;

نحن أبناء فلسطين أكثر الشعوب التي تفتقد الشيخ اليوم 955

2007-12-31 08:03:53

بقلم الأستاذ/ خالد مشعل *

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه آجمعين.

ففي هذه المناسبة المؤلمة والقاسية نودع رجلاً عظيماً وعلماً من أعلام الأمة ليس بحجم اليمن فحسب بل بحجم الأمة جميعاً.. إنه الراحل الكبير الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر عليه رحمة الله ورضوانه.

نفتقده اليوم بعد أن تعودنا عليه وعشنا معه سنوات طويلة، رأيناه في كل المحافل المحلية والعربية والدولية والإسلامية.. نذكره اليوم بقامته الكبيرة، بشجاعته برجولته بنخوته، افتقدناه اليوم ولكننا على ثقة أن الله سبحانه وتعالى سيعوضنا خيرا.

وفي هذه المناسبة اتوجه باسمي وباسم اخواني في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في الداخل والخارج بخالص التعازي والمواساة إلى عائلة الفقيد إلى آل الأحمر الكرام.. إلى قبائل حاشد اليمن.. إلى القيادة السياسية اليمنية وعلى رأسها فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح وإلى الشعب اليمني العزيز وإلى الحكومة والبرلمان اليمني الذي كان يرأسه لسنوات طويلة، وإلى حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي كان على رأس رموزه وقياداته الكريمة، وإلى كل أهله والشعب اليمني وإلى الشعوب العربية والإسلامية فالشيخ عبدالله رحمه الله كان ملء السمع والبصر وكان متابعاً من كل أبناء أمتنا لمواقفه الرجولية والإيمانية.

نحن أبناء فلسطين من أكثر الشعوب التي تفتقد اليوم الشيخ عبدالله في رحيله، ولا نقول إلا ما يرضي الرب «إنا لله وإنا إليه راجعون»، لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. اسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم الفقيد العزيز رحمة واسعة وان يسكنه فسيح جناته، وأن يوسع له قبره مد البصر وأن يريه مقعده من الجنة وأن يجعله في عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى كما جمعنا به في الدنيا عليه رحمة الله ورضوانه.

وبهذه المناسبة أؤكد على جملة من المواقف التي عرفتها عن الشيخ/عبدالله عليه رحمة الله، فنحن كما قلت أبناء فلسطين نفتقده اليوم وأبناء حماس على وجه التحديد، كان رحمه الله وقافاً عند الحق مناضلاً شرساً لصالح قضايا الأمة وخاصة قضية فلسطين، كان يتصف في مواقفه دائماً بالشجاعة والأصالة والجرأة وفي ذات الوقت بالاعتدال والحكمة والتوازن ومراعاة كل الاعتبارات، كان دائماً مع فلسطين ومع القدس ومع الأقصى، كان مع المقاومة مع الانتفاضة ومع نضال الشعب الفلسطيني، كنا إذا احتجنا إلى من يعلي صوته لصالح الانتفاضة والمقاومة نجد الشيخ عبدالله سباقاً، وحين كنا نزور اليمن ويكون هناك دعوات لجمع التبرعات الشعبية كان الشيخ عبدالله رحمه الله هو الحاضر وهو العنوان، وعلى المستوى الشعبي هو الراعي وهو المشجع الذي تطئمن إليه النفوس، هو الذي كان يمثل القدوة، صاحب المبادرة الكريمة الجريئة، مما كان يشجع غيره على أن يسيروا معه وخلفه في العمل الخيري بدعمهم وتأييديهم وتبرعاتهم، وكانت كلماته برغم قصرها معبرة تخرج من القلب، قوية وأصيلة وتعكس عقل الرجل وقلبه وروحه وتأخذ من وزنه ومن ثقله السياسي والعشائري والعربي والدولي، كذلك عندما دعونا لتأسيس مؤسسة للقدس كان الشيخ عبدالله في مقدمة المبادرين والمساهمين.

وعندما عقد مؤتمر القدس الشهير ونتجت عنه مؤسسة القدس العتيدة المباركة كان الشيخ عبدالله رحمه الله على رأس المجموعة النيرة التي ارتبطت بمؤسسة القدس مع فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والكثير من قيادات ورجالات ورموز العالم العربي والإسلامي.

الحمد لله على هذا التاريخ المبارك الحافل للشيخ عبدالله ليلقى ربه راضياً مرضياً أولاً بالإيمان الذي وقر في قلبه وبالعمل الصالح، ثم بمواقفه الخيرة لصالح شعب اليمن ولصالح فلسطين والعراق وكل قضايا الأمة العربية والإسلامية، كان منافحاً دائماً عن الحق لله، وكان بحكم مكانته لا يبالي، مما افاد كل قضايا الأمة وخاصة قضية فلسطين، وفي ذات الوقت كان الشيخ عبدالله حكيماً ومنصفاً ومتوازناً وكان قلبه مع فلسطين بحيث لا يقبل ابداً أي خلاف داخلي، كان دائماً يدعو للوحدة وللتفاهم والتراحم ولأن يكون الصف الفلسطيني واحداً موحداً، كانت تزعجه اخبار الخلافات الفلسطينية، كان دائماً ينصحنا ويدعونا إلى ان نحافظ على الوحدة الوطنية ونحافظ على نسيجنا الفلسطيني الوطني ويحث على التواصل مع الجميع، وكان حريصاً على أن يتواصل هو بنفسه مع الجميع حتى يوصل كلمته للجميع، هذا حقيقة ما عرفناه عن الشيخ عبدالله، عرفنا موقفه أثناء الحصار الظالم الذي فرض على الشعب الفلسطيني بعد أن فازت حماس في مطلع العام الماضي 2006م في الانتخابات التشريعية، كان الشيخ عبدالله متألماً لهذا الحصار الظالم على الشعب وعلى الحركة وعلى الشرعية الفلسطينية، كان دائماً منافحاً مدافعاً فجزاه الله عنا وعن شعبنا الفلسطيني خير الجزاء.

كان آخر عهدي به حين التقيته في مكة المكرمة في العشر الأواخر من رمضان قرب الحرم المكي الشريف وكان لقاءً حميماً، وعلى الرغم من المرض وتبعاته القاسية إلا أن عقله كان حاضراً، كذلك كان قلبه حاضراً وكان مهتماً بوضع فلسطين ومتابعة أحوالها، واستطعنا ان نضعه على صورة تطوراتها، والحمد لله اطمأن قلبه على ما سمع منا من صبر وتوازن وصمود بفضل الله تعالى.

ان الموت لن يغيب فقيدنا الكبير بحجم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر فذكراه ستبقى حاضرة في عقولنا وقلوبنا، ستبقى مآثره الجليلة محفورة في التاريخ اليمني والتاريخ العربي والإسلامي وسيكون له سجل من نور في تاريخ القضية الفلسطينية ونضال شعبها.

نحن في الحقيقة متألمون جداً ولكن لا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى «إنا لله وإنا إليه راجعون».

نسأل الله تعالى ان يمن على عائلة الفقيد الكبير وعلى شعب اليمن وعلى قضية فلسطين بخليفة للشيخ عبدالله وبقامات كبيرة بحجم الشيخ عبدالله حتى يكون المدد متواصلاً بإذن الله تعالى.

ونحن واثقون ان أرض اليمن أرض الإيمان والبركة والحكمة قادرة أن تنجب الأبطال والعظماء الذين يواصلون درب الشيخ عبدالله، وكذلك أمتنا العربية ستنجب إن شاء الله القيادات تلو القيادات حتى يأذن الله تعالى بالنصر لهذه الأمة.

لا حول ولا قوة إلا بالله... «إنا لله وإنا إليه راجعون».

* رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد