عبد الفتاح البتول
بكل المقاييس والمعايير جاءت تصريحات السفير الاميركي بصنعاء مليئة بالحقد والحمق والاستعلاء والغرور والغطرسة، لقد خرج عن حدود اللياقة الدبلوماسية والعلاقات الثنائية إلى حالة من التعصب السياسي والخطاب الأمني المتشدد والمتصلب بالاضافة إلى كم هائل من التناقض والاضطراب في الأسلوب والخطاب، فالسفير الاميركي ستيفن سيش استهل حديثه أمام منتدى الاعلاميات بالكلام حول النمو الديمقراطي والتحديث الديمقراطي ووجود أحزاب ديمقراطية ومؤسسات ديمقراطية والمساعدات الاقتصادية الديمقراطية للحكومة اليمنية وبعد هذا الاستهلال البديع والديمقراطي اخذ السفير يبكي على اطلال سجن ومعتقل جوانتانامو الرهيب ناقلاً للحضور رغبة الرئيس الأميركي جورج بوش في ان يرى هذا المعتقل مغلقاً مؤكداً أن لديه رغبة في اعادة جميع المعتقلين، بهذه البراءة والشهامة الديمقراطية يتحدث سفير جورج بوش في اليمن مؤكداً انهم يخشون اذا تم اطلاق سراح المعتقلين من فندق جوانتانامو السياحي بأن يتعرضوا لانتهاك حقوقهم في بلدانهم!
يا لهذه الرحمة وهذه النظرة الانسانية والديمقراطية جداً الخوف من انتهاك حقوق معتقلي جوانتانامو في بلدانهم اما في هذا المعتقل الرهيب والسجن الكبير فإن هؤلاء المعتقلين يعيشون في جنة حقوقهم مصانة وكرامتهم محفوظة لا يتعرضون للتعذيب الجسدي والمعنوي لا تمارس ضدهم وبشهادة المحامين ومن خرج منهم ابشع انواع الايذاء والتعذيب الوحشي والبربري ألا يعيش هؤلاء المعتقلون في اقفاص مثل الحيوانات أ ليست الست السنوات التي قضوها ويقضونها في هذه الأوضاع اللاإنسانية وصمة عار في وجه أميركا والدول التي تساعدها على ذلك ثم كيف يستطيع هؤلاء المعتقلون وقد أصبحوا في أحوال صحية ونفسية غاية في السوء كيف يستطيعون أن يعودوا لممارسة الاعمال الإرهابية حسب تعبير سعادة السفير الأميركي ؟؟!
انه منطق غريب واعوج وخطاب كذب وتلفيق وهو نفس الكذب والتلفيق الذي جعل من الشيخ محمد المؤيد وصاحبه فك الله اسرهما مجرمين واصحاب سوابق ويستحقون ان يقضوا مئات السنين في السجون الأميركية ووفق كلام السفير فقد تم إدانتهما من قبل القضاء الاميركي "العادل والنزيه" وذلك لتقديم الشيخ المؤيد الدعم المادي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس ولوجود النية لدى الشيخ الأسير لتقديم الدعم لتنظيم القاعدة!
ماذا نقول ازاء مثل هذا الهراء والتلفيق وتجاوز القوانين والدساتير ومبادئ حقوق الانسان وكيف يصبح دعم حركة شرعية ومقاومة اسلامية مثل حماس كيف يصبح ذلك جرماً كبيراً وذنباً عظيماً يستحق صاحبه هذه العقوبات والاهانات!
ثم يتبجحون بالحديث عن حوار الثقافات وحوار الاديان والسلام العالمي وهم يحاربون كل ما هو اسلامي او يمت للاسلام والمسلمين بصلة يطلبون جمال البدوي لمحاكمته في بلاده بإدانته بمقتل (17) اميركياً حسب ما يقولون مع ان القانون والدستور اليمني لا يسمحان بتسليم جمال البدوي حسب تصريحات وزير الخارجية د. ابو بكر القربي في تصريحه لصحيفة الجمهورية يوم امس الاول الثلاثاء ان جمال البدوي وفي حال ثبتت ادانته بما يقولون وثبت تورطه فإن القضاء اليمني هو المخول لمحاكمته وبالتالي ادارته او تبرئته، فلماذا يريدون طلبه ومحاكمته في اميركا؟
انهم يمارسون الغطرسة والاستعلاء والغرور لاجل ذلك كرر وجدد السفير الاميركي بصنعاء بأن الحكومة الاميركية قد قامت بتصنيف الشيخ عبدالمجيد الزنداني على انه من ممولي الارهاب في العالم واضاف السفير مبشراً الجميع بأن هذا الوصف لا يزال قائماً حتى اليوم ولم يخبرنا السفير ما هي معايير هذا التصنيف ومبررات بقاء هذا الوصف سارياً وقائماً حتى اليوم كما اننا لا نعلم ما هية الانشطة الارهابية التي يمر بها الشيخ الزنداني وما هي الادلة التي تثبت هذا التمويل والذي نستطيع تقديمه لسعادة السفير والحكومة الاميركية ان الشيخ عبدالمجيد الزنداني ومثله الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رحمه الله يقدمان الدعم المادي والمعنوي للمقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها وتياراتها وفي المقدمة حركة المقاومة الاسلامية حماس فإذا كان دعم حماس والمقاومة ارهاباً فإنني اشهد ان الشيخ عبدالمجيد والشيخ المؤيد والشيخ الاحمر من اكبر ممولي الارهاب في العالم والداعمين له فإذا كان دعم حماس ارهاباً فليس للسفير انني وسيف الحاضري وابراهيم مجاهد ومؤسسة الشموع وصحيفة( اخبار اليوم) ارهابيون "لأنتم اشد رهبة في صدورهم".