عبد الفتاح البتول
ALbatool@yemen. netye
لم يعد خافياً على أحد حدوث خطأ في دخول شهر ذي الحجة الذي أعلن أنه يوم الاثنين الموافق 10 ديسمبر 2007م بينما كان يوم الإثنين هو المكمل لشهر ذي القعدة لاستحالة رؤية الهلال مساء يوم الأحد 9 ديسمبر نظراً لغروب الهلال قبل غروب الشمس في ذلك اليوم، وبالتالي فإن بداية شهر ذي الحجة فلكياً وشرعياً هو يوم الثلاثاء 11 ديسمبر 2007م، وعليه فإن اليوم الاثنين 7 يناير 2008م يوافق 28 ذي الحجة وتحري رؤية الهلال مساء يومنا هذا خطأ فادح، حيث ان اليوم 28 من الشهر وان هلال شهر محرم لم يولد بعد، إذ ان الحسابات الفلكية الدقيقة تثبت وتؤكد ان ولادة هلال محرم ستكون غداً الثلاثاء 29 ذي الحجة 8 يناير الساعة 2. 40 ومع ذلك فإن رؤية الهلال مساء يوم غد الثلاثاء سوف تكون مستحيلة وذلك ان الهلال الذي ولد عصراً سوف يغرب قبل غروب الشمس.
وعليه فإن الأربعاء 9 يناير 2008م يوافق 30 ذي الحجة 1428ه ويوم الخميس 10 يناير هو الأول من شهر محرم الحرام وفق الحسابات الفلكية الدقيقة جداً ووفق الرؤية الشرعية.
ومع ذلك واعتماداً على الخطأ السابق سيتم تحري هلال شهر محرم يومنا هذا الاثنين الذي هو وفق التقويم الخاطئ 29 ذي الحجة وبالطبع يستحيل رؤيته لأجل ذلك سوف يتم الإعلان على ان الثلاثاء 8 يناير هو المكمل لشهر ذي الحجة، وان يوم الأربعاء الموافق 9 يناير 2008م هو الأول من شهر محرم لعام 1429ه وهذا بناءً على الخطأ السابق، اما لو تم تصحيح الخطأ وتجاوزه والقيام بتحري الهلال يوم غد الثلاثاء والإعلان عن الخميس غرة محرم فإن ذلك سوف يكون عملاً شجاعاً وهاماً سوف يقلل من الأخطاء في الشهور القادمة وخاصة شهر رمضان القادم لعام 1429ه، ذلك ان الاصرار على الخطأ هذا الشهر سوف يولد اخطاء في الشهور القادمة، وللعلم فإن الخطأ الذي حدث في شهر ذي الحجة وعيد الأضحى السابق كان امتداداً لخطأ في حساب دخول شهر رمضان 1428ه وكذلك دخول شوال 1428ه فقد كان يوم الجمعة 12 اكتوبر هو الثلاثين من رمضان، والسبت 13 اكتوبر 2007م هو الأول من شوال وعيد الفطر المبارك والذي حدث ان السعودية واليمن وقطر والامارات وبعض الدول الأخرى اعلنت الجمعة 12 اكتوبر أول أيام عيد الفطر 1428ه وغرة شهر شوال، وبناءعلى هذا الخطأ حدثت الاخطاء بدخول ذي القعدة وذي الحجة وكما سيحدث الخطأ بدخول محرم وصفر وهكذا نجد الحاجة ماسة وضرورية للملائمة بين الرؤية البصرية والحسابات الفلكية بحيث لا يصح تحري رؤية الهلال اذا كان لم يولد بعد أو انه غرب قبل غروب الشمس، وخاصة ان الحسابات الفلكية دقيقة جداً على مستوى الثانية الواحدة والأجزاء من الثانية، والعجيب اننا نعتمد الحسابات الفلكية في تحديد اوقات الصلاة ونؤدي الصلوات المفروضة وفق مواعيد واوقات محددة مسبقاً، وفق حسابات فلكية ودون الحاجة لرؤية ومتابعة حركة الشمس وظلها مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم حدد مواعيد الصلوات واوقاتها بحركة الشمس ودخول الليل والنهار، ولم يحدد ذلك بالساعة والدقيقة!!.
وعليه فإن استخدام الحسابات الفلكية والأجهزة الحديثة مع مراعاة الرؤية المجردة في تحديد بدايات الشهور الهجرية أمر لابد منه.