بقلم/ سيف محمد أحمد
كنا ومازلنا نحذر من استمرار فرض حصار جائرٍ على الحزب الاشتراكي اليمني وكنا قد دعونا ومازلنا ندعو إلى تمكين الحزب الاشتراكي من وضع يده على كل ممتلكاته. . وكنا ولازلنا نرفض محاصرة الحزب الاشتراكي سياسياً وتحميله تبعات اخطاء هو نفسه متأثر منها، وقد كان املنا ومازال في ان يسمعنا العقلاء في الحزب الحاكم وتدرك القيادة السياسية خطورة وضع الحزب الاشتراكي في دائرة العزلة الاجبارية عن تأدية دوره الوطني تجاه ما تتعرض له اليمن أرضاً وإنساناً من مخاطر باتت في مرحلة حرجة.
،،،
واذا كنا ندرك خطورة الوضع فانه لمن الأهم في الادراك ان نعي ان ثمة قوى سياسية وطنية معنية بخوض دورها في الدفاع عن وطنها اليمن وان في مقدمة تلك القوى الحزب الاشتراكي اليمني الذي نحن هنا في مؤسسة «الشموع» مازلنا نراهن وبقناعة ادراكية واعية لما يدور من حراك تآمري على الوطن برمته بأنه ودون فك حاجز الاحتباس السياسي المفروض على الحزب لن يقوم بدوره وهو ضليع وصاحب تاريخ زاهر وسطور ساطعة في مواجهة اصحاب المشاريع الانعزالية منذ وقت مبكر في مطلع الستينات قبل وبعد ثورتي 14 اكتوبر حين كان رموزه يمثلون ارقام صعبة في دائرة الحركة الوطنية. . فما تم مواجته في الستينات من مشاريع تآمرية تحمل مسميات بدع في ذلك الوقت نرى انها قد عادت من جديد واطلت برؤوسها خارج جحورها الظلامية فكراً وعقيدة ومنهجاً لتعلن عن نفسها انها صاحبة مشروع يسمى دول الجنوب العربي وهي حين اعلنت ذلك تدرك انه لم يكن ثمن جور واقع على الحزب الاشتراكي بكل. . . وثوابته ونضاله وتاريخه، ما كان جرأة في مجرد التفكير في أن تطل بمشروعها من جديد.
،،،
وهنا وانطلاقاً من روح الاستشعار بالمسؤولية الوطنية نؤكد ونجزم بقناعة مبنية على قراءة لمعطيات الواقع بأن الاستمرار في ابقاء الجور بثقله على الحزب الاشتراكي يمثل خطأ سياسياً غير بسيط تصل تبعاته إلى حد قد يقرأ بانه دعماً دون ادراك للمشاريع التي باتت تمثل خطراً على الوطن برمته وعلى القوى السياسية بجميع تكويناتها وتزيد من مساحة الفراغ السياسي حيث باتت المشاريع المأزومة والتآمرية تشغل ذلك الفراغ.
،،،
وهنا واذا كنا نتجه نحو معالجة آثار حرب صيف 94م فإن من اولويات تلك المعالجة إعادة ما كان للحزب الاشتراكي. . ممتلكاته ومقدراته والتعاطي معه كشريك في انجاز عظيم لحدث تاريخي مقدس في ال22 من مايو 90م معني هو بالدفاع عن هذا الانجاز الهام في تاريخه النضالي مثل ما هو غيره معنى بتأدية واجبه الوطني في الدفاع عن وحدة اليمن ارضاً وإنساناً وازاء ذلك كله فإن ما هو ايضاً غير مدرك ان الحزب الاشتراكي وهو بوضعه المعاصر قد كان صاحب فضل نضالي في مواجهة اصحاب المشاريع الانعزالية المأزومة حين ادرك اهداف تلك المشاريع وطبيعة اهدافها حين رفض مشاريعها بمشروعه الوطني الكبير الذي يجمل هماً وطنياً يمتد من صعدة إلى المهرة.
،،،
هو ذلك الحزب الاشتراكي وهو كذلك الحزب الذي لا يمكن جعله على هامش الحياة السياسية إلا اذا كنا نريد لجسدنا الواحد ان يصيبه الوهن وتظهر فيه العلل وتمزق أطرافه ذئاب طال زمن انتظارها تتربص باليمن ووحدته شراً وهو ما ايضاً ندرك بأنه لن يكون سهل المنال وتحقيقه خيال سيسبقه نزولنا باطن الارض على ان نرى وحدتنا ووطننا يمزق.
،،،
بايمان نقول ذلك وبايمان ندعو إلى اعادة الاعتبار للحزب الاشتراكي وتمكينه من كل مقدراته وبذلك لن نكون قد خسرنا مبانٍ مشيدة وانما سنكون قد كسبنا دفن مشاريع تآمرية لا يقف سقفها في شخوص رموز هذه المشاريع وإنما يمتد إلى مطامع قوى اقليمية ودولية.
وفي الأخير ندرك أن العقل مازال سيد الحكماء في هذا الوطن المعطاء.