عبد الوارث النجري
يمثل رحيل الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر الذي وافته المنية صباح يوم أمس الأول خسارة فادحة لليمن الأرض والإنسان، وفراغاً من الصعب احتواؤه أو تجاهله، فشخصية وطنية كالشيخ الأحمر لها مواقفها النضالية والوطنية الشجاعة في أشد الأزمات التي مر بها الوطن منذ حركات النضال الثوري وحتى اليوم، كانت تمثل هذه الشخصية أحد أركان الثورة اليمنية والوحدة والسلم الاجتماعي في اليمن، ولأن الرجل نشأ وترعرع وسط أسرة وطنية لها باع في مرحلة النضال الوطني ضد الحكم الإمامي الكهنوتي قدمت خلال ذلك النضال خيرة رجالها في سبيل تحرير أبناء شعبهم من حكم ذلك النظام المستبد البائد، فقد كان الشيخ عبدالله صورة حية تجسد ذلك النضال وأهدافه الوطنية النبيلة خلال السنوات الماضية من عمر الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر، وكانت حنكة الشيخ/عبدالله الملاذ الأخير والقول الفصل في مختلف الأزمات السياسية التي مرت بها اليمن منذ قيام الثورة وحتى اليوم، كما كانت حلقة وصل لتوافق كافة اطراف المنظومة السياسية وأهم عناصر الأمن والسلم الاجتماعي اليمني، ومن خلال المناصب القيادية التي تقلدها الشيخ رحمه الله منذ قيام الثورة وحتى وفاته نجده قد مثل الرجل الوطني المسؤول خير تمثيل، والشخصية القيادية الفذة المميزة باحترام نفسها والموقع القيادي والحكومي الذي تتربعه، والقول الحق الشجاع الذي لا يسكت عن باطل، لا يخاف لومة لائم، ومع أن الشيخ رحمه الله كان يمثل احدى القبائل اليمنية الكبيرة، إلا أنه كان رحمه الله كان يمثل احدى القبائل اليمنية الكبيرة، إلا أنه كان لا يجمع بين العمل الحكومي والمنصب القبلي فهو المسؤول الأبرز حين يذكر كبار مسؤولي الدولة، وهو الشيخ المتزن العاقل حين يذكر كبار مشائخ واقيال اليمن، وبذلك فقد نال احترام كافة موظفي الدولة وقياداتها، وتقدير كبار مشائخ اليمن، والتفاف وطاعة كافة رعيته من أبناء قبيلة حاشد التي يمثل عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشائخها، كما كان للشيخ دور فعال في تعزيز علاقة اليمن بدول الجوار وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، حيث ظلت العلاقة السعودية اليمنية بين شد وجذب خلال السنوات الماضية من عمر الثورة اليمنية وكان للشيخ عبدالله دور فعال في تلطيف الأجواء بين القيادتين في الجارين الشقيقين، وإلى جانب الدور السياسي والنضالي الذي لعبه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله خلال الحقبة الزمنية الماضية، فقد كان له سمات نبيلة وإنسانية في العمل الخيري وتقديم العون والمساعدات لكثير من المعسرين سواء كانت مساعدات علاجية أو غذائية وغيرها، أضف إلى ذلك انصافه للآخرين في الحديث عنهم ومنها كلمته الشهيرة «جني تعرفه ولا أنسي ما تعرفه» والتي تمثل شهادة من الشيخ منصفة في شخصية فخامة رئيس الجمهورية وقراءة دقيقة لطريقة الرئيس وحنكته في إدارة البلاد والتي شهد بها اعداء الرئيس صالح قبل احبائه، فالعفو والتسامح وعدم التفريط بالثوابت الوطنية والسعي الحثيث والصادق لتسيير عجلة التنمية وبناء نهضة اليمن الحديث، كل ذلك سمات انفرد بها الرئيس عن غيره من القيادات السياسية في البلاد، ويمثل هذا الانصاف من قبل الشيخ عبدالله لشخصية الرئيس، فإنه رحمه الله كان رجلاً شجاعاً في قول الحق وتقديم النصيحة مهما كانت مرة ومنها مقالته الشهيرة «البلاد تمر في نفق مظلم» هذه العبارة التي ازعجت الكثير من قيادات الحزب الحاكم وشن بعدها اعلام المؤتمر حملة شرسة على الشيخ، كانت توصيفاً دقيقاً للفساد المالي والإداري الذي تجذر في معظم المرافق الحكومية وغياب هيبة الدولة وقوة القانون، من جميع اطراف المنظومة السياسية في الوطن يقرون بذلك وتعد أهم المشاكل والمعوقات التي تعيق عجلة التنمية فقد كان رحمه الله من أبرز الراعين والداعمين لعدد من الحركات الإسلامية والجهادية على مستوى العالم الإسلامي فبالإضافة إلى ترأسه لحزب التجمع اليمني للإصلاح صاحب الفكر الإسلامي في اليمن وحركة الاخوان المسلمين، فقد كان للشيخ رحمه الله دور بارز في دعم ومساندة للأخوة الفلسطينيين والانتفاضة الفلسطينية أمام الاحتلال الصهيوني، لذا فإن رحيل شخص كالشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر جمعت بين الدولة والقبيلة والدين يمثل خسارة فادحة لليمن نظاماً وشعباً اجمع عليها كافة الأطراف السياسية والمدنية والحزبية فتغمد الله الشيخ/عبدالله بواسع الرحمة وألهم أهله وذويه وشعبنا اليمني الصبر والسلوان..«إنا لله وإنا إليه راجعون».