعر به المرء في المحافظات الشمالية يشعر به في المحافظات الجنوبية.

فلاعتصام أميركا الذي سيقام في 30 نوفمبر أهداف خطيرة وحساسة وبحاجة إلى بحث آني للعلاج دون مزايدة فيها لان قضية المتقاعدين تريد أن تدخل هذه المرحلة بفعل تلك التصرفات الهوجاء منها :-

* تكوين جيش عدن :-

ان البعض يعمل بطريقة سرية وعلنية من اجل الحصول على مطلب خطير وهو تكوين جيش عدن، رغم ان ذلك غير شرعي لأن الجيش اليمني تتحكم فيه وفي صلاحياته الحكومة اليمنية دون سواها والحصول على ذلك يعني تكوين مليشيات وقوى مسلحة داخل اليمن تعمل على عرقلة الحياة وتوجد الأزمات والمشاكل وتدخل في احتراب واقتتال يومي هذا المطلب ترفضه كل القوى السياسية والمنظمات الحزبية وجمعيات المجتمع المدني ومن المستحيل بحال أن تصبح قضية المتقاعدين قضية مسلحة ولديها مليشيات ان الحصول على المطلب الحقوقي رهن التنفيذ اما انحراف هذه القضية الويلات والدماء والدمار لكافة أبناء اليمن ولابد ان تكون قيادة مجلس التنسيق على وعي كامل وعاقل بما ستؤول إلية مثل هذه التصرفات الخطيرة.

30 نوفمبر ورقة سياسية أخرى :-

كما أراد هؤلاء الأشخاص يجعلوا من ثورة أكتوبر مرحلة لإثارة الأزمات وبعد ما فشلوا في ذلك هاهم اليوم ينظرون إلى 30 نوفمبر من اجل صناعة التمردات والاختلالات وإقلاق الأوضاع.

واستخدام هذه المناسبة ورقة سياسية أخرى للتمرد على النظام يعني تفجير الأوضاع بأسلوب مخيف ولابد ان تدرك كل القيادات السياسية ذلك ان 30 نوفمبر مناسبة للاحتفال وليس لإثارة التمردات والمشاكل والشعب اليمني اليوم يستعد لهذه المشاركة في المحافظات الشمالية والجنوبية في الهيئات والمؤسسات وعظمة الفرحة تشمل كل مواطن يمني في الداخل والخارج.

* الانفصال :-

تؤكد شخصيات الاعتصامات الخارجية ان الانفصال هو المطلب الوحيد الذي تستعاد به الحقوق رغم ان المعالجات مازالت مطروحة إمام الجميع لكن التصفيق الذي يقوم به هؤلاء يعكس الروح التشاؤمية المتآمرة مع الشكر والتقدير للشخصيات التي تسعى للحفاظ وحدة اليمن وتكرس مفهوم الوصف إذا ان شخصيات الانفصال لا تفرق بين الرؤى والأخرى وتنظر إلى القضايا بتقييم مطلق وهذا يؤثر فعلا في مسار الإحداث ومن الضرورة بحال ان يتم فضح هذه الرؤى وتعريتها ليعرف المواطن اليمني الصدق السياسي من الدجل.

رغم ان هناك أفكار قديمة جديدة تعمل تلك الشخصيات على تأكيدها وتجسيدها إلا ما لاحظت ان الأمور تسير على نحو الوجه الأكمل فإنها تعمل من جديد على نبش تلك الرؤى ومنها :-

- تثوير قضية المتقاعدين من جديد ولعل الأمر ملتصق بتوجيهات الرئيس وتنفيذ التوجيهات وما ان يصل الأمر إلى اتخاذ الإجراءات والبدء بآلية إرجاع المتقاعدين يعمل الآخرون على نسف الإصلاحات وتكذيب معالجة الأخطاء لكي يأخذوا واجهة الشرعية أمام المجتمع الدولي.

- استمرار الاحتجاجات وتزايدها سواء في الخارج ام في الداخل لان هذه الاستمرار من وجهة نظرهم يحقق المطالب والتنمية برغم ان هذه التصرفات تقف أمام تحقيق الانجازات والتنمية ان الاحتجاجات توقف العمل التنموي بشكل أو بآخر.

- البحث عن قوة المعارضة الخارجية تعمل قيادات معارضة في الداخل فيما بينها من اجل تعزيز حضور المعارضة الخارجية زاعمين ان معارضة الداخل تعني شيئاً للشعب والحقيقة ان هذه الشخصيات لا تعرف الواقع اليمني وليست مرتبطة بالإنسان ولا تعرف ما هي حقوقه ولذا فالمعارضة الخارجية ابعد من الشأن السياسي اليمني وهي من يسبب التأزم الداخلي.

- إرباك الداخل اليمني وإيقاف الحوار ان نسبة التواؤم والائتلاف بين السلطة والمعارضة مثل قلقأ لهذه الشخصيات ودائماً الاتفاق السياسي يوقف الرؤى المتطرفة وليس من صالح هذه الشخصيات استمرار الحوار ولذا لا بد من عرقلة ذلك عبر الاعتصامات الخارجية وإبعادها ومنشؤها خاصة في ظل الإعلان الصريح عن مبادئ أهداف الحوار.

- لفت الانتباه الإعلامي من خلال تأليف القنوات الإعلامية لمسيرة الاعتصامات والاحتجاجات وتسليط الأضواء على الشخصيات التي تقف وراء هذه الاعتصامات وان كان هذا الإعلام لا يعرف بنوايا تلك الأفعال فلا بد من اخذ الحذر والحيطة تجاه تلك الإعمال.

- التدخل العسكري الأمريكي

- يريد هؤلاء الناس ان يقودوا غضب أمريكا إلى تدخل عسكري في اليمن رغم الصداقة والعلاقات بين البلدين دون وعي منهم بأخطار هذا التدخل ولنا في العراق نموذج حي لمثل هذه التصرفات ومن المستحيل ذلك لأن ديمقراطية اليمن هي من طورت العلاقات بين اليمن والدول الأخرى.

متناسين هذه الشخصيات ان هناك ثوابت وأفكارا خالدة لا يمكن ان يخرج الحال عنها منها:

1- ديمقراطية الداخل وعدم شرعية الخارج ولو أراد امرؤ ان يمارس النشاط السياسي فليتجه إلى الداخل اليمني.

2- وحدوية المواطن اليمني وإصراره على الحفاظ عليها مهما كانت الأوضاع وان مواطن الجنوب هو من أراد صناعة الوحدة اليمنية منذ أربعينات وخمسينات القرن الماضي ويصير على ذلك فيكف يقول الانفصاليون ان لا يريد الوحدة؟

3- التفريق بين الحقوقي والسياسي.

4- الموقف الوحدوي للأحزاب اليمنية وجاء ذلك رسمياً عن الخطاب السياسي لكل حزب وان الوحدة والثوابت العظمى في المزاولة السياسية اليمنية وهو موقف لن ينسى لكل الأحزاب ولذا جاءت كل تصرفات الاعتصامات من غير وعي بذلك إلا بعض الاعتصامات الحقوقية الداخلية ومن الأهمية ان يرصد المواطن هذه الأفكار العشوائية التي تريد ان تجعل مناسبة (30 نوفمبر يوماً لإثارة الفوضى والمشاكل رغم ان ثلاثين نوفمبر بريء منها تمام البراءة ( ولينصرن الله من ينصره ان الله قوى عزيز).

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد