;

الصحافة بين الثقافة والسياسة 887

2008-01-06 05:57:34

عبد الفتاح البتول

ALbatool@yemen. netye

ظهرت الصحافة العربية في بداياتها الأولى كوسيلة من وسائل نشر الثقافة والفكر والأدب والخير وكان الرواد الأوائل في الصحافة العربية هم كبار الأدباء والمثقفين والمفكرين أمثال العقاد وطه حسين وهيكل والمازني والرافعي والطنطاوي وغيرهم من الكتاب والصحفيين في النصف الأول من القرن العشرين وكانت الرسالة والمقتطف والهلال والسياسة تقدم وجبات فكرية وتناولات أدبية فيها الفكر والنقد والمناظرات والمعارك الأدبية والقضايا الاجتماعية، وكانت الأخبار السياسية والاحداث اليومية جزء من العمل الصحفي، وفي فترة من الفترات وعلى غفلة من الناس قام بعض السياسيين والحزبيين بالتطفل والتدخل في العمل الصحفي، واخذ هؤلاء يمارسون الكتابة متطفلين ومخترقين لمهنة الصحافة وبلاط صاحبة الجلالة، وفي هذه الأثناء انتقلت الصراعات الحزبية والمهاترات السياسية من البرلمان والحكومة والمجالس السياسية إلى الصحف والمجلات، حتى استطاع السياسي ان يتغلب على الثقافي والحزبي على الصحفي، وأصبح الصحفي تابعاً لا متبوعاً، وبدلاً من ان تكون الصحافة سلطة رابعة اصبحت سلطة تابعة، ووسيلة لأثارات النزعات والخصومات رائجة وخاصة بعد ان اصبحت معظم الصحف تابعة لأحزاب أو موالية لاتجاهات وتيارات داخلية وخارجية وتعمل في إطار اجندات خاصة واتجاهات شخصية أو عائلية أو حزبية أو شللية أو طائفية، وغابت الصحافة المستقلة والصادقة، وانعدمت الرؤية الواضحة والراشدة وتلاشت الموضوعية والمهنية وانت ترى اليوم كيف ان الصحف على كثرتها وتعددها وفي معظمها تشكل جزءاً من الأزمة والمشكلة وليست جزءاً من الحل أو العلاج، خذ على سبيل المثال كيف تتعامل وتتناول بعض ما يحدث في المحافظات الجنوبية من فعاليات واحتجاجات ومهرجانات تجد انها تعمل على تهويل الأمور وتبالغ في الطرح وتخلط بين المطالب الحقوقية والقانونية والأعمال السياسية والتحركات المشبوهة، ومن الملاحظ ان هدوء الصحف أو احتجابها عن الصدور وغيابها في اجازة العيد كيف انعكس ايجابياً على الأوضاع والأحداث وفي مثل هذا الجو المملوء بالمهاترات والصراعات، في هذا المناخ كتب امير الشعراء احمد شوقي قصيدته المشهورة - شهيد الحق- والتي تفيض مرارة وأسى وضيقاً بالاحزاب والمشتغلين بالسياسة وفيها يقول:

إلام الخلف بينكمو إلاما؟

وهذي الضجة الكبرى علاما

وفيما يكيد بعضكمو لبعض

وتبدون العداوة والخصاما

وأين ذهبتمو بالحق لما

ركبتم في قضيته الظلاما

شببتم بينكم في القطر نارا

على محتله كانت سلاما

تراميتم فقال الناس قوم

إلى الخذلان أمرهمو ترامى

اذا كان الرماة رماة سوء

احلوا غير مرماها السهاما

تباغيتم كأنكمو خلايا

من السرطان لا تجد الضماما

وما يتحدث عنه احمد شوقي في مصر وفي عشرينات القرن العشرين هو اقع اليوم في معظم الدول العربية والإسلامية، خلافات وصراعات واحزاب وتكتلات واجندات خارجية وتحالفات انتهازية وتمترس وراء شعارات كاذبة وخطابات باطلة وتصورات خاطئة وغير واضحة، وللأسف الشديد لقد أصبح بأسنا بيننا شديد واصبح البعض منا رحماءعلى الاعداد أشداء علينا، انها فوضى الشبهات والشهوات، شهوة الحكم والسلطة وشبهة الفكر والثقافة انه ضجيج الحزب الحاكم وصخب احزاب المعارضة، وغياب وتواري اصحاب الرأي والحكمة والعقل والاتزان، وتصدر الساحة والخطاب اهل الطيش والاستعجال والتطرف، اننا بحاجة لإشاعة الروح الوطنية وتغليبها على الجوانب الحزبية والأهواء الشخصية والأهداف السياسية والمنافسات الانتخابية «واما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد ناصر حميدان

2025-01-18 00:17:31

وطن يصارع الضياع

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد