عبد الفتاح البتول
ALbatool@yemen.netye
مما لاشك فيه أن هناك مشكلة في المحافظات الجنوبية وأزمة يعبر عنها البعض بالقضية الجنوبية ويرى البعض الآخر أنها حركة المتقاعدين ومشكلة الأراضي وآخرون يرون أنها قضية كل المحافظات التي تشكو من أوضاع سيئة وأسعار مرتفعة وفقر وبطالة، وفي كل الأحوال فإن القضية في المحافظات الجنوبية لها علاقة بحرب صيف 94م وعلاقة بالصراعات السابقة، والقضية حسب اعتقادي تختلط فيها آثار حرب 94م وآثار احداث 86م وتتداخل فيها اخطاء المسؤولين الحاليين في عدن مع اخطاء حكم الحزب الاشتراكي وفي المحصلة النهائية وحسب استقراء الواقع ومتابعة ما يحدث ادركت وانا في عدن ان هناك حركة احتجاج ومشكلة قائمة وقضية متفاعلة تتطلب حلولاً سريعة ومعالجات حقيقية، وبأعتقادي انه من الضروري شرعياً ووطنياً الوقوف مع المطالب الحقوقية والقانونية والمعيشية والسياسية وخاصة فيما يتعلق بالآثار والجروح التي خلفتها حرب 94م وخاصة تلك الآثار النفسية التي شعرت أن ما حدث لم يكن هزيمة للحزب الاشتراكي وانما هزيمة للجنوب!! هذه الآثار وأن كانت غير صحيحة إلا أنها موجودة وتتطلب تفهماً ومعالجة من الجميع، وفي حال عدم معالجتها في إطار وطني سوف تعالج وتستغل في إطار غير وطني، سواءً مناطقياً أو انفصالياً أو خارجياً فمن المؤكد أن عدم ملئ الفراغ سيؤدي لوجود من ملؤه!!.
ان بقاء الأوضاع كما هي عليه وبدون إصلاح أو تصحيح سيؤدي إلى كارثة، كما ان الاتجاه نحو خيار الانفصال كارثة أعظم وانتحار جماعي، ولم يعد امامنا غير الإصلاح الشامل والحقيقي، ومن وسائل وأساليب العلاج والاصلاح الوقوف ضد المشاريع الصغيرة ومواجهة التيار الانفصالي، وعلينا أن نكون في غاية الوضوح والصراحة والشفافية والاعتراف بوجود قضية في الجنوب أو قضية جنوبية-وهناك فعاليات وتحركات وهي على نوعين الأول يعمل ويتحرك ويعارض ويحتج في إطار وطني ووحدوي، يمثله العديد من القيادات وخاصة قيادات اللقاء المشترك وفي مقدمتهم الأستاذ علي صالح عباد-مقبل- الذي يعلن انه ضد أي مشروع انفصالي، وهذا ما ذهب إليه رئيس مشترك حضرموت وسكرتير أول الحزب الاشتراكي بالمحافظة الأستاذ محمد عبدالله الحامد الذي اكد في حواره مع صحيفة «أخبار اليوم» في عددها الصادر يوم السبت الماضي، أكد على أن الشعارات الانفصالية تخص أصحابها وهؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم في اشارة واضحة لتحركات وأنشطة التيار الانفصالي في حركة الاحتجاجات -الجنوبية- وفي مقدمة هذا التيار الأستاذ حسن باعوم والعميد ناصر النوبة وعلي هيثم غريب وغيرهم يدعون وينادون بالانفصال كحل للأزمة وعلاج للمشكلة، وهؤلاء كالمستجير من النار بالرمضاء وهم بهذا عرفوا أو لم يعرفوا اصبحوا جزءاً من المشكلة والأزمة وليسوا جزءاً من الحل ولا العلاج.
الحقيقة أن الحديث عن وجود قضية جنوبية لا يعني بأي حال من الأحوال الحديث عن كيان جنوبي أو طرف جنوبي في مقابل طرف شمالي، هذا الحديث نوع من العبث واضاعة الوقت وتعميق المشكلة، ومثل ذلك الحديث عن وحدة 22 مايو ووحدة 7/7 وان الثانية الغت الأولى، هذا كلام بيزنطي، فالوحدة قامت في 22 مايو سنة 1990م وما حدث في صيف 94م كان صراعاً في إطار دولة الوحدة وكان لابد لأي حرب أن يكون لها آثار سلبية ينبغي تجاوزها وإزالتها وكذلك آثار إيجابية، والمشكلة ان السلطة اهملت الآثار الإيجابية ولم تعالج وتحاصر الآثار السلبية التي توسعت وتعمقت وفي عدن تحديداً يرى غالبية الناس ان السلطة المحلية الحالية وسعت الأزمة وعمقت المشكلة بصورة ملفتة للنظر وتدعو للاستغراب؟!.